مباحثات وتحركات دولية لحسم قرار الضربة الأميركية لسورية

مباحثات وتحركات دولية لحسم قرار الضربة الأميركية لسورية

13 ابريل 2018
اقترحت روسيا عقد الجلسة (درو أنغيرر/Getty)
+ الخط -

على وقع الاتصالات الدولية والاستعدادات العسكرية الأوروبية لتوجيه ضربة عسكرية محتملة ضد النظام النظام السوري، إثر الهجوم الكيميائي في دوما بالغوطة الشرقية، دعت روسيا مجلس الأمن الدولي، إلى عقد جلسة طارئة اليوم الجمعة، لمناقشة الوضع الحالي في سورية، غير مستبعدة احتمالات اندلاع الحرب.

وبينما أكد مستشارون في بعثات دول غربية بالأمم المتحدة، فضّلوا عدم نشر أسمائهم، انعقاد الجلسة لـ"الأناضول"، لم تؤكد بعثة بيرو الدائمة لدى الأمم المتحدة والتي تتولى الرئاسة الدورية لأعمال المجلس لهذا الشهر، انعقاد الجلسة بعد.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، للصحافيين بمقر المنظمة الدولية بنيويورك، الخميس، إنّ بلاده اقترحت عقد جلسة طارئة ومفتوحة لمجلس الأمن الدولي، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، "بشأن خطورة التهديدات الغربية بتوجيه ضربات عسكرية ضد سورية".

وعقب اجتماع مغلق لمجلس الأمن بطلب من بوليفيا، بشأن سورية، قال نيبينزيا إنّ "الوضع أكثر خطورة نظراً لوجود قوات روسية في سورية".

وأضاف بحسب ما أوردت "رويترز"، أنّ "الأولوية القصوى هي تجنب خطر الحرب... آمل ألا تكون هناك نقطة لا عودة". وردّاً على سؤال عما إذا كان يشير إلى حرب بين الولايات المتحدة وروسيا، قال نيبينزيا "للأسف لا يمكننا استبعاد أي احتمالات لأننا رأينا رسائل تأتي من واشنطن تعبر عن ولع شديد بالحرب".

واقترحت السويد مشروع قرار في مجلس الأمن، الخميس، يطالب غوتيريس بإرسال فريق رفيع المستوى معني بنزع السلاح للبت في "جميع القضايا المعلقة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية بشكل حاسم".

وقال بعض الدبلوماسيين في مجلس الأمن، وفق ما نقلت "رويترز"، إنّه لا يوجد اهتمام يذكر بين أعضاء المجلس الخمسة عشر بالمضي قدماً في المقترح.

ووجه نيبينزيا الشكر للسويد على جهودها، لكنّه أضاف "بصراحة هذا ليس أولوية فورية في ظل الظروف التي نجد فيها أنفسنا الآن".

وأخفق مجلس الأمن، الثلاثاء، في إقرار ثلاثة مشروعات قرارات بشأن هجمات كيميائية في سورية.

واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أميركي، بينما فشل مشروعا قرارين صاغتهما روسيا في الحصول على الحد الأدنى لإقرار أي مشروع بالمجلس وهو تسعة أصوات.


في غضون ذلك، توجه محققون من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى سورية، الخميس، ويتوجه بعضهم أيضاً، اليوم الجمعة، لتحديد ما إذا كان غاز سام استخدم في مدينة دوما، التي شهدت الهجوم في السابع من أبريل/نيسان، وسيبدأون العمل يوم السبت، وهم ليسوا مخولين بتحديد المسؤول عن الهجوم.

وقال سفير النظام السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، الخميس، بحسب ما ذكرت "رويترز"، "نحن جاهزون لمرافقتهم أينما يريدون وفي أي وقت". واستبق أي عرقلة لعمل المحققين بالقول إنّ "أي تأجيل أو تعطيل للزيارة سيكون نتيجة ضغط سياسي تمارسه دولة معروفة جداً على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إذ إنّ الحكومة السورية عبّرت عن استعدادها لتسهيل الزيارة".

ترامب يواصل التحركات

ومساء الخميس، اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مع فريقه للأمن القومي بشأن الوضع في سورية، لكن "لم يتم اتخاذ قرار نهائي"، وفق ما ذكر البيت الأبيض، في بيان، مضيفاً "نواصل تقييم المعلومات ونتحدث مع الشركاء والحلفاء".

كما ذكر البيت الأبيض أنّ ترامب تحدّث إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الخميس، وأن الزعيمين تحدثا عن "الحاجة إلى رد مشترك على استخدام سورية للأسحة الكيميائية". وقال مكتب ماي إنّهما "اتفقا على ضرورة ردع حكومة الأسد عن شن المزيد من الهجمات من هذا النوع".

وحصلت ماي على دعم كبار وزرائها للعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا لردع النظام السوري عن استخدام الأسلحة الكيميائية. واستدعت ماي الوزراء من عطلاتهم بمناسبة عيد الفصح، لبحث كيفية الرد على ما وصفته بـ"هجوم وحشي لا يمكن أن يمر دون رد".

وكانت تصريحات ترامب على "تويتر" قد أثارت إرباكاً في اليومين الماضيين، فبعد تغريدة توعد فيها بإرسال صواريخ "ذكية" ودعا خلالها روسيا للجهوزية، عاد ونشر أمس تغريدة  كتب فيها "لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سورية. قد يكون قريباً جداً وقد لا يكون كذلك".


إلى ذلك، من المقرر أن يتحدّث ترامب إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إنّ "فرنسا لديها أدلة على أنّ الحكومة السورية نفّذت الهجوم قرب دمشق، وستتخذ القرار بشأن الرد على ذلك فور الانتهاء من جمع كل المعلومات الضرورية".

وقال ماكرون "لدينا دليل على أنّ الأسبوع الماضي (يوم السبت)... شهد استخدام أسلحة كيميائية، على الأقل الكلور، وأنّ نظام بشار الأسد هو الذي استخدمها"، دون أن يقدم تفاصيل عن الأدلة التي تمتلكها.


وقال مسؤولان أميركيان على معرفة بفحص عينات من دوما، وما ظهر على الضحايا من أعراض، لـ"رويترز"، إنّ "الدلائل الأولية التي تشير إلى أنّ مزيجاً من غاز الكلور المعد لاستخدامه كسلاح وغاز السارين استخدم في الهجوم تبدو صحيحة". لكن المسؤولين أضافا أنّ "وكالات المخابرات الأميركية لم تنته من تقييمها، أو تتوصل إلى نتيجة نهائية".


(العربي الجديد)