استمرار حصار مليشيات حفتر داخل ترهونة ومحيط طرابلس

استمرار حصار مليشيات حفتر داخل ترهونة ومحيط طرابلس

26 ابريل 2020
هدوء في محيط ترهونة(حازم تركية/الأناضول)
+ الخط -
جدّدت غرفة العمليات التابعة لعملية "بركان الغضب" تأكيدها أن المنطقتين الغربية والوسطى هي "مناطق عسكرية يمنع التحرك فيها دون إذن مسبق"، في وقت تحاول مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر كسر الحصار الذي تعيشه منذ انطلاق عملية "عاصفة السلام" قبل شهر.

وشدّدت الغرفة، في بيان، السبت، على ضرورة التواصل معها لأخذ إذن لشاحنات البضائع والوقود، فيما قال المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، عبد المالك المدني، إن "مجموعة من مرتزقة الجنجويد حاولوا، مساء السبت، التسلّل بالقرب من أحد مراصد قواتنا بمحور الرملة، جنوب طرابلس، قبل أن تجبرهم قوات الحكومة على التراجع إلى مواقعهم، في محاولة لكسر الحصار الذي تعيشه مليشيات حفتر في محاور جنوب العاصمة".

وأطلقت المليشيات المتحصنة في أحياء جنوب العاصمة عدّة صواريخ وقذائف استهدفت حي أبوسليم وحي دمشق، ليل السبت، ما خلف خمسة مدنيين مصابين بإصابات متفاوتة، بحسب وزارة الصحة في حكومة الوفاق.

وعن أوضاع الجبهات في محيط ترهونة، أكد المدني في حديثه لـ"العربي الجديد"، أن "الهدوء يسودها في وقت لا يزال فيه سلاح الجو يسيطر على كامل أجواء المنطقة لمراقبة أي تحرك في الخطوط الخلفية أو في خطوط الإمداد".

وبينما يعتبر المحلل الأمني الليبي، الصيد عبد الحفيظ، أن إعلان غرفة العمليات الرئيسية بشأن المنطقتين العسكريتين الغربية والوسطى يؤشر إلى إمكانية خوض معركة جديدة في مجال المنطقتين، من جانب، ومن جانب آخر قد يكون رسالة ضمنية لمليشيات ترهونة التي قد تحاول فتح منافذ لكسر الحصار المفروض عليها ومحاولة الوصول إلى إمداد عسكري، لكن مصدراً برلمانياً رفيعاً ومقرباً من قيادة حفتر كشف النقاب عن ذهاب الأخير إلى بناء تحصينات دفاعية جديدة في محيط قاعدة الجفرة وفي منطقة الهلال النفطي.

وتمكن سلاح الجو التابع لـ"بركان الغضب"، فجر السبت، من تدمير شاحنة وقود كانت تسير خلال الطرقات الصحراوية، جنوب بني وليد، قبل أن تصل إلى محاور جنوب طرابلس ضمن سلسلة قطع الإمدادات بين قاعدة الجفرة ومليشيات حفتر في ترهونة ومحيط طرابلس.

وتبرز معلومات البرلماني الذي تحدث إلى "العربي الجديد" أدلة جديدة تؤكد قناعة حفتر بخسارته الأكيدة لمناطق غرب طرابلس بما فيها ترهونة، بينما يرى عبد الحفيظ في حديثه لـ"العربي الجديد" أن بناء هذه التحصينات في الجفرة والهلال النفطي تحديداً لقربهما من المناطق العسكرية جغرافياً، ووقوعهما في نطاق عمليات المنطقة العسكرية الوسطى التي تحدث عنها بين الغرفة الرئيسية لعمليات "بركان الغضب".

ويؤكد عبد الحفيظ أن سقوط ترهونة، الذي تأخر لأسباب غير معروفة حتى الآن، يرجح بشكل كبير انتقال المعارك في اتجاه الجفرة، أبرز قواعد حفتر العسكرية المتاخمة للمنطقة الغربية، وسرت التي تشرف على منطقة الهلال النفطي وسط البلاد.

ويكشف البرلماني، المقرب من قيادة حفتر، أن عددا من المروحيات المقاتلة نقلت إلى مهابط في منطقة رأس الانوف بالهلال النفطي استعدادا للمشاركة في صد أي تقدم لقوات الحكومة، كما أن تعزيزات من مرتزقة المعارض السوداني جابر اسحاق وصلت إلى مناطق سوكنة وودان كتحصينات جديدة للجفرة، كما أن المقاتلين والإمدادات التي ظهرت خلال فيديوهات نشرها المركز الإعلامي لـ"عملية الكرامة"، قبل أيام لم تكن وجهتهم ترهونة أو جنوب طرابلس بل توجهت كتعزيزات لمنطقة الهلال النفطي.

ولقاء نداءات التهدئة والعودة للتفاوض السياسي التي دعا لها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قبل أيام، وأخرى نادت بها ثلاث سفارات أوروبية في بيان مشترك، أمس السبت، هي ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، يرى الباحث السياسي الليبي، سعيد الجواشي، أنها نتاج الجهود الإماراتية الدبلوماسية التي لا تزال غير مقتنعة بفشل حفتر العسكري.

ورغم تغير ميزان القوى، بحسب الجواشي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، بعدما انخفض مستوى طموح حفتر لحد استجداء التفويض وتلويح عقيلة صالح بإمكانية العودة للتفاوض على شكل الحكومة كما في مبادرته السياسية قبل يومين من جهة، ومن جهة أخرى اتجه قادة طرابلس إلى خارج الحدود بعدة إجراءات، من بينها الإعلان رسمياً عن رفض عملية "ايريني" التي تهدف إلى قطع العلاقة بينها وبين حليفها التركي، إلا أن الجواشي يرى أن الإمارات، وسط تراجع أدوار حلفائها الآخرين في ليبيا كمصر والأردن والسعودية، تتجه إلى دفع البلاد إلى فوضى سياسية جديدة.

ومستشهدا بما نشرته وسائل علام غربية، منها موقع "أفريكا أنتليجنس" الفرنسي، عن ضغطها على واشنطن من أجل رفض شغل الدبلوماسي الجزائري، رمطان لعمامرة، لمنصب المبعوث الأممي خلفاً لغسان سلامة ودفعها بوزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يؤكد الجواشي أنها مناورة جديدة لإطالة أمد الأزمة من خلال تمكين البعثة من العودة إلى الواجهة في ليبيا، وطرح مبادرات جديدة والرجوع إلى اتفاق برلين، خصوصاً أن موريتانيا من أصدقاء الإمارات ويمكن أن يلبي ولد الشيخ أحمد طموحاتها الداعمة لحفتر.

ويرى أن دعوة حفتر لإسقاط الاتفاق السياسي، ودعوة عقيلة للقبول بحل سياسي متمثلاً في إسقاط المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق يعنيان نسف كل الثوابت الحالية، وإشاعة الفوضى السياسية بالعودة للمربع الأول الذي من المرجح سيكون عبر خارطة سياسية جديدة ستعلن عنها البعثة في قابل الأيام.