توجه ترامب في التوصل لـ"صفقة" يثير قلقاً لدى نتنياهو

توجه ترامب في التوصل لـ"صفقة" يثير قلقاً لدى نتنياهو

17 مارس 2017
نتنياهو يتحاشى أي صدام مع ترامب (مانديل نكان/فرانس برس)
+ الخط -



قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، نقلا عن مصادر رفيعة المستوى، بينها وزير من "الليكود" في الكابينيت السياسي الأمني للحكومة الإسرائيلية، إن جولة جيسون غرينبلت، المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب، والتحركات الأخيرة للإدارة الأميركية، باتت تشكل مصدر قلق لدى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، من احتمال طرح ترامب مبادرة جدية خلال ستة أشهر.

وقال المراسل السياسي في "هآرتس"، براك رابيد، إن أحداث الأسبوع الأخير، ومن ضمنها جولة غرينبلت، والتصريحات الأميركية بعد الاتصال الهاتفي بين ترامب والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ولقائه مع ولي ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تشكل أسباب القلق لدى المستوطنين واللوبي المؤيد لهم في الإعلام والسياسة في إسرائيل، خاصة على ضوء استعجال هؤلاء، ومعهم وزراء في الحكومة، في اعتبار انتصار ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية نقطة تحول لصالح دفن حل الدولتين، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس.

وبحسب رابيد، فإن وزيرا رفيع المستوى من "الليكود" عضوا في الكابينيت السياسي الأمني للحكومة، التقى نتنياهو هذا الأسبوع، قال إن رئيس الوزراء قلق للغاية من الرئيس الأميركي، وخاصة أن ترامب طلب منه أن يعرض عليه خطة إسرائيلية تشمل معادلة لكبح جماح البناء الاستيطاني في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة، وأن نتنياهو يحاول جاهدا عدم الدخول في مواجهة مع الرئيس ترامب من جهة، أو مع قيادة المستوطنين من جهة ثانية.


وبحسب الوزير الإسرائيلي، فإن رئيس حكومة الاحتلال يتعرض لضغط شديد في موضوع المستوطنات، إذ خاطبه ترامب، بحسب الوزير المذكور، بقوله: "قل ما هي احتياجاتك في موضوع الاستيطان؟ وما الذي أنت على استعداد للقيام به لكبح البناء الاستيطاني؟"، موضحا أن "نتنياهو في موقع لا يعرف كيف يخرج منه، ولهذا السبب قرر عدم السفر للمشاركة في مؤتمر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن (إيباك) نهاية الشهر الحالي، إذ ليس لديه ما يقوله أو يعرضه على ترامب.. لقد خرجت بشعور أن نتنياهو بدأ يشتاق لأيام أوباما".

وفي هذا السياق، كتب الصحافي والكاتب شلومو شمير، في صحيفة "معاريف أن "نتنياهو في أزمة، لأنه لا يستطيع أن يخوض مواجهة مع ترامب، وخاصة أنه اتضح أن الرئيس الأميركي معني فعلا بالتوصل إلى (صفقة) في الشرق الأوسط. ومشكلة نتنياهو أنه لا يستطيع أن يتهم إدارة ترامب بأنها معادية لإسرائيل، كما كان الحال مع إدارة باراك أوباما، كما أنه يخشى من نجاح ترامب في عقد مؤتمر إقليمي فعلي تشارك فيه مصر والأردن، وربما السعودية، خاصة بعد التدخل الأميركي لتحسين العلاقات بين مصر والسعودية، وإعادة ضخ النفط السعودي لمصر".

ويلفت رابيد في "هآرتس" إلى أنه "صحيح أن ترامب، خلافا لأوباما، لا يطلب تجميدا كاملا للبناء في المستوطنات، إلا أن الرسالة التي حملها غرينبلت لنتنياهو أكدت أن الرئيس الأميركي معني بمعادلة تشمل الحد الأدنى من البناء، وتتماشى مع تطلعه لتحقيق والوصول إلى اتقاف سلام، وأن مبعوثه الخاص أوضح لنتنياهو أن على إسرائيل أن تظهر وتبدي استعدادا لتنفيذ خطوات في مجال كبح حركة البناء في المستوطنات، وفي قضايا أخرى تبين رغبتها الصادقة في الدفع بعملية سلام قدما".

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو، وبفعل مخاوفه من ردود فعل "البيت اليهودي"، الذي يمثل حركة الاستيطان والمستوطنين، قام بإقصاء كل من وزيري الحزب، نفتالي بينت وأيليت شاكيد، من محادثاته مع غرينبلت، ويرفض إطلاعهم على تفاصيل هذه المحادثات.

في المقابل، أشرك وأطلع رئيس الذراع الاستيطانية في مجلس المستوطنات، زئف حيفر، المعروف باسم زامبيش، في المداولات التمهيدية التي أجراها قبل لقائه المبعوث الأميركي. 

ويخشى نتنياهو، بحسب وزير "الليكود"، أن تكون هناك فجوة كبيرة بين أقصى ما يمكن لرئيس ذارع الاستيطان القبول به، كتجميد أو كبح للبناء، وبين ما طلبه ترامب تحت عبارة "أدنى حد ممكن من البناء"، وتداعيات ذلك على الائتلاف الحكومي الحالي، والخوف من أزمة ائتلافية شديدة مع حزب "البيت اليهودي"، ولا سيما أن ترامب، وفق الصحيفة، رفض مقترحات نتنياهو الأولية بأن يكون البناء الإسرائيلي متاحا في كافة مناطق نفوذ المستوطنات القائمة، التي تشكل 10% من أراضي الضفة الغربية، ويطالب بحصر البناء داخل حدود البناء للمستوطنات كما هي عليه اليوم، وليس توسيعه لمناطق النفوذ الواسعة لهذه المستوطنات.







المساهمون