أطعمة تنقِذ الأطفال من شبح البدانة

أطعمة تنقِذ الأطفال من شبح البدانة

06 مايو 2016
يجب أن تكون خسارة الوزن الزائد صحيّة (Getty)
+ الخط -

 لذلك، يجب التعرّف أوّلاً على السبب وراء هذه الزيادة، من خلال البحث في النظام الغذائي المتّبع، وكيفية تقديم الطعام إلى الأطفال ومواعيده، لمعرفة كيفية علاجها والتخلّص منها بطريقة منزلية. 
تقول اختصاصية التغذية، نعيمه بواب إبراهيم، إنّ "بدانة الأطفال من أهم المشاكل الصحية الحديثة، التي باتت تنتشر بسرعة. فقد أحصت منظمة الصحة العالمية أنّ الأطفال الذين يُعانون من البدانة، والذين تتراوح أعمارهم بين صفر و5 سنوات، ازدادت من 32 مليون طفل في العام 1990، إلى 42 مليون طفل في العام 2013".

وتُضيف نعيمه، في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ "أعلى نسبة بدانة نجدها في الدول المتقدمة. وقد حذّرت المنظمة في حال عدم حل هذه المشكلة من أن تعود وتتفاقم أكثر لتصل إلى 70 مليون طفل في العام 2025".
وتُحذر بواب من أنّ "بدانة الأطفال تشكِّل مخاطِر صحيَّة خطيرة، كالإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين، وتؤدّي إلى مقاومة الخلايا للإنسولين، واضطرابات في الجهاز العصبي والحركي، وقلّة القدرة على الحركة. إضافةً إلى بعض أنواع السرطانات في القولون والصدر والرحم، وإهمال هذه المشكلة يولّد مراهقا بديناً، وبعدها رجلاً بديناً".


كل العوامل التي قد يتعرَّض لها الطفل في مرحلةٍ من مراحل نموه، قد تكون سبباً في إصابته بالبدانة، وفترة الحمل هي الفترة الأولى، لتفادي تعرض الطفل لأي سبب من أسباب البدانة. فتنصح دائماً الحامل بتناول غذاء صحي متوازن قليل الدهون المشبعة، وتفادي زيادة الوزن عن المعدلات السليمة.
وتُشدِّد اختصاصيّة التغذية، على أنّ الأساليب الغذائيّة الخاطئة، هي من أهمّ أسباب البدانة. لذا "يجب إعطاء الطفل، منذ صغره، الغذاء الصحي السليم القائم على التوازن بين مختلف فئات الطعام، واعتماد الطبخ الصحي، وتجنب إضافة الدهون غير الصحية بكميات كبيرة، واختيار أصناف البروتينات القليلة الدهون".


وتتابع داعية إلى "إدخال الفواكه والخضار في النظام الغذائي اليومي للطفل، واعتمادها كـ "سناكات" بين الوجبات بدل الأصناف المتعددة كالشوكولا والتشيبس والبسكويت، التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات والدهون المشبعة والسعرات الحرارية. تلك التي تزيد من وزن الطفل دون إدخال أي فائدة عليه". وتنصح "بعدم الإكثار من العصائر التي تحتوي على نسبة عالية من السكر والسعرات الحرارية".

وبالتأكيد، يجب التقليل من كمية الملح المضافة إلى الأطعمة "كذلك كميَّة السناكات المملحة، وذلك لما للملح من تأثيرٍ سلبي. وقلّة الحركة تعتبر من أبرز الأسباب، إذ أصبحَ الأطفال في يومنا هذا يقضون أغلب أوقاتهم أمام التلفاز والكمبيوتر والآي باد، عوضاً عن اللعب في الحدائق، والملاعب الخاصة بهم".


وتُعطي نعيمه أهمية للعامل الوراثي:"فبعض الجينات واضطراباتها تتسبب بالبدانة، بالإضافة إلى الضغط النفسي والتوتر داخل الأسرة، خصوصاً في حال وجود مشاكل عائلية قد تنعكس على نفسية الطفل وتولّد لديه رد فعلٍ عكسيا"، فيطلبون الطعام أكثر من غيرهم.
وتجدر الإشارة الى أنّ إنقاص الوزن عند الأطفال من المسائل الدقيقة. إذ "يجب أن تكون خسارة الوزن الزائد بطريقة صحيّة ومدروسة، وأن تعتمد على خسارة الدهون الزائدة، مع تزويد الجسم بالمغذيات والمواد الأساسية الضرورية. ففي عمر مبكّر هو عمر النمو، يحتاج الجسم لعدد مهم من الفيتامينات والأملاح المعدنية والمغذيات الضرورية".


وتختم بنصيحة عامة: "على  الأهل الاستعانة باختصاصي لإرشادهم إلى الطريقة الصحية لخسارة الوزن، فالهدف هو إبطاء أو منع زيادة الوزن، للسماح  بنمو جسم الطفل، بوزن طبيعي تدريجياً، إلى أن يبلغ الوزن الصحي المناسب لعمره وطوله، وحتّى لو استغرق وقتا طويلاً. كما عليهم مساندة الطفل من خلال اعتماد أساليب غذائية صحية لكامل الأسرة، وتشجيع الطفل دائما وعدم تركه يشعر بأنّه يُعاني من مشكلة تعيبه أو تخجله".

المساهمون