قصة مريعة وراء هذه الصورة في معسكر اعتقال بالبوسنة

قصة مريعة وراء هذه الصورة في معسكر اعتقال بالبوسنة

25 نوفمبر 2017
فقد أليك نحو 20 شخصاً من عائلته (بيير كورن/Getty)
+ الخط -
حكمت محكمة الجزاء الدولية في لاهاي الخاصة بجرائم الحرب في يوغوسلافيا السابقة بالسجن المؤبد على راتكو ملاديتش، الزعيم العسكري السابق لصرب البوسنة، الأربعاء الماضي، بعد إدانته بعشرة اتهامات بـ"ارتكاب جرائم إبادة" و"جرائم حرب وضد الإنسانية".

الأمر الذي أعاد إلى الأذهان صورة فكرت أليك، الذي أصبح أيقونة تمثل الفظاعة التي واجهها المسلمون في البوسنة خلال الحرب بين عامي 1992 و1995.

وأثناء انتظاره المحاكمة جلب أليك معه صورة ظهر فيه على غلاف مجلة تايم عام 1992، إذ نشرت المجلة قصته من جديد، مع تفاصيل إضافية عن معاناته التي عكست الفظائع التي تعرض لها الناس في البوسنة في ذلك الوقت.

وبدا أليك في الصورة رجلاً هزيلاً، وقد ظهرت أضلاعه، وكان واقفاً خلف سلك في معسكر ترنوبوليي الذي كان سجناً تسيطر عليه صربيا.

وقد تم التقاط الصورة قبل 25 عاماً، في ذلك الوقت كانت الحكومة الصربية الانفصالية عازمة على ترحيل جميع الأشخاص غير الصربيين في المناطق البوسنية، وخلال تلك الحملة قتل وفقد نحو 45 ألف شخص.

وفي عام 1992، دعي صحافيون بريطانيون إلى معسكر أومارسكا من قبل الزعيم الصربي السابق رادوفان كارادزيك الذي سيحاكم فيما بعد بجرائم إبادة جماعية وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقد نفى في ذلك الوقت أن يكون معسكر اعتقال وطلب من الصحافيين أن يشهدوا بذلك بأنفسهم، لكن خلال ذلك صادف الصحافيون معسكر ترنوبوليي بعد مغادرتهم معسكر أومارسكا، ووجدوا رجالاً وصبياناً مسلمين هزيلين تعرضوا لمذبحة، بعضهم فارق الحياة تحت التعذيب أو بسبب الجوع، في عدد من المنشآت التي يديرها الانفصاليون.

وقد تم نشر أول صورة من ذلك المعسكر في شهر أغسطس/ آب 1992، وقد ظهر فيها أليك الذي كان معتقلاً، ووصل إلى ذلك المعسكر صباح اليوم الذي رآه فيه الصحافيون، إذ كان معتقلاً في سجن كيراترم قبلها، حيث ذُبح 130 رجلاً في إحدى الحظائر، وصرح أليك لصحيفة "ذا غارديان" بأنه أُمر بوضع الجثامين في شاحنة.

وبعد نحو 20 سنة، قال أليك إن تلك الصورة كانت لها آثار كارثية على المعتقلين في المعسكر. وأضاف أنه بعد مغادرة الصحافيين بدأ الحراس مباشرة بضرب بعض الأشخاص الذين تحدثوا إليهم، وعندما انتشرت صورته عادوا إليه وأرادوا قتله.

وساعده إخوانه على النجاة بإخفائه في المخيم الواسع، وتمكن من الفرار بعد أيام عدة، إذ تنكّر على أنه امرأة مسلمة، وانضم إلى قافلة من الحافلات التي كانت تنقل النساء خارج الأراضي التي تسيطر عليها صربيا.




بعد أربعة أيام من فراره أخرج 200 رجل بالحافلات وتم إعدامهم عند حافة وادٍ، أحد الضحايا كان ابن عم أليك، وقد تسببت الحرب بمقتل أكثر من 20 فرداً من عائلته، بمن فيهم عمه وعمته اللذان أُحرقا وهما على قيد الحياة في منزلهما، وجده الذي أطلق عليه الرصاص في مطبخه.



(العربي الجديد)

المساهمون