لبنان: بداية حراك رئاسي للحريري لكسر الجمود السياسي

لبنان: بداية حراك رئاسي للحريري لكسر الجمود السياسي

27 سبتمبر 2016
لقاء الطرفين ركّز على الاستحقاق الرئاسي (توتير)
+ الخط -
تستمر حالة التخبّط بين التفاؤل والتشاؤم، بشأن مصير التواصل بين زعيم تيار "المستقبل"، رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، ورئيس تكتل "التغيير والإصلاح"، النائب ميشال عون، وما أشيع عن استعداد الحريري تبني اسم عون ودعمه في الانتخابات الرئاسية.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعيش فيها اللبنانيون لحظات تشير بقرب انتخاب رئيس للجمهوريّة، وملء الفراغ المسيطر منذ مايو/أيار 2014، دون أن تصل الأمور إلى خواتيمها.

وزار الحريري رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، ليل الإثنين، في خطوة اختلف اللبنانيون على تفسيرها، بينما أكّدت مصادر متقاطعة من اتجاهات سياسية عدّة، أنّ الحريري ينوي استكمال اتصالاته واجتماعاته بدءاً من صباح الثلاثاء، مع بقية القيادات السياسية الرئيسية في سياق البحث عن مخرج يؤدي إلى انتخاب رئيس. ومن المقرر أن يباشر زعيم "المستقبل" هذه اللقاءات مع رئيس البرلمان، نبيه بري، ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي"، وليد جنبلاط، وزعيم "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، وربما عون نفسه.  

وفيما اعتبر أصحاب نظرية أن الحريري سيسير بترشيح عون لرئاسة الجمهوريّة، وأبلغ فرنجية بأنه لا يريد أن يكون جزءاً من التعطيل في البلد، ولذلك سيدعم ترشيح عون، رأى أصحاب وجهة النظر الثانية، أنّ الزيارة تؤكد متانة التحالف مع فرنجية، الحليف المطلق للنظام السوري، خصوصاً أن الحريري تبنى، وإن بشكل غير رسمي، ترشيح الأخير لرئاسة الجمهوريّة بعد سنوات من الخلاف السياسي الحاد. ويُشير هؤلاء إلى عدم حصول أي تبدل في المواقف الإقليمية من الاستحقاق الرئاسي، خاصةً أنّ هذه الانتخابات ليست قراراً لبنانياً صرفاً.

وصدر عن تيار "المردة" بعد اللقاء، الذي دام حتى منتصف الليل، بيان جاء فيه أنّ البحث "ركّز على الاستحقاق الرئاسي وكل السبل الآيلة إلى ضرورة إحقاقه، حيث كان هناك تطابق في وجهات النظر، واتفق الجانبان على ضرورة توسيع مروحة الاتصالات والمشاورات مع كافة القوى السياسية في سبيل انتخاب رئيس جمهورية وتفعيل عمل المؤسسات الدستورية".

في هذا الوقت، حافظ نواب من تكتل عون على تفاؤلهم بشأن الاستحقاق الرئاسي، وحتمية انتخاب عون رئيساً "إن لم يكن في الجلسة المقررة غداً في 28 سبتمبر/أيلول الجاري، ففي جلسة لاحقة".

أما من جهة تيار "المستقبل"، فأكدت مصادر قريبة من الحريري، لـ"العربي الجديد"، أنّ "لقاءً جمع الحريري برئيس كتلة المستقبل النيابية، فؤاد السنيورة، تم خلالها التباحث في مجمل الملفات المتعلقة بالأزمة السياسية الراهنة"، مؤكدةً على أن "الحريري لن يسير في ترشيح عون للرئاسة".

وأبلغ نائب مستقبلي "العربي الجديد"، أنّ أحد مسؤولي "حزب الله" يقف خلف التسريبات الإعلامية التي انتشرت مؤخراً، وأوحت بأن الحريري سيتبنى ترشيح عون. واعتبر هذا النائب أن "حزب الله" يُريد اللعب على وتر الخلافات في تيار المستقبل، "والتعمية على مسؤولية الحزب عن عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، عبر الإيحاء بأن الخلافات داخل تيار المستقبل هي التي تمنع ذلك".

وأكّدت مصادر عدة في تيار "المستقبل" أن لا تعديلات على موقف تيار "المستقبل" من رئاسة الجمهورية. كما أبلغت مصادر في القوات اللبنانية "العربي الجديد" أنّ معلوماتها تؤكّد عدم انتخاب رئيس في جلسة الغد، الأربعاء، ولفتت هذه المصادر إلى أنّ جعجع موجود خارج البلد، في دلالة على أنّه لو وجدت مؤشرات جدية لانتخاب رئيس، لما غادر جعجع.  

في هذا الوقت، ردد بعض المقربين من الحريري كلاماً عن أنّ الرجل قرر السير بترشيح عون، على اعتبار أنّ عودته إلى الحكومة، تُسهل تواصله مع السعودية، وهو الذي يُعاني من أزمة مع قيادتها حالياً. كما توفر له غطاءً لاستعادة التوازن المالي، خاصةً مع معاناة شركته الأبرز سعودي "أوجيه من تراكم الديون". وتسمح له هذه العودة بمواجهة الخصوم المستجدين من ضمن صفوف "الطائفة"، وعلى رأسهم وزير العدل المستقيل، أشرف ريفي، الذي فازت لائحته بالانتخابات البلدية في طرابلس، وهي ثاني أكبر مدن لبنان، ويُردد أنه قادر على هزيمة الحريري في الانتخابات النيابية المقبلة، والتي يُفترض أن تجري في مايو/أيار المقبل.  

وفي حال أكّد الحريري تبنيه ترشيح فرنجية، فإن ذلك سيشكل الصدمة لكل المراهنين على تحوّل بموقف زعيم تيار "المستقبل"، وهو ما قد يؤدي إلى ازدياد التوتر العوني، خصوصاً أن التيار الوطني الحرّ في طور التحضير لسلسلة من التحركات الشعبية.

ووصل الأمر بالنائب في تكتل "التغيير والإصلاح"، سيمون أبي رميا، للتلويح باقتحام قصر رئاسة الجمهوريّة في بعبدا (الفارغ منذ مايو/أيار 2014) خلال هذه التحركات، عبر القول من كندا " سنفتح قصر بعبدا لمستحقه، أي لمن اختاره المسيحيون زعيماً، واللبنانيون قائداً وهو العماد ميشال عون، ونتمنى من الجميع العودة إلى لبنانيتهم والتخلي عن التبعية للخارج".

المساهمون