محمود حميدة:ثورة يناير لن تتكرّر.. وأنا من حزب الكنبة

محمود حميدة:ثورة يناير لن تتكرّر.. وأنا من حزب الكنبة

09 يناير 2015
لم أتوقع أن ثورة 25 يناير ستنتصر
+ الخط -
فنان قليل الظهور، فنياً وإعلامياً، لا يتحدث إلا عند الضرورة، بعيد عن المشاكل والشائعات، صريح، أدواره جريئة. رفض الوجود في ميدان الفن سنوات، لأنّه لا يليق به، كما رفض الوجود في ميدان التحرير لأسباب كثيرة. "العربي الجديد" التقت الممثل الكبير، محمود حميدة، وأجرت معه هذا الحوار:

تعود للسينما بقوة من خلال ثلاثة أفلام لم تُعرض بعد، ما الذي دفعك إلى قبولها؟
دفعني إلى قبولها الشيء نفسه الذي كان يدفعني دائماً إلى الموافقة على أعمال ورفض أخرى، فأنا لا أرضى بعمل إلا بعد بحث وتنقيب في تفاصيل الشخصية. أنا رجل عاشق للتفاصيل، لست "اللاوي" أترك كل شيء يأتي بظروفه، وحين يعرض عليّ عمل لا أرفض أو أوافق عليه بسهولة.

كبرياء؟
ليس كبرياءاً أو تعالياً، فالفن مهنتي وهوايتي وموهبتي واحترافي، لكنها الدقة في الانتقاء لا أكثر، واحتراماً للجماهير التي تثق بي، وستدفع ثمن تذكرة سينما لتدخل لمشاهدتي؛ لا لشيء سوى لأنّهم يثقون في محمود حميدة.

ماذا عن شخصياتك في الأفلام الثلاثة (ريجاتا، وقط وفار، ويوم للستات)؟
(يضحك)، لقد وصلت إلى درجة لا يمكنني فيها أن أقول إنني أجسد شخصية كذا وكذا، فأنا في الأساس لا أجيد الحديث عن الشخصية، فقد أظلمها من دون أن أدري، أو يمكن أن أشرحها بشكل هامشي لا يعطيها قدرها، ولا يعطي لكاتبها حقه. دعوا الأعمال تُعرض، ومن ثم احكموا أنتم، واعرفوا شخصياتي فيها.

في فيلم "ريجاتا"، تترافق مع الفنانة إلهام شاهين التي سبق وقدمت معها أعمالاً أخرى، فهل ترتاح نفسياً للعمل معها؟
بالفعل، إلهام شخصية مريحة جداً، وإنسانة جادة في العمل، حريصة على كل شيء في ما تقدّمه، وهي صديقة أحترمها، وأخت عزيزة على قلبي، وأحترم اختياراتها في الأعمال، سواء في السينما أو التلفزيون، وهي تحترم فنّها. فعلى الرغم من حرصها على الحضور تلفزيونياً كل عام، إلا أنّها حين وجدت أنّ المعروض عليها لا يليق بها، توقفت منذ عامين عن الحضور تلفزيونياً، وركّزت في السينما، وأنا أحترم مثل هذه الشخصيات الفنية.

فيلم "يوم للستات" نسائي، تأليفاً وإنتاجاً وإخراجاً، فماذا تقول عن هذا العمل؟
أيضاً، في هذا العمل تشارك الفنانة إلهام شاهين، وهو بالفعل فيلم نسائي، يعطي نظرة مغايرة للمرأة، وهو يقدم اقتراحاً: ماذا لو هناك يوم يكون فقط للنساء! (يضحك حميدة): "على أساس أن النساء غير مسيطرات على كل الأيام مثلاً"!

الفيلم جميل فعلاً ومختلف، ويعطي نظرة جديدة للمرأة، وأنا مؤمن جداً بالمرأة، وأنّها ليست فقط نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله. هي التي تدير الحياة، هي أمي وأختي وصديقتي وزوجتي وابنتي. فكل المعاني تتجسد في المرأة، ومَن ينكر دورها، هو بلا شك إنسان غير مدرك لحقيقة من حوله.

تردد أنّ فيلمك "قط وفار" يرصد الأحزاب السياسية المتعددة في مصر، هل هذا صحيح؟
لا يتطرق نهائياً إلى هذا الموضوع، والفيلم في مجمله كوميدي اجتماعي، تشاركني في بطولته الممثلة السورية سوزان نجم الدين وسوسن بدر، والقصة للكاتب الكبير العبقري وحيد حامد، وإخراج الشاب تامر محسن، ومن المحتمل عرضه في إجازة منتصف العام.

ألا توجد أي مقاطع سياسيّة على الإطلاق كما تردد؟
كلنا سياسيون، والجميع الآن يتحدث في السياسة، من دون أن يدرك أنّها سياسة، لأنّها أصبحت مقحمة في حياتنا بشكل كبير جداً. لذا، من الطبيعي، ونحن نقوم بأي عمل فني، أن يتنكّه بـ"رشّة" البهارات السياسية، لكن من دون تركيز. فحين تجتمع الأسرة اليوم، بماذا يتحدّثون؟ أليس عن وضع البلد؟! أليس عن غلاء الأسعار؟ كل هذا في النهاية يصب في قالب السياسة.

وأنت ماذا تمثّل السياسة بالنسبة لك؟
مثلي مثل أي فرد في المجتمع، أتحدث في السياسة بما أفهمه فقط، فأنا لا أجيد الشعارات والتفلسف بلا داعٍ، فكم هم كثر المتفلسفون ممّن يوهموننا بأنهم يتحدثون بالمنطق.

مَن تقصد؟
لا أقصد شخصاً معيناً، لكن فعلاً نحن نعيش في زمن الغوغائية، كل من يريد أن يقول شيئاً يضعه في إطار فلسفي، ولا يقتنع بأي رأي آخر، وكأنّ رأيه مُنزّل من السماء، وهذه هي آفة المجتمع، ليس المصري فقط، بل العربي بشكل عام.

ماذا تمثّل لك ثورة 25 يناير؟
لنكن صريحين، أنا لم أنزل إلى ميدان التحرير طيلة الـ18 يوماً من عمر الثورة، ليس لأنني غير مؤمن بها، بل على العكس، هي ثورة لم ولن تحدث مجدداً في تاريخ أي من الشعوب العربية والأجنبية، فهي حدث جلل، عمل على انهيار نظام فاسد ظلّ ينهش في أحشائنا وأحشاء أولادنا، لكن أولادنا ـ الحمد لله ـ لم يرضوا ونزلوا وطالبوا بإسقاط النظام وأسقطوه. أعود وأقول إنني لم أنزل، لأنني مؤمن بأنّ ثورة يناير هي ثورة أولادنا فقط، ثورة الشباب في العشرينيات، ممّن يملكون النظرة للمستقبل، أما أنا وجيلي، فقد انتهى الأمر بالنسبة لنا ولم يعد المستقبل بأيدينا.

في أيام الثورة، كان يطلق عليك أنّك من أنصار حزب الكنبة؟
نعم، فأنا فعلاً لم أشارك وسمعت هذا الكلام، لكن كما قلت إن إيماني بالشباب هو ما أجلسني في منزلي.

بصدق شديد، هل كنت تؤمن بأن الشباب يستطيع إسقاط النظام؟
لا، كنت أعرف جيداً جبروت النظام، وفي أول وثاني وثالث يوم، قلت إن الأمر سيكون مثل أي تظاهرة وسيتم فضّها، وكل شخص يذهب إلى حال سبيله. لكن مع مرور الأيام، بدأ المشهد يتضح وينجلي، وبدأ الأمل يتسرّب إلينا أنّ هناك شيئاً قد يحدث، والحمد لله حدث.

لماذا لم نشاهدك تلفزيونياً منذ تقديمك مسلسل "ميراث الريح"؟
كان هذا العمل غلطة، كنت أظن أنّ العمل مكتوب بشكل أقوى ممّا ظهر به على الشاشة، لكن لم يحدث. أعترف بأن المسلسل لم يحقق أي نجاح، سواء على المستوى النقدي أو الجماهيري.

إذاً لن تكرر التجربة؟
لم أقرر، فقد يأتي الدور الذي لا يمكن رفضه. وللعلم فأنا أساساً لا أحب التلفزيون منذ طفولتي، حتى إنني لا أحب مشاهدته. لكن في رمضان الماضي، شاهدت مسلسل "سجن النساء" للمخرجة كاملة أبو ذكرى ونيللي كريم التي أبدعت في هذا الدور، وشاهدت أيضاً مسلسل "تفاحة آدم" لخالد الصاوي، ومسلسل "دهشة" ليحيى الفخراني، و"جبل الحلال" لمحمود عبد العزيز، وكلها أعمال كانت لائقة ومحترمة بشكل كبير، أعادت الدراما المصرية إلى الروح العائلية الجميلة.

المساهمون