آمال ساندرز الرئاسية تتقلّص: رهان على خطأ لكلينتون

آمال ساندرز الرئاسية تتقلّص: رهان على خطأ لكلينتون

20 مايو 2016
+ الخط -
على الرغم من فوز السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، يوم الثلاثاء الماضي، على منافسته هيلاري كلينتون الأقرب لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي لخوض السباق إلى البيت الأبيض رئاسة الأميركية، في ولاية أوريغون المهمّة، وتقاربه الشديد معها في أصوات ولاية كنتاكي، إلا أن ساندرز خرج من الجولة بتقليص ضئيل للفجوة الحسابية معها، إذ إن النسبة لا تزال تراوح مكانها عند 280 مندوباً.

وقد يبدو جسر هذه الفجوة سهلاً من الناحية النظرية، لكن الأمر يكاد يكون مستحيلاً من الناحية العملية نظراً إلى أن نظام الانتخابات التي يتبعه الحزب الديمقراطي يختلف عما يقتدي به الحزب الجمهوري، إذ إنّ الفائز بأي ولاية لا يحصد جميع مقاعد المندوبين فيها. وبالتالي، فإن فوز ساندرز على كلينتون في الولايات المتبقية لا يعني حرمانها من المندوبين بل يتم منحها عدداً يتلاءم مع النسبة التي حصلت عليها في تلك الولاية حتى وإن كانت مهزومة.

ومثلما كان هذا النظام مصدر قوة لساندرز في البداية استطاع من خلاله الحفاظ على بقائه في حلبة المنافسة بعد سلسلة من الخسائر التي مُنِي بها في ولايات الجنوب الأميركي، إلا أن الأمر تغيّر لاحقاً ليصبح سبباً لضعف ساندرز على الرغم من تغلبه على كلينتون في عدد من الولايات المحورية، إذ حصلت هي الأخرى على نسب من المندوبين حافظت بهم على الفارق السابق بينها وبين ساندرز.

وإذا تُرك ما يسمّيه الحزب الديمقراطي بالناخبين الكبار، فإن الوزيرة السابقة هيلاري كلينتون تكون قد حصلت حتى آخر جولة في كل من أوريغون وكنتاكي على 1767 مندوباً منتخباً، في حين بلغ عدد المندوبين المنتخبين المؤيدين لساندر 1488 مندوباً. وتحتاج هيلاري كلينتون لتأمين حسم النتيجة تماماً لصالحها إلى 2026 مندوباً منتخباً، وهو يساوي نصف العدد الإجمالي للمندوبين المنتخبين إلى مؤتمر الحزب + 1، أي أنها لا تزال بحاجة إلى 259 مندوباً إضافياً لتحقيق الحسم. في المقابل، يحتاج ساندرز إلى 540 مندوباً تقريباً (280 مندوباً لجسر الفجوة مع كلينتون زائد 260 للوصول إلى نصف عدد المندوبين المنتخبين + 1.


أما في ما يتعلق بالناخبين الكبار البالغ عددهم 712 مندوباً أو 15 في المائة من أعضاء مؤتمر الحزب الديمقراطي، وعلى الرغم من تجيير أصواتهم لصالح هذا المرشح أو ذاك من قبل وسائل الإعلام الأميركية، إلا أنهم في العادة يصوّتون بحسب نتائج تصويت المندوبين المنتخبين بالاقتراع المباشر. وهذا ما جرى في انتخابات 2008 التمهيدية أثناء التنافس بين المرشح باراك أوباما والمرشحة هيلاري كلينتون. يومها كانت الأخيرة تتفوق على أوباما في عدد المندوبين الكبار المتعهدين بالتصويت لصالحها، لكنهم سرعان ما عدلوا عن تأييدها لصالح المرشح الفائز بأصوات المندوبين المنتخبين من عموم الناخبين الديمقراطيين.

ولا تكمن الصعوبة التي يواجهها ساندرز في أصوات المندوبين الكبار الذين لم يتعهد سوى 40 منهم فقط بالتصويت له من أصل 712 مندوباً، بل في الحصول على عدد كاف من المندوبين المنتخبين، إذ إن الولايات المتبقية المنتظر أن تجري الانتخابات فيها لم يعدد مخصصا لها سوى 771 مندوباً، وسيكون التنافس عليها شديداً. وهذا الأمر يضاعف من صعوبة التحدي أمام ساندرز، إذ إنه يحتاج للتغلب على منافسته القوية إلى الفوز بما تبقى من جولات، بما لا يقل عن 70 في المائة من الأصوات.

أما هيلاري كلينتون فتكفيها نسبة تزيد قليلاً عن 30 في المائة من الأصوات المتبقية، وبالتالي سيتم حسبان أصوات جميع المندوبين الكبار لصالحها، وتحصد ما يزيد بكثير عن الحد الأدنى من العدد المطلوب، وهو 2383 مندوباً في مؤتمر الحزب المقرر عقده في الفترة من 25 إلى 28 يوليو/تموز المقبل بمدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا. وما هو مؤكد، بحسب مراقبين، أنّ ساندرز لم يعد يراهن على الحسابات الرقمية بقدر ما يراهن على أي تطورات سياسية أو إجراءات قانونية قد تخضع لها منافسته بصورة قد تُحرم بسببها من الترشيح، وبالتالي يبرز مكانها كبديل جاهز وحيد بلا منافس.

أمّا الولايات التي يشملها آخر ثلاثاء كبير في 7 يونيو/حزيران المقبل، والذي يُتوقع أن يكون حاسماً في سباق التنافس على تمثيل الحزب الديمقراطي بين كلينتون وساندرز هي؛ كاليفورنيا ويبلغ عدد المندوبين المتنافس عليهم 475، ومونتانا (عدد المندوبين فيها 21)، ونيوجرسي (عدد مندوبيها 126)، نورث داكوتا (عدد مندوبيها 18)، نيومكسيكو (عدد المندوبين المتنافس عليهم 34)، وساوث داكوتا (عدد المندوبين 20).


المساهمون