عشاء الميلاد يتنوّع بحسب البلد..و"الحبش" سيّد السفرة

عشاء الميلاد يتنوّع بحسب البلد..و"الحبش" سيّد السفرة

24 ديسمبر 2014
حبش العيد (Getty)
+ الخط -
 
تنشغل العائلات المسيحيّة ليلة عيد الميلاد بتحضير أشهى المأكولات وأطيبها، وتختلف الموائد بين دول وأخرى.
في البلدان العربية، فإنّ سفرة الميلاد بمأكولاتها الشرقية التي يتم تحضيرها في لبنان وسورية، وفلسطين، والأردن، وبلاد الرافدين، وبلدان شمال إفريقيا، ترتكز على المقبلات بأصنافها المتعددة، إضافة إلى الأطباق الرئيسية. ومن أبرز الأطباق الميلادية في البلدان العربية، ديك الحبش المحشي بالأرز والمكسّرات والكستناء. ويعتبر البعض أنّ الأطباق التقليدية المعتادة والمعروفة هي الأمثل. مثل الدجاج مع الأرز والمشاوي في لبنان، المنسف الأردني والمسخّن الفلسطيني، والباجة والدولمة في العراق، إضافة إلى الحلويات ومنها الكعك المحلى باللوز والقرفة في مصر.

قصد "العربي الجديد" ربّة المنزل أم جورج لتخبر عن سهرة الميلاد في منزلها في بيروت، فقالت: "ميزة ليلة الميلاد أنّها ليلة العائلة، كلنا نجتمع دون استثناء". وأشارت إلى أنّ "ما يميّز هذه الليلة، أنّنا عائلة تجمع كل الطوائف. فأولادي وبناتي اختاروا شركاء حياتهم من طوائف مختلفة، لذلك ليلة الميلاد عندنا لها طعم مختلف". يبدأ الجلوس إلى مائدة الطعام بين التاسعة والعاشرة مساء، ويستمر حتى ساعات الفجر.

أبرز المأكولات التي تتوسط عشاء الميلاد عند أم جورج هو "ديك الحبش المحشو بالأرز واللحمة المفرومة والمكسرات، وهو الطبق الرئيسي. أما طبق السمكة الحارة نجهزه لمن لا يأكل اللحوم، ولا ننسى الصبيدج أي الحبار الذي نطبخه مع حبره، وهو من ألذ المأكولات البحرية. ويسبق الأطباق الرئيسية بالطبع، المقبّلات على أنواعها، مثل المتبلات والمعجنات، والسلطات". وأضافت: "العائلة كبيرة، والأذواق مختلفة، ونتعاون لإعداد عشاء يكفي لـ 25 شخصاً".

أطباق الميلاد لدى الطوائف الشرقية
تخبر أم جورج أنّ أحد أخوتها "متزوج من امرأة روسية، ومقيم هناك. يحتفلون بسهرة الميلاد ليلة 6 يناير/كانون الثاني"، ومثلها، بلدان الاتحاد السوفياتي سابقاً، وبعض دول أوروبا الشرقية وكذلك طوائف الأرمن، والأقباط في مصر.
وتذكر أنّ إحدى بناتها قد "تخرجت طبيبة من أوكرانيا، واعتادت الطعام الروسي وصارت تتقن إعداده، وتحضّر مأكولات تعتبر من الأطباق الأساسية ليلة الميلاد، ومنها السلطة الروسية التي تحوي البطاطس، الجزر، البازلاء، الشمندر، البيض (كلها مسلوقة)، البصل، والخيار المخلل مع قليل من النبيذ، وتضاف إليها أيضاً شرائح السمك المتبل بالبهارات والملح. كما تحضر الفطائر المحشوة بالملفوف واللحمة".

أما طوائف الأرمن فيعدون الأسماك، لاعتقادهم أنّها تجلب البركة والحظ. ويحضرون حلوى "بارابورما" وهي كناية عن عجين البقلاوة المحشو بالجوز، إضافة إلى العثملية بالجوز والقشطة. وتحظى حلاوة مار سركيس المزيّنة بالجوز والسمسم بالإقبال الشديد.

أما الحلوى الأكثر رواجاً في الميلاد، والتي تتزين بها رفوف محلات الحلويات، هي Bûche de Noël، يأخذ شكل قطعة الخشب، يزيّن بالكريما وبشخصيات الميلاد والأشجار الصغيرة والأجراس.

أطباق أوروبية ليلة الميلاد
سهرة الميلاد في القارة الأوروبية لا تختلف من حيث أجوائها، إنّما تتغير أطباقها.
في فرنسا، تجتمع الأسرة الكبيرة حول المائدة، ليتناول أفرادها الديك الرومي والإوز. كما تشمل الوجبة التقليدية، الكافيار وطبق الراتاتوي والمحار والكركند، إلى جانب النبيذ الأحمر والليكور، وقالب الكيك "جذع الميلاد"، وحلوى البودينغ.

وفي بلجيكا، تتناول العائلة الديك الرومي المحشي بالفواكه، وعصي الشوكولا بالزبدة.
في بولندا وأجزاء من أوروبا الشرقية وإسكندنافيا، تكون الأسماك غالبًا هي الوجبة الرئيسية. ولكن أحياناً يحلّ لحم الخراف والعجول إلى جانب الأسماك. أمّا في ألمانيا والتشيك والنمسا، عادة ما يشمل عشاء الميلاد لحم الأوز والخنزير والدجاج المحشي.

أمّا في إسبانيا، فتشكل المأكولات البحرية عنصرًا أساسيًا في وجبة عشيّة عيد الميلاد. ومن الأطباق المعروفة في مدينة فالنسيا، طبق الباييّا وهو طبق محضّر بالخضروات أو اللحوم أو بالأسماك. وفي إيطاليا تتضمن القائمة الرئيسية بعض الأطباق الشهيرة تشمل الباستا والبيتزا واللازانيا والفوكاتشيا إلى جانب مشروبات كحولية.
في صقلية، تتألف الوجبة الخاصة بعيد الميلاد من 12 نوعًا من الأسماك. وفي البرتغال تعتبر الوجبة البحرية مثل الكلماري والقريدس الوجبة الميلادية الرئيسية. وفي اليونان يضاف إلى الوجبة البحرية السلطة اليونانية والسلامي والزيتون والجاجيك.

الميلاد في شرق آسيا
يقضي اليابانيّون الميلاد مع الأصحاب والأصدقاء خارج البيوت. لذلك تزدحم مطاعم الوجبات السريعة الأميركية. فيتناولون الدجاج المقلي، والكعكة الإسفنجية المزينة بالشوكولا والفريز.
وفي الفليبين، يتطلب إعداد أطباق الميلاد وقتاً طويلاً، وعلى رأسها الخنزير المحمّر، والهامونادو المعدّ من لحم البقر أو الدجاج أو الخنزير.

القارة الأميركية ومأكولاتها الميلادية
سهرة الميلاد في الأرجنتين عائلية، ويقدم طبق الأسادو والباستا والإيمباندا، كذلك الديك الرومي المحشي أو لحم الخنزير المشوي.

وفي المكسيك ودول أميركا اللاتينية، فإن لحم الخنزير هو الوجبة الرئيسية، فضلًا عن الفاكهة والسلطات والنبيذ والكوكتيل.

ويهتم الكوبيون أن تكون ولائمهم من تراثهم الشعبي، وهي عادة ما تكون خنزيراً مشوياً يتوسط المائدة في عشاء ليلة العيد.

وبما أنّ ولايات أميركا الشمالية وكندا تعتمد تقديم ديك الحبش ليلة عيد الشكر بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول ونوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، فيستعاض عنه بالمأكولات البحرية إجمالاً من الأسماك والقريدس والمحار وغيرها، إضافة إلى أطباق معدة من لحم الخنزير، ويقدم إلى جانبها النبيذ الأحمر.

المساهمون