أشهر المطاعم في لندن... وهمي وغير موجود في الحقيقة

أشهر المطاعم في لندن... وهمي وغير موجود في الحقيقة

29 يناير 2018
أطباق مزيفة مصنوعة من مستحضرات صناعية (فيسبوك)
+ الخط -

كان "The Shed at Dulwich" مطعماً مميزاً ويصعب جداً العثور على حجز فيه، ووصل إلى أعلى القائمة من بين آلاف المطاعم الأخرى في لندن، في مواقع مثل TripAdvisor، وجذب الكثير من الاهتمام، لكن كانت هناك مشكلة وحيدة وصغيرة، أن هذا المطعم غير موجود أصلاً!

وتم إنشاء هذا المطعم الوهمي من قبل كاتب مستقل يدعى أوباه بتلر، الذي عمل من منزله في دولويتش، جنوب لندن، وأطلق على المطعم الاسم نفسه "الكوخ في دولويتش".

وبفضل مجموعة كبيرة من التعليقات والآراء الوهمية، صعد هذا المطعم على مواقع التصنيف على الإنترنت، ليصبح أحد أفضلها في العاصمة البريطانية.

وقد جذب صاحب الفكرة، بتلر، اهتمام العالم بعد أن كشف حقيقة المطعم في مقال كتبه بموقع Vice، ما تسبب بالذعر بالنسبة للكثيرين، لكنه كان أيضاً بمثابة منبه لدرجة التضليل التي يمكن أن تحدث على الإنترنت، بطريقة لا تصدق أحياناً.

وبدأت القصة عندما سبق لبتلر كتابة عدد من الانطباعات الوهمية لمطاعم على موقع TripAdvisor، ورغم أن ملايين الناس كتبوا انطباعات صادقة، إلا أنه قرر أن يرى إلى أي حد يمكن أن يصل مطعم وهمي عن طريق التضليل.

وأنشأ قائمة لمطعمه، ولم يستجب لطلبات التعليق، وقام بالخطوات اللازمة لتسجيل المطعم على الموقع، واشترى هاتفاً محمولاً بخط مدفوع سلفاً، ليكون بمثابة رقم هاتف المطعم.

كما أنشأ صفحة على الإنترنت تتضمن قائمة أطعمة، ونشر عليها صورا لأطباق، هي في الحقيقة مصنوعة من المنتجات المنزلية، بما فيها كريم الحلاقة، في إحدى الصور الأصلية كان يسند البيضة بقدمه، ثم قص الزاوية ونشرها.




ولم ينشر عنواناً دقيقاً للمطعم، واكتفى بذكر أنه يقع في الشارع الذي يعيش فيه، وأن المطعم يستقبل الزبائن وفق حجوزات مسبقة فقط، وذلك ليجنب نفسه الزبائن غير المتوقعين، الذين سيحاولون الذهاب للمطعم.

وفي شهر مايو/أيار الماضي تم قبول المطعم في موقع TripAdvisor، وبدأ تصنيفه برقم تجاوز 18 ألفا في لندن، ثم دفع أفراد عائلته وأصدقائه للدخول إلى الموقع وكتابة تعليقات إيجابية عن المطعم.


ومع حلول شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي حصل المطعم على تصنيف 5 نجوم من قبل أكثر من مائة من التعليقات.

وبدأ الزبائن يتصلون بالرقم، وقام بتصوير بعض تلك المحادثات عبر الفيديو، حيث اعتاد على أن يقول لهم إن المطعم محجوز بالكامل خلال الأسابيع القادمة.

وأصبح البعض في الشارع يسألونه عما إذا كان يعرف موقع المطعم، إلى أن قرر أن يكشف الحقيقة عبر المقال الذي نشره، لتتهافت عليه وسائل الإعلام لإجراء المقابلات، هذه المرة حول الحيلة التي قام بها، والتوعية بشأن التضليل الممارس على الإنترنت.



(العربي الجديد)

المساهمون