ترامب تبنى مخاوف المخابرات الإسرائيلية من الاتفاق النووي الإيراني

ترامب تبنى مخاوف المخابرات الإسرائيلية من الاتفاق النووي الإيراني

15 أكتوبر 2017
الاستخبارات الإسرائيلية أقنعت ترامب بثلاث ثغرات في الاتفاق النووي(Getty)
+ الخط -
كشف تحقيق صحافي إسرائيلي النقاب عن أن مخابرات الاحتلال الإسرائيلي هي التي قامت بصياغة المسوغات التي قدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في خطابه الأخير، لتبرير رفضه التوقيع على الاتفاق النووي مع إيران.

وحسب التحقيق الذي نشره موقع صحيفة "ميكور ريشون" مساء اليوم الأحد، وأعدّه معلق الصحيفة العسكري يحئيل عوفر، فإن الدوائر الاستخبارية الإسرائيلية "تشعر برضا تام لأن ترامب تبنى في خطابه عمليا كل المخاوف الإسرائيلية من الاتفاق".

وأشار التحقيق إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية نجحت في إقناع ترامب بأن هناك ثلاث ثغرات بالغة الخطورة في الاتفاق تستدعي عدم إقراره مجددا، تتجسد في خلو الاتفاق من شروط يمكن أن تقلص من قدرة طهران على تطوير برنامجها النووي في المستقبل، وعدم حرص القوى العظمى على تقييد مظاهر المنعة العسكرية الإيرانية التي يمكن أن تفاقم خطورة البرنامج النووي، إلى جانب تجاهل إمكانية أن تستغل طهران الاتفاق في "التوسع الإقليمي وتشجيع الإرهاب".

ولفت التحقيق إلى أن المخابرات الإسرائيلية نجحت في إقناع إدارة ترامب بالخطورة التي ينطوي عليها خلو الاتفاق من فرض قيود وضوابط تحرم إيران من مواصلة البحث والتطوير النووي أثناء فترة العمل بالاتفاق.

وأشار التحقيق إلى أن الإسرائيليين أقنعوا واشنطن بأن السماح لإيران بمواصلة الأبحاث النووية ينطوي على خطورة كبيرة، لأنه يسمح لها بتطوير قدراتها العلمية والتقنية التي تمكنها من تطوير السلاح النووي في حال قررت ذلك.


ولفت إلى أن ترامب اقتنع برأي رجال الاستخبارات الإسرائيليين، بأن أخطر ما في الاتفاق النووي يتمثل في عدم تضمينه آليات مفصلة لمراقبة البرنامج النووي الإيراني، بعد انقضاء فترة العمل بالاتفاق التي تمتد إلى عشر سنوات.


وحسب التحقيق، فإن البيت الأبيض تبنى موقف المخابرات الإسرائيلية التي حذرت من عدم فرض قيود على مظاهر المنعة العسكرية المرتبطة بشكل غير مباشر بالسلاح النووي، وتحديدا الترسانة الصاروخية، وهو ما دفع ترامب للتشديد على خطورتها.

 وأشار إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية نجحت في إقناع البيت الأبيض بخطورة توظيف طهران الاتفاق النووي في توفير مظلة دولية تسمح لها بالتوسع الإقليمي "وتشجيع الإرهاب". وحسب التحقيق، فقد نجح رجال المخابرات الإسرائيلية في إقناع الدوائر الضيقة المحيطة بترامب بأن طهران توظف التزامها بالاتفاق النووي في توفير بيئة تسمح بتهديد المصالح الغربية، وتحديدا الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.


 وعزا التحقيق مزاعم ترامب بأن الإيرانيين باتوا "أكثر عدائية" بعد الاتفاق النووي إلى تشربه الرسائل الإسرائيلية التي حذرت من توظيف طهران الاتفاق في مد نفوذها الإقليمي.


 وعلى الرغم من أن عددا كبيرا من كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية ونواب في الكونغرس يعارضون المس بالاتفاق، إلا أن ترامب اقتنع بوجهة نظر الاستخبارات الإسرائيلية. وحسب التحقيق فإن قرار الرئيس الأميركي بفرض عقوبات على إيران يعد تبنيا لمطالبة المخابرات الإسرائيلية.


ومن المفارقات حسب التحقيق، أن المخابرات الإسرائيلية لم تنكر أمام ترامب أن إيران تلتزم بالفعل بالشروط التي تضمنها الاتفاق، ولا سيما في كل ما يتعلق بالبنود ذات الصلة بالمشروع النووي وتحرص على عدم التشويش على لجان التفتيش الدولية. لكنها في المقابل تدعي أن "الثغرات" التي تمت الإشارة إليها تجعل الاتفاق بالغ الخطورة.

وأشار التحقيق إلى أن هرتسي هليفي، قائد شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان" قد قاد تحركاً واسعاً في واشنطن لإقناع ترامب بالعدول عن الموقف الذي تبناه سلفه باراك أوباما من الاتفاق، مشيراً إلى أن هليفي الذي فشل في إقناع إدارة أوباما بتعديل موقفها من الاتفاق نجح بشكل فاق كل التوقعات في مهمته لدى ترامب.


ونقل التحقيق عن مصدر أمني إسرائيلي كبير قوله: "نحن لا نفوت فرصة ونستغل كل لقاء مع الأميركيين للتشديد على أن الاتفاق مع إيران يمثل خطرا على السلام العالمي، ونقدم أدلة تؤكد أن تداعيات التوسع الإيراني في المنطقة لا تقل خطورة عن البرنامج النووي نفسه".


ولفت التحقيق الأنظار إلى أن محققي وباحثي شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" حرصوا بشكل دوري على عقد لقاءات مع ممثلي دول أوروبية، لإطلاعهم على معطيات تبرز التداعيات الخطرة لتوسع إيران الإقليمي.


وأشار التحقيق إلى أن المهمة الثانية التي تنتظر المخابرات الإسرائيلية في واشنطن تتمثل في التأكد من أن ترامب سيحرص على تطبيق ما جاء في خطابه من إجراءات وعقوبات ضد إيران بالفعل.


 وكان المعلق الإسرائيلي البارز بن كاسبيت قد نشر تحليلا في عدد اليوم الأحد من صحيفة "معاريف" حذر من أن هناك بوناً شاسعاً بين الأقوال التي يدلي بها ترامب والأفعال التي يقدم عليها، محذرا من مغبة المبالغة في الرهان على خطابه الأخير ضد إيران.

 

 

المساهمون