العراق: تقدّم "البشمركة" بكركوك يثير قلق أهالي القرى العربية

العراق: تقدّم "البشمركة" بكركوك يثير قلق أهالي القرى العربية

بغداد

أكثم سيف الدين

avata
أكثم سيف الدين
01 أكتوبر 2015
+ الخط -
أثار التقدّم الكبير الذي أحرزته قوات "البشمركة" الكرديّة، منذ أمس الأربعاء، في القرى العربيّة بكركوك، مخاوف الأهالي والمسؤولين المحليين من احتمال ضمّها الى إقليم كردستان، في وقت حمّل فيه هؤلاء الحكومة المركزيّة مسؤوليّة ذلك، بسبب عدم تسليحها لعشائر المحافظة بهدف تحرير مناطقهم من سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وكانت قوات "البشمركة" قد تمكنت من تحرير نحو 17 قرية من قرى بلدة الحويجة، جنوب غربي كركوك، فيما تواصل معاركها ضدّ التنظيم، بدعم وتنسيق مع قوات "التحالف الدولي".

وقال عضو المجلس المحلّي لبلدة الحويجة، عمر العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القرى عانت منذ أكثر من عام كامل من سيطرة تنظيم "داعش" عليها، الذي أجبر الكثير من أهلها على النزوح".

وأشار المسؤول العراقي، إلى أنّ "أهالي البلدة وعشائرها، ناشدوا الحكومة المركزيّة التحرّك لتحرير القرى، وأكّدوا استعدادهم وجاهزيتهم للقتال في صفوف الجيش لاستعادة مناطقهم، وعرضنا على الحكومة تسليح عشائرنا وتشكيل قوة عشائرية للتحرير"، إلا أن الحكومة "أهملت وتجاهلت كل تلك المطالب"، بحسب العبيدي.

كما لفت إلى أنّ "قوات البشمركة سجّلت موقفاً كبيراً من خلال تحريرها للقرى، وقد قدمت العديد من التضحيات من صفوفها في سبيل التحرير"، مستدركاً بالقول "لكنّ البشمركة لن تقدّم كل تلك التضحيات مجاناً، ولن تضحّي لأجل القرى العربيّة وأهلها، بل ستتمسّك بتلك القرى وتسعى لضمّها إلى إقليم كردستان، الأمر الذي سيتسبب بمعاناة جديدة لأهاليها".

واعتبر العبيدي أن الحكومة المركزيّة تتحمل مسؤوليّة ذلك، "بسبب عجزها الأمني وإهمالها الكبير لاتخاذ خطوات فعلية لتحرير المناطق، ما أعطى البشمركة مسوّغاً للتحرّك".

من جهته، رأى مجلس عشائر كركوك، أنّه "بقدر فرحتنا بما تم تحريره من قرانا على يد البشمركة، لكنّ الموقف بدأ يتعقّد أكثر وأكثر".

وقال عضو المجلس، محمود الجبوري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "موقف البشمركة وتحقيقها الانتصارات المتتاليّة على داعش، هو موقف بطولي لا يمكن إغفاله، فقد حققّت ما لم تستطع تحقيقه القوات العراقيّة ومليشياتها".

لكنه استدرك بالقول، "الموقف بدأ يتعقّد أكثر في المناطق المحرّرة، إذ أصبحت مناطق عربيّة حرّرت على يد قوات كرديّة، الأمر الذي سيغيّر من المعادلة"، مبيناً أنّ "الأكراد رفضوا انضمام مقاتلين عشائريين إلى صفوفهم لتحرير مناطقهم، كما رفضوا انضمام مليشيات الحشد الشعبي لهم، لأنّهم قوات غير نظاميّة".

وأقرّ المسؤول العشائري بحق "البشمركة" في أن ترفض مشاركتها القتال من الناحية العسكرية، لكنه اعتبر أنها توظف رفضها "ليكون تحقيق النصر على يدها فقط، كي تستطيع أن تنفّذ الأجندة الكرديّة في تلك المناطق".

إلى ذلك، أوضح الجبوري، أنّ "هناك قرى كثيرة في بلدات الزاب والرياض والرشاد، ما زالت تحت سيطرة داعش"، وأنّ "أبناء العشائر يحتاجون إلى سلاح لتحريرها وهم قادرون على ذلك، لكن الحكومة لن تدعمهم ولن تحرّك قواتها لتحريرها".

يشار إلى أنّ قوات البشمركة الكرديّة شنت، أمس الأربعاء، هجوماً كبيراً بالتنسيق مع طيران "التحالف الدولي"، لتحرير قرى جنوب غربي كركوك من سيطرة "داعش"، واستطاعت تحقيق تقدّم كبير فيها.

اقرأ أيضاً: البشمركة تطلق عملية واسعة لتحرير قرى جنوب غربي كركوك

ذات صلة

الصورة
الحريات في العراق

سياسة

إتاحة الحريات في العراق ما بعد صدام حسين كانت من شعارات غزو بلاد الرافدين. لكن منذ سنوات يتراجع منسوب الديمقراطية والحريات الفردية والجماعية في هذا البلد بسرعة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.
الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.

المساهمون