التصوير الزيتي والباستيل أدوات الفنانة الفلسطينية نور الحوراني للتميز

التصوير الزيتي والباستيل أدوات الفنانة الفلسطينية نور الحوراني للتميز

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
13 أكتوبر 2019
+ الخط -
خروجاً عن التقليدية وكسراً للمألوف، تحاول الفنانة الفلسطينية الشابة نور الحوراني التميز في لوحاتها التشكيلية، والتعبير عنها من خلال التصوير الزيتي والرسم بتقنية الباستيل، التي تضفي على لوحاتها تشويقاً إضافياً.

وترغب الفنانة الحوراني في التعبير عن القضية الفلسطينية، وقضايا المرأة عبر مجموعة رسائل، ولكن بأساليب مختلفة، تجذب نظر المتلقي، وتدفعه إلى التأمل بأدقّ تفاصيل اللوحات، من خلال تقديمها بأساليب متنوعة، ومتجددة.

وترى أن استخدام الخامات غير المألوفة، والصعبة في عملها يمكنه المساهمة بتأثير أقوى، في إيصال الأفكار والرسائل، كذلك فإنه يساعدها على التعبير عن أدق تفاصيلها، ويعينها على التعبير عن ذاتها.

ويعتبر التصوير الزيتي أحد أشكال الفنون التشكيلية، وقد عُرف هذا الفن منذ القدم بألوان الزيت، تُجهَّز ألوان الزيت بخلط مساحيق الألوان الجافة أو المعجونة بالزيوت النباتية، وأبرزها وأكثرها شيوعاً في مجال الألوان الزيتية زيت نبتة الكتان، وتُستخدَم بعد شروع الفنان بالتصوير الزيتي، كذلك فإنها تتيح للفنان إمكانية استخدام طبقة سميكة لإعطاء تأثيرات معينة. بينما يتميز فنّ الباستيل الذي اتخذته الفنانة الحوراني سبيلاً للتميز عن غيره من ألوان الفنون، حيث لا تدخل فيه المواد المذيبة، ويرسم جافاً، عبر ألوان طبشورية، ويستخدم فيها الصمغ لتثبيت الألوان على الورق.

تقول الحوراني (21 عاماً)، التي تدرس الهندسة المعمارية، إنها لجأت إلى الرسم منذ الصغر، إذ كانت تعبّر عن قبولها أو رفضها للأشياء باستخدام الرفض، فترسم فرحتها من شيء، أو غضبها أو حتى حاجتها لشيء آخر.


(عبد الحكيم أبو رياش)


وتوضح أنها تأثرت ببيت جدها، وخالها في بداية حياتها، إذ شجعوها على الرسم من خلال توفير المساحة والألوان، مضيفة: "كذلك شجعني والدي ووالدتي بعد رؤيتهم مدى إتقاني للرسم وأنا في سن صغيرة، ما دفعهما إلى تسجيلها في الدورات المتخصصة بالرسم".

وبدأت نور منذ المرحلة الابتدائية بتجسيد الرسوم الكارتونية على الورق، وأبرزها رسوم سندريلا، والسيارات الصغيرة، كذلك اتجهت إلى رسم الوجوه عبر فن "البورتريه"، وهي مأخوذة بتفاصيل الوجه، وتعشق تجسيدها على الورق.

وتضيف نور لـ"العربي الجديد": "توجهت نحو الرسم مجدداً في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عام 2014، إذ لم أجد أمامي أي وسيلة للتعبير، سوى استخدام الريشة والألوان لتفريغ طاقتي"، مبينة أنها رسمت مشاهد من الحرب، ووجوهاً مشوهة، ورسمت السلام والبيئة الآمنة، وتقول: "كانت لوحاتي ملجئي الآمن من العنف والموت والحرب".


(عبد الحكيم أبو رياش)


وتقول إنها تدربت بعد ذلك على استخدام ألوان الأكريليك، وألوان الزيت للتعبير عن أفكارها وقضاياها، وبدأت بلوحة "السلام" التي عبّرت فيها عن السلام الداخلي والخارجي للمرأة الفلسطينية، مشيرة إلى أنها حاولت دمج المدرسة التجريدية بالمدرسة الواقعية، بهدف إضفاء ميزة جديدة على اللوحات.

تلك الميزة التي حاولت الفنانة نور إضافتها إلى لوحاتها لم تكفها، إذ توجهت إلى فن التصوير الزيتي، والرسم بتقنية الباستيل، على الرغم من الصعوبة الإضافية التي يمكن أن تواجهها، إلا أنها باتت مقتنعة بضرورة تقديم اللوحات بأساليب غير تقليدية، بهدف خلق مساحة من التشويق والإثارة.

وتوضح الحوراني أنها تستخدم لإذابة الألوان الزيتية المستخدمة في التصوير الزيتي مادة "التربنتين"، وتدمج فيها زيت الكتان لحظة البدء بالرسم، موضحة أن ما يميز هذا الرسم عن غيره، أن الألوان تحافظ على ذاتها لسنوات طويلة، ما يزيد من قيمة اللوحة وملامحها، مستدركة بالقول: "لكن يجب تأسيس اللوحة بطريقة صحيحة، من خلال استخدام الدهان المخصص لها".

أما في ما يتعلق بتقنية الرسم بألوان الباستيل، فتقول إنها عبارة عن ألوان طبشورية جافة،  تُرسَم على أوراق "الكانسون الناعم"، أو "الفبريانو"، ويمكنها التحكم بدرجة اللون من خلال الفرشاة، إلا أنها تفضّل استخدام أصابعها لتوزيع اللون.


(عبد الحكيم أبو رياش)


وترغب الفنانة الحوراني في دمج وظيفتها في الهندسة المعمارية بالفنون التشكيلية، من أجل القدرة على إيصال الرسائل الإنسانية، وتقول: "فلسطين بلد خصبة لكل القضايا الإنسانية، والقضايا المتعلقة بالاحتلال الإسرائيلي، وقضايا المرأة، إلى جانب قضايا المعاناة اليومية للمواطنين".

وتؤكد أن الفن، وأدواته المتنوعة وسيلتها في "الحرب الناعمة" التي يمكنها من خلالها إيصال الرسائل والأفكار، عبر الريشة والألوان، على الرغم من عدم الاهتمام الرسمي والمؤسساتي، مختتمة بالقول: "أرغب في أن تكون لي بصمتي الخاصة، التي تساعدني في التعبير عن ذاتي، وعن القضايا المحيطة بي".

(تصوير عبد الحكيم أبو رياش)

ذات صلة

الصورة

مجتمع

حقّقت الكثير من النساء في العالم العربي نجاحات بارزة في تولّي وقيادة مناصب علمية واجتماعية ورياضية وثقافية مرموقة.
الصورة
عزمي بشارة (العربي الجديد)

سياسة

قال المفكر العربي عزمي بشارة إن جهات عديدة في أوروبا والولايات المتحدة تعمل منذ عقود بشكل منظم على تحويل التضامن مع الشعب الفلسطيني إلى حالة دفاع عن النفس
الصورة
المنتدى السنوي لفلسطين- اليوم الثالث (العربي الجديد)

سياسة

أكد باحثون، اليوم الاثنين، أهمية "المنتدى السنوي لفلسطين" باعتباره "رافعة مهمّة للبحث العلمي حول فلسطين والقضايا العديدة المرتبطة بها.
الصورة
مجسمات تحاكي معالم فلسطين في صنعاء (العربي الجديد)

مجتمع

تعيش فلسطين في قلب اليمن، تنبض حبّاً ودعماً، ولعل هذا ما دفع نشطاء إلى التعبير عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية بطريقة فريدة ولافتة.

المساهمون