واشنطن تبحث ضرب 8 أهداف محتملة في سورية

واشنطن تبحث ضرب 8 أهداف محتملة في سورية وهذه أبرز الخيارات

13 ابريل 2018
لم يتخذ ترامب قراراً بعد بشأن الضربة (نيكولاس كام/Getty)
+ الخط -
بينما تبحث الولايات المتحدة توجيه ضربة عسكرية إلى النظام في سورية، رداً على الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية، نقلت شبكة "سي إن بي سي"، عن مصدر قوله إنّ واشنطن تفكّر في ضرب ثمانية أهداف محتملة.

ونقلت الشبكة الخميس، عن مصدر تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إنّ هذه الأهداف تشمل مطارين سوريين، ومركز أبحاث، ومرفق أسلحة كيميائية.

وأشار المصدر إلى أنّ قوات النظام السوري، نقلت عدداً كبيراً من القوات الجوية إلى المطارات التي تسيطر عليها القوات الروسية، ظناً منها بأنّ واشنطن ستكون متردّدة في توجيه ضربة إلى هناك.

غير أنّ الشبكة، لم تنقل عن المصدر تفاصيل أخرى، بشأن الأهداف التي قد تستهدفها الضربة العسكرية، أو توقيتها.

ومساء الخميس، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع فريقه للأمن القومي بشأن الوضع في سورية، لكن "لم يتم اتخاذ قرار نهائي"، وفق ما ذكر البيت الأبيض، في بيان، مضيفاً "نواصل تقييم المعلومات ونتحدث مع الشركاء والحلفاء".

على مدار الأيام الخمسة الماضية، زاد ترامب من حدة لهجته ضد النظام في سورية، وروسيا أقوى حلفائه، محذراً في تغريدة عبر "تويتر" من استهدافه بضربة عسكرية.

وكتب ترامب، الأربعاء، في تغريدة قائلاً إنّ "روسيا تتعهد بإسقاط جميع الصواريخ التي ستُطلق على سورية. استعدي يا روسيا، لأنّها ستأتي جميلة وجديدة وذكية! لا ينبغي أن تكونوا شركاء لحيوان قاتل بالغاز، يقتل شعبه ويستمتع بذلك!".

وفي سياق النقاط التي قد تكون هدفاً محتملاً للضربة العسكرية، أشار متابعون لـ"العربي الجديد"، في وقتٍ سابق، إلى مراكز إنتاج الأسلحة الكيميائية، والمطارات العسكرية، فضلاً عن مقرّات القيادات التابعة للنظام في سورية.

وقال مسؤول أمني منشق عن النظام في مدينة حمص وسط سورية، لـ"العربي الجديد"، إنّ بعض المراكز تقوم بإنتاج السلاح الكيميائي، بالتعاون مع "هيئة الطاقة الذرية" والتي يقع مركزها على طريق مدينة قطّينة بريف حمص الجنوبي، مشيراً إلى وجود مراكز البحوث التابعة لوزارة الدفاع في منطقة تل قرقر بحماة وسط البلاد، ومركز جمرايا في جبل قاسيون بدمشق.

كما تفيد تقارير صحافيّة، بأنّ المراكز المختصة بتطوير وصناعة الأسلحة الكيميائية في دمشق وريفها هي: المعهد ألف، المعهد ألفين، المعهد ثلاثة آلاف، جمرايا، الفرع أربعمائة وخمسين. وفي حلب: المعهد أربعة آلاف في منطقة السفيرة، ونقل عمله إلى الفرع ثلاثمئة وأربعين في مصياف بريف حماة.


وحول المطارات العسكرية التي قد يتم استهدافها، لفت متابعون إلى أنّ انخفاض القدرات الجوية لقوات النظام لا يصل إلى حد انعدام تأثيرها، إذ لا يزال يمتلك عشرات الطائرات التي تنطلق من عدة مطارات أغلبها يتمركز في مناطق وسط سورية.

ومن تلك المطارات مطار الشعيرات الذي عرف خلال السنوات الأخيرة بـ"مطار الموت"، وسبق أن تعرّض لقصف أميركي في مثل هذا الشهر من العام الماضي، رداً على تقارير تفيد بأنّه اُستخدم في تنفيذ هجوم بالأسلحة الكيميائية في 4 إبريل/ نيسان في خان شيخون بريف إدلب، أسفر عن مقتل وجرح المئات من السوريين المدنيين، بمن فيهم النساء والأطفال.


وبيّن العقيد الطيار مصطفى بكور، المنشق عن قوات النظام، لـ"العربي الجديد"، أنّ هنالك خمسة مطارات تابعة للقوى الجوية في جيش النظام "تعتبر الأكثر شراسة في القتل والتدمير"، وهي: مطار الشعيرات، ومطار حماة، ومطار التيفور، ومطار الضمير، ومطار السين.

وتقع المطارات الخمسة في وسط سورية، ما بين العاصمة دمشق وحماة، وشرقاً في البادية السورية التي يوجد فيها مطار الشعيرات والسين. ويقع مطار الضمير على أطراف بلدة تحمل نفس الاسم وتقع إلى الشرق من دمشق على أطراف البادية، فيما يقع مطار حماة إلى الغرب من مدينة حماة مركز محافظة تحمل نفس الاسم.

وقال بكور إنّه يوجد مطارات في الجنوب السوري وفي الساحل، مضيفاً أنّ قاعدة حميميم الساحلية تضم مطاراً، وباتت قاعدة عسكرية روسية. وذكّر بكور أنّ هناك 12 مطاراً عاملاً في سورية من بين 25 مطاراً كانت لدى جيش النظام قبل عام 2011، العام الذي شهد انطلاق الثورة السورية على النظام.

وإلى الغرب من مدينة دمشق بنحو كيلومترين، يقع المطار الأشهر في سورية، وهو مطار المزة العسكري الذي تحوّل منذ بدء الثورة إلى معتقل كبير. ويعد هذا المطار مقراً لما يُسمّى بـ"الاستخبارات الجوية".

وتؤكد مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، أنّ هناك طريقاً يربط بين المطار وبين قصر الشعب الواقع على تلة المزة، والذي يقيم فيه رئيس النظام السوري بشار الأسد، إذ يحتفظ في المطار بطائرة مدنية ليتم التنقل بها عند الحاجة.


أما مقرات قيادة النظام، التي قد يتم استهدافها، فتتركز في العاصمة دمشق، بدءاً بقصر الشعب الموجود على سفح جبل قاسيون المطل على دمشق، والقصر الجمهوري في حي المهاجرين، إلى قيادة الأركان وقيادة سلاح الجو المطلين على ساحة الأمويين، إلى شعبة المخابرات العامة في حي المجتهد.

كما يتركز مربع الأفرع في منطقة كفرسوسة حيث يوجد العديد من الأفرع الأمنية: الفرع العسكري والجوي والسياسي وفرع أمن الضباط، فضلاً عن فرع الدوريات وفرع فلسطين في شرق المتحلق الجنوبي مقابل حي القزاز.

وتوجد أيضاً قيادة الفرقة الرابعة في منطقة السومرية، إضافة إلى العديد من الأفرع المنتشرة في مختلف مناطق دمشق في حي المهاجرين والمزة وساحة التحرير بحي باب توما، وبالقرب من ساحة العباسيين، ما يعني أنّ كثيراً من أحياء دمشق قد تتعرض للقصف في حال كانت هذه الأفرع إحدى الأهداف الأميركية.