المؤتمر الأول لـ"نداء تونس" بعد 7 سنوات على التأسيس

"نداء تونس" يعقد مؤتمره الأول بعد 7 سنوات على التأسيس

06 ابريل 2019
العين على الانتخابات الرئاسية والتشريعية (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
بعد سنوات طويلة من الانتظار، ينظم حزب "حركة نداء تونس" أخيراً مؤتمره الانتخابي الأول اليوم وغداً بمدينة المنستير، وسط تونس، تحت شعار "مؤتمر الإصلاح والالتزام"، يفتتحه مؤسسه الذي وصل به إلى دفة الرئاسة الباجي قايد السبسي، وكذلك رئاسة الحكومة والبرلمان.

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر بعد حلقات طويلة من الصراعات والخلافات داخل الحزب الذي أُسس سنة 2012، وصلت به إلى مرحلة الانفجار. ثم ولدت من رحمه ستة أحزاب؛ "مشروع تونس" لمحسن مرزوق، وحزب "المستقبل" للطاهر بن حسين، و"بني وطني" لسعيد العايدي وحزب "حركة تونس أولاً" لرضا بلحاج، وحزب "تحيا تونس" المحسوب على رئيس الحكومة يوسف الشاهد، فيما يستعدّ أمينه العام الأسبق الطيب البكوش لتأسيس حزب جديد أيضاً.
وتأمل الساحة السياسية التونسية أن ينتهي هذا المؤتمر إلى حالة من الاستقرار، بعدما عصفت رياح الخلافات داخل الحزب بالمشهد السياسي التونسي بأكمله، وتسببت في اختلال التوازن داخل البرلمان وتغيره باستمرار، بالإضافة إلى اختلال بين رأسي السلطة التنفيذية، الرئاسة والحكومة، ما أدى إلى تغير المشهد باستمرار ودخول البلاد في مأزق سياسي خطير، عطّل دواليب الدولة وألحق أضراراً واضحة بالمناخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
ورافقت الشكوك انعقاد هذا المؤتمر، بعدما أعلنت اللجنة الوطنية المشرفة على إعداده منذ ثلاثة أسابيع إنهاء مهامّها، وقالت في بيان حمل توقيع رئيسها، النائب بالبرلمان رضا شرف الدين، قرارها بأن "تترك لقيادة الحزب المسؤولية الكاملة في مواصلة الإعداد للمؤتمر وتنظيمه".
ورفع عدد من قياداته الغاضبين قضية استعجالية لدى القضاء لإيقاف أعمال المؤتمر، كانت مصيرها الرفض حسب ما أكده المحامي وعضو اللجنة القانونية لحزب "نداء تونس" مراد دلّش، الذي قال في تصريحات صحافية قبل يومين، إنّ الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، قضت برفض دعوى تقدم بها قياديون سابقون في حزبه لتعليق أشغال المؤتمر.
وكان يوسف الشاهد، أحد أبرز المنشقين عن "نداء تونس" بسبب خلافه مع مديره التنفيذي، حافظ قائد السبسي، قال في حوار تلفزيوني إن مؤتمر الحزب "حتى وإن انعقد فسيكون على القياس".
وينتظر "الندائيون" أن ينهي هذا المؤتمر مسلسلاً طويلاً من الخلافات، وقال القيادي بالحزب النائب حسن العماري في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الهدف الأساسي من المؤتمر الذي سيضم أكثر من 1500 مشارك هو تعافي الحزب، إذ سيشكل ما بعد المؤتمر انطلاقة جديدة للنداء، مضيفاً أن النواب والحاضرين في المؤتمر من "نداء تونس" ستكون لهم الكلمة في إحياء مؤسسات الحزب وتحقيق الأهداف المرجوّة، وهو ما تفعله أغلب الأحزاب تقريباً.
وأضاف أن المؤتمر سيكون حاسماً ومفصلياً في "نداء تونس"، وفي معافاة الحزب من الأزمة التي مر بها، مبيناً أنه بعد المؤتمر ستخرج صورة أفضل للحزب، وعلى أساسه سيتم بناء مؤسسات سليمة والعمل على تحقيق الأهداف، مشيراً إلى أنه يأمل أن تكون هناك فعلاً انطلاقة جديدة للحزب وخاصة إثر تكوين المؤسسات التي ستنبثق عن المؤتمر ولوائحه.

وسينتخب المؤتمر رئيساً للحزب ومكتباً وطنياً يضم 217 عضواً، باعتماد آلية تمثيل الجهات في مجلس نواب الشعب، وهذا المكتب سينتخب هيئة سياسية مكونة من 32 شخصاً، إضافة إلى مجلس وطني يضم نواب الحزب، والمكتب الوطني وممثلي الشباب والمرأة في التنسيقيات الجهوية، وفي آخر مرحلة سيتم انتخاب الأمين العام للحزب.
ويتساءل كثيرون عن مصير المدير التنفيذي للحزب، حافظ قايد السبسي، الذي ربح كل معاركه مع خصومه الذين غادروا الحزب وأسسوا أحزاباً جديدة، وخصوصاً أن هناك منافسين مهمين في "النداء" الذي سيسعى إلى استقطاب وجوه جديدة لعلها تشارك في هذا المؤتمر.

لكن هذه اللحظة تمثل أيضاً فرصة جديدة لمؤسس الحزب الرئيس التونسي، الذي سيسعى إلى بث روح جديدة في حزبه تمكنه من ورقة مهمة لدخول الاستحقاقات القريبة، الانتخابات التشريعية والرئاسية، ومن هامش مناورة وضغط على منافسيه، حزبي "تحيا تونس" و"حركة النهضة".