الدراما المشتركة تُسابق نفسها

الدراما المشتركة تُسابق نفسها

18 ابريل 2020
بعضهم حمّل الانتفاضة المسؤولية وبعضهم فيروس كورونا (حسين بيضون)
+ الخط -
يومًا بعد يوم، تتوضح معالم الخريطة الرمضانية الخاصة لهذا العام. أسئلة كثيرة تُطرح، بينما يبدو أنه من المبكر الحكم النهائي على ما سيُعرض لاحقًا. تؤكد معلومات خاصة أن عدداً من المنتجين اللبنانيين يشعرون بالغضب جراء ما ألمّ بهم من خسارة إثر توقف معظم الإنتاجات الدرامية، ومنها العربية المُشتركة، بعد انتشار فيروس كورونا، منتصف آذار/ مارس الماضي، ومعظم هذه الإنتاجات كانت تصور في بيروت، ما دفع المنتجين إلى الامتثال لطلب الحكومة اللبنانية بعد قرارها بما سُمي بالتعبئة العامة، وحالة الحظر التي مُددت في لبنان قبل أيام، وتوقف التصوير.

تؤكد المعلومات أنه على ضوء ما حصل هذا الموسم، سيطرأ تعديل على بعض العقود والمواعيد الخاصة بتصويرالمسلسلات العربية، ووصف البعض ما حصل بأنه "كارثة" حقيقية على صعيد الإنتاج، وعزا السبب الحقيقي لما جرى إلى التأخير في تسليم السيناريوهات وتحديد أماكن التصوير، فيما تذهب مصادر الممثلين إلى أنهم كانوا الأكثر التزامًا بالمواعيد، ولا علاقة لهم بالتأخير، والسبب الأول والنهائي لما حصل هو تأخير تسليم الكتّاب للنصوص، وتعيين مواقيت التصوير وحجز الأماكن، الأمر الذي أوصل الحال إلى "الكارثة" التي حلت وأدت، بحسب معلومات أولية، إلى خسارة تقدر بأكثر من مليوني دولار أميركي.

في المحصلة، يبدو أن سياسة جديدة ستُتبع من قبل المنتجين في بيروت، وتقتضي بتقريب مشاريع التصوير الخاصة بالأعمال الرمضانية. وطرح عاملون في مجال الإنتاج على الشركات أن تقرر النصوص والمسلسلات قبل عام كامل، وهذا بالطبع يساهم في تحديد آلية العمل التي يجب أن تتوافر وتواجه أي شأن طارئ، كما حصل اليوم، على اعتبار أن التأخير لم يكن وليد الساعة أو سببه اجتياح الفيروس، وهذا ما حصل في الموسم الماضي، ضمن بعض المسلسلات، ومنها "خمسة ونص" الذي استمر تصويره حتى الأسبوع الأخير من شهر رمضان، ولم يَسلم من الأخطاء التي ظهرت في الحلقة الأخيرة، والسبب الرئيسي هو عدم تسليم "النصوص" مُبكراً للممثلين، كما لم يجر التعديل على النصوص أو مراجعتها، واتخذ عدد من الممثلين في "خمسة ونص" صفة كتابة نصوصهم، أو تعديلها بطريقة أخرت إنجاز العمل، وهذا ما حصل هذا الموسم أيضاً، ويبدو أن أحداً من المشرفين على الإنتاج في معظم الشركات العربية لم يكن يتوقع أن تصل الظروف إلى الحظر وانتشار وباء معدٍ.
أكثر من ستة مسلسلات عربية مُشتركة توقفت، حتى اليوم، والسبب هو التأخير في تشكيل خلية التنفيذ، وبالتالي التقليل من أهمية تأخير النصوص الواجب تسليمها إلى الممثلين قبل وقت طويل من بداية التصوير، وهذه المعضلة هي السبب الأول لما حصل، خصوصاً أن البعض كان يعول على الأسبوعين الأخيرين من مارس/ آذار الماضي للانتهاء من 80 بالمئة من الأحداث.
يبقى أن نشير إلى أن صرخة الممثلين اللبنانيين قبل أسبوع بالمطالبة بعودة العمل والتصوير، جاءت هي الأخرى متأخرة لأسباب كثيرة، ومنها عدم كفاية ما تمّ تصويره، فيما جاءت محاولة الإنقاذ الأولى من قبل المنتجين مُشوهة وقضت باختصار حلقات ومدة بعض المسلسلات التي سلمت من مقص شبح كورونا وأعلن عن دخولها المنافسة في السباق الرمضاني.

المساهمون