"معاً ضد الإرهاب" أم ضد ثورة الشباب؟

"معاً ضد الإرهاب" أم ضد ثورة الشباب؟

24 نوفمبر 2014
من الملصقات الساخرة (فيسبوك)
+ الخط -

يقول فنانون في الفيديو الذي لا يعرف كثيرون من أنتجه، ولا من أنفق على تصويره، مثل كثير من المواد الإعلامية الداعمة للنظام الحالي في مصر، إنهم ضد الإرهاب، فيرد عليهم كثير من الهواة ردوداً أقرب ما تكون إلى السخرية وتسفيه ما يقولون.

يضم الفيديو الأصلي، الذي ظهر للنور قبل أسبوع وأحدث عاصفة من السخرية، مجموعة من الفنانين، كان معظمهم ضد الثورة، وبعضهم شارك في تظاهرات خرجت في أيام الثورة الأولى دعماً للرئيس المخلوع، حسني مبارك، نظمتها نقابة الممثلين، وشارك فيها عدد من الإعلاميين والرياضيين.

بينما الفيديو الجديد، الثاني من نوعه، يضم مجموعة من الفنانين الشباب المنتمين إلى الثورة، ويقدم على عكس الفيديو الأصلي، رسالة كوميدية بأسلوب محبب للجيل الجديد.

بينما الفنانون الكبار (سنّاً) متجهمون، يشخطون وينطرون، نجد الشباب جادين، رغم أن موقفهم لا يتحمل الجدية، ويثير الكثير من الضحك.

تقول الفنانة المحجبة حديثاً صابرين، صاحبة مقولة "الإسلام الوسطي الجميل" إنها تقاوم الإرهاب كـ"أم"، ويقول الفنان الليبي المقيم في مصر، حميد الشاعري، إنه سيقاومه كـ"زوج". والفنانة، هالة فاخر، التي لا يعرف أنها متزوجة ستقاومه كـ"زوجة".

فيلتقط الشباب اللفظة، ويكررون على منوال "كأم" و"كزوج" و"كزوجة"، ألفاظاً بالعامية المصرية الدارجة من عينة "كازوزة" و"كاوتش" و"كابوريا" و"كلابشات" و"كباريه".

ويقول الفنان الذي انتشر أخيراً، لطفي لبيب بقوة، إنه سيقاوم الإرهاب "كمصري"، فيرد عليه الشباب بالطريقة نفسها قائلين "كمين"، "كراسي"، "كابينة"، "كانز".

يكرر الفنانون في بداية الفيديو أسماء المناطق التي شهدت حوادث راح ضحيتها عناصر من الجيش والشرطة، بينها "الفرافرة" و"رفح" و"كرم القواديس"، فيضيف إليها الشباب للسخرية أسماء مدن ومناطق بينها "كفر الشيخ هلال" و"رأس سدر"، و"مرسى علم".

في فيديو آخر للسخرية، يقوم من جهزوه بتغيير كل ما ورد على لسان الفنانين بألفاظ أخرى لها علاقة بالطعام، من عينة زيتون وكوارع، وفراخ بالكاري، وسجق في رغيف، إمعاناً في السخرية من الرسالة التي يرغبون في نشرها مستغلين شهرتهم، مستبدلين نهاية الفيديو بلفظة "البس" التي توحي في العامية المصرية بمعان كثيرة بعضها بذيء.

وفي فيديو ثالث، بالرسوم المتحركة، يحلل معدوه أسباب هجوم الفنانين على الثورة، أو دعمهم النظام ضد الثوار، والتذرع بالحرب على الإرهاب، معتبرين، أن هؤلاء الفنانين يرغبون في حماية مصالحهم، وأموالهم وطريقة حياتهم التي لا يعرفها عامة المصريين، وأنهم يقبلون أن يحكم العسكر المصريين بالنار والحديد، طالما أنه سيوفر لهم ما اعتادوا عليه من رفاهية.

وباتت حرب الفيديوهات متداولة في مصر منذ أيام ثورة يناير الأولى، فكلما أصدر النظام أو أجهزته الأمنية وأذرعه الإعلامية، مادة مصورة تتهم الثورة أو الثوار بنقيصة أو تلقي عليهم بتبعات أي حادث، رد كثيرون بتسفيه تلك الفيديوهات أو السخرية منها، من خلال إضافة مقاطع من أفلام أو أغنيات شهيرة لها، معظمها عادة من أفلام عادل إمام وأحمد حلمي واللمبي.
وربما كانت فورة تلك الظاهرة قبل أقل من عام مع أغنية الإماراتي، حسين الجسمي، "بشرة خير" التي ظهرت لها الكثير من النسخ الساخرة، والتي حققت مشاهدة أوسع من الأغنية الأصلية نفسها.

المساهمون