مقتل قادة قوات حفتر بترهونة: هل يسرّع السيطرة عليها؟

مقتل قادة قوات حفتر بترهونة: هل يسرّع السيطرة عليها؟

14 سبتمبر 2019
اعتبر حفتر ترهونة قاعدته الثانية بحربه بطرابلس(محمود تركية/فرانس برس)
+ الخط -
بعد أيام من تمكّن قوات الجيش، بقيادة حكومة الوفاق، من حصار مدينة ترهونة بتقدّمها في أكثر من محور باتجاهها، تلقت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ضربة جديدة، من خلال مقتل ثلاثة من أبرز قادة قواته الموجودة في محيط طرابلس.
وأكد المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي للجيش بقيادة الحكومة، عبد المالك المدني، الأنباء المتداولة بشأن مقتل ثلاثة من أبرز قادة قوات حفتر في غارة جوية نفّذها سلاح الجو، استهدفت سيارة التحكم والسيطرة بقوات حفتر في مدينة ترهونة.

وتبيّن الأنباء المتداولة منذ منتصف ليل أمس الجمعة، أن من قُتل في الغارة هم العقيد عبد الوهاب المقري آمر اللواء التاسع، والنقيب محسن الكاني آمر القوة المساندة، وشقيقه عبد العظيم، وهو قائد ميداني.

ويقول المدني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "مقتل الثلاثة تأكد في الغارة".

ويُعدّ العقيد عبد الوهاب المقري، أبرز قادة قوات حفتر بترهونة، وعُرف كأحد ضباط النظام السابق في المنطقة، كما تولّى إمرة "اللواء التاسع" بتكليف من حفتر، في أوائل إبريل/نيسان الماضي، والذي كان يُعرف باللواء الثامن.

بدوره، يعتبر محسن الكاني (34 عاماً) أبرز قادة مليشيا الكانيات، المنسوبة لقبيلته، ويتولّى هو وإخوته الخمسة قيادتها منذ تشكّلها عام 2014. وتُنسب للمليشيا أعمال حرابة وقتل وجرائم وثّقها بيان لوزارة داخلية حكومة الوفاق، صدر في أوائل مايو/أيار الماضي، أكد خلاله أن محسن من ضمن الأشخاص المطلوبين للعدالة.

وفيما عُرف شقيقه عبد العظيم (23 عاماً) كأحد جنود وقادة المليشيا الميدانيين، تُعتبر المليشيا من أقوى المجاميع المسلّحة في المدينة، إذ خاضت حربين ضد قوات الجيش بقيادة الحكومة في أكتوبر/تشرين الأول ويناير/كانون الثاني الماضيين.

وحاول حفتر الاستفادة من علاقة مليشيا الكانيات المتوترة بقوة حماية طرابلس التابعة للحكومة، والسيطرة عليها من جهة أخرى، فبدلاً من اللواء الثامن الذي تُسمّى به، أصبح اسمها الرسمي "القوة المساندة" بإمرة محسن الكاني الذي مُنح رتبة نقيب، لكنها تنضوي تحت إمرة اللواء السابع المؤلف من عدد كبير من كتائب القذافي السابقة التي كان يقودها اللواء الصيد الجدي، وتم تولية العقيد عبد الوهاب المقري خلفاً للجدي بقرار من حفتر، أوائل إبريل/نيسان الماضي.

واعتبر حفتر ترهونة قاعدته الثانية في حربه على طرابلس، بالإضافة إلى قاعدته الأولى في غريان، والتي كانت تحتوي على غرفة القيادة المركزية قبل سقوطها أواخر يونيو/حزيران الماضي، مستفيداً من امتدادات قبيلة ترهونة جنوب شرق طرابلس، بدعم مسلحيها ومنحهم صفات ورتبا عسكرية، وساعد وجود مسلحين قبليين ينتمون لترهونة في مناطق وادي الربيع وقصر بن غشير وعين زاره، على سيطرة مليشيات اللواء التاسع على هذه المناطق.

ويؤكد المدني تأثير مقتل القادة الثلاثة على "معنويات وقوة مليشيات حفتر، التي تعتبرهم أبرز قادتها للخطوط الأمامية جنوب طرابلس".

وفيما اعتبر المدني أنّ مقتل المقري سيكون له أثر كبير في قوة محورَي خلة الفرجان وعين زاره، لتبعية القوة المسيطرة عليهما له، قال إن "محسن أكثر تأثيراً، فهو القائد الأبرز لكل تلك القوات"، لكنه قلّل بشكل عام من قوة "مليشيات ترهونة بعد الضربات الموجعة التي تلقتها".

ويضيف المدني أن "حفتر يحاول المناورة والقول إنه لا يزال يمتلك قوة، فبعد مقتل القادة الثلاثة، قصف مطار معيتيقة فجر اليوم السبت، وهي محاولة فاشلة ككل محاولاته".

ولم يصدر عن جانب قيادة قوات حفتر أي موقف رسمي، سوى بيان طالب فيه حفتر "أهالي ترهونة بالثبات، الوطن في حاجة إليكم، وإلى مواقف شهدائكم البطولية"، ما يؤشر إلى مخاوف تفكك قواته بعد مقتل أبرز ثلاثة قادة لها.

وعن إمكانية تسريع مقتل القادة الثلاثة لعملية اقتحام ترهونة، قال المدني: "الأمر بيد قادة الجيش، فهم من يحدّدون ساعة الصفر"، لكنه أكد أن المدينة تعيش حالة حصار بعد سيطرة قوات الجيش على محاور مهمة حولها، مشيراً إلى أن قوات الجيش في كامل استعدادها للسيطرة على ترهونة.

وأشار المدني إلى أن محاور القتال تعيش هدوءًا كاملاً، ساعات صباح اليوم السبت، من دون أن يُسجَّل أي تجدد للقتال، باستثناء قصف جوي شنّه طيران حفتر على مطار معيتيقة، من دون أن يخلف أضراراً.