"عالغيمة"... حوار موسيقي سوري في بيروت

"عالغيمة"... حوار موسيقي سوري في بيروت

02 ابريل 2017
تمّ مزج "الراب" مع "الميتال"(العربي الجديد)
+ الخط -
يوم الاثنين الماضي، استقبل مسرح "مترو المدينة" في بيروت، حفلاً موسيقياً سورياً، حمل عنوان "عالغيمة". وجمع الحفل ثلاثة موسيقيين سوريين من خلفيات موسيقية مختلفة، ليقدموا حفلاً فنياً غريباً، تمتزج فيه الأنماط الموسيقية الغربية التي أحبها السوريون على منصة واحدة.

يشارك في الحفل مغني "الراب" الملقب بـ"مزاج"، وعازف "الموسيقى الإلكترونية الملقب بـ"مولانا"، وعازف الغيتار الكهربائي، سامي فريحات، المختص بموسيقى "الميتال".
وليس غريباً أن يجتمع مغني "الراب" مع "بروديوسر" على منصة واحدة، فلطالما لازمت الموسيقى الإلكترونية مغنيي "الراب"، ولكن الأمر الغريب حقاً هو أن يجتمع هذا الثنائي مع موسيقى "الميتال"، ولا سيما أن هناك عداء قديماً بين موسيقيي "الهيب هوب" وموسيقيي "الميتال" في سورية، كما ذكر "مولانا" أثناء الحفل.

ففي سورية، وتحديداً في بداية الألفية الثالثة، تزايد عدد الجمهور المهتم بالموسيقى الغربية، وانقسموا إلى فريقين رئيسيين: الأول، اهتم بأغاني "الراب" وموسيقى "الهيب هوب" و"التكنو"، وأما الآخر، فاهتم بموسيقى "الروك" و"الميتال"؛ وبهذا السياق، يمكن تفسير هذه المزاوجة الموسيقية بين "الهيب هوب" و"الميتال" السوري على أنها تجربة تحاول حشد الجمهور السوري ذي الميول الموسيقية الغربية في بيروت. وأيضاً يهدف المشروع إلى تعزيز التعاون بين الفنانين السوريين الموجودين في المهجر والفنانين اللبنانيين.

وأنتجت هذه المزاوجة خليطاً موسيقياً غربياً، يتميز بإعطاء مساحة لعزف الغيتار المنفرد (السولو) يكسر فيها نمطية أغنية "الراب"، ولكنه يبدو مفتقداً للهوية بسبب اعتماده بشكل كلي على الأنماط الموسيقية الغربية، ولم تكسر ثقل المزيج الموسيقي الغربي سوى كلمات أغاني "الراب" المشبعة بروح الثورة وهواجس السوريين المهجرين، وبعض المقاطع الموسيقية الشرقية التي استخدمها "مولانا" بتقنيات "السامبلينغ".

وفي لقاء مع فريق "العربي الجديد"، أخبرنا فريحات المزيد من التفاصيل عن المشروع: "إن الخليط الموسيقي الذي قمنا بصياغته، مبنيُّ على قناعة كل منا بالآخر، فأنا أعرف الموسيقى التي يقدمها "مولانا"، وأراها جيدة وقادرة على استيعاب أنماط موسيقية كالـ"الميتال" و"الريغي" والموسيقى الشرقية، رغم أنها أُنتجت بالأصل لتحمل أغاني "الراب". وزادت من حماستي لخوض التجربة الكلمات التي كتبها "مزاج"، والمواضيع التي أختارها في أغانيه وطريقة أدائه. وبالنسبة للمشروع، فهو لن يتوقف عند هذه الحفلة، فالآن نعمل أنا و"مولانا" على مشروع جديد، يجمع الموسيقى الإلكترونية مع الموسيقى الشرقية مع آلة الغيتار الكهربائي، والتي أعتبرها آلة موسيقية غربية قابلة لأن تصبح عربية. وبهذه المشاريع المشتركة، نحاول أن نقدم موسيقى تمثل ذوقنا الفني، والذي أراه مختلفاً عن الموسيقى العربية في الوقت الحالي، فأغلب الموسيقيين اليوم يحاولون إعادة توزيع موسيقى قديمة بأجهزة وتقنيات جديدة، أو يتجهون للأشكال السائدة، ونحن نحاول بتجربتنا الجديدة أن نبحث عن العناصر التي نحبها في الموسيقى الشرقية، ونمزجها بطريقتنا مع الأنماط الموسيقية الغربية التي نحبها".

وعن الغرض من الحفلة، والآلية التي عملت بها المجموعة، أخبرنا "مولانا": "الدمج بين الأنماط الموسيقية في الكثير من الحالات يخلق شكلاً غريباً أو مميزاً للعمل، وما قمنا به كان مجرد الدمج بين لونين موسيقيين متناحرين، كانا على نزاعات فنية، إذا صح التعبير، فخلقنا صورة تجمع بين عملي أنا و"مزاج" في "الهيب هوب" مع الموسيقى التي ينتجها سامي في "الميتال"، ولم تشهد الساحة الموسيقية العربية هذا المشهد من قبل، فنحن بدأنا التجربة بفعالية "عالغيمة"، لنرى ردود فعل الجمهور، وفعلاً لاقى ردود فعل جيدة جداً، وكسرنا الصورة النمطية للعداء الموسيقي بين "الميتال و"الهيب هوب".


المساهمون