الإسرائيليون يخشون السفر وزوال دولة الاحتلال

الإسرائيليون يخشون السفر وزوال دولة الاحتلال

07 فبراير 2016
دعوة ليهود مرسيليا لعدم اعتمار القبعة الدينية(كينزو تريبويار/فرانس برس)
+ الخط -


أظهر استطلاع للرأي العام أجرته "النقابة الصهيونية العالمية" أن 59 في المائة من الإسرائيليين يتخوّفون من السفر إلى الخارج، خشية أن يتم التعرّض لهم. وتدل نتائج الاستطلاع، التي نشرها موقع صحيفة "ميكور ريشون" أخيراً، على حدوث زيادة بنسبة 34 في المائة على الإسرائيليين اليهود الذين يخشون السفر إلى الخارج، مقارنة مع نتائج الاستطلاع الذي أُجري العام الماضي.

وأوضحت النتائج أن الخوف لدى النساء الإسرائيليات أكبر مما هو لدى الرجال، إذ إن 62 في المائة منهن أكدن خوفهنّ من السفر إلى الخارج، في حين أعرب 55 في المائة من الرجال عن هذه المخاوف. وأشار الاستطلاع إلى أن المستوطنين في تل أبيب أكثر خوفاً من السفر، مقارنة بالمدن الأخرى، وتحديداً القدس المحتلة، مع العلم بأن منطقة تل أبيب تضم أكبر تجمّع سكاني في إسرائيل، إذ يقطنها أكثر من مليون ونصف مليون إسرائيلي.

وأظهر الاستطلاع أن 69 في المائة من الإسرائيليين يحرصون على عدم الإقدام على أي سلوك يدل على أنهم يهود، في أثناء تواجدهم في الخارج. وتبيّن أن الأغلبية الساحقة من الإسرائيليين الذين يسافرون إلى الخارج، يحرصون على عدم التحدث بالعبرية مع بعضهم بعضاً أو عبر الهواتف النقالة في أثناء تواجدهم في الخارج، خشية أن يدل ذلك على كونهم إسرائيليين أو يهوداً، مما قد يفضي إلى التعرض لهم.

اقرأ أيضاً: "الليكود" يفتح أبواب إسرائيل للنازيين الجُدد

وفيما اعتبره القائمون على إعداد الاستطلاع معطى بالغ الخطورة، أكد 24 في المائة من الإسرائيليين أنهم غير واثقين من إمكانية بقاء "دولة إسرائيل" وأنهم يخشون أن تزول هذه الدولة مع مرور الوقت. ونقلت صحيفة "ميكور ريشون" عن مختصين علّقوا على الاستطلاع، أن "النتائج تدل على خوف الإسرائيليين اليهود من التداعيات الناجمة عن تعاظم مظاهر العداء لإسرائيل في الغرب"، في أعقاب ما يجري في الضفة الغربية، إلى جانب الخوف من تهديدات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) باستهداف اليهود، لا سيما في أعقاب هجمات 13 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التي استهدفت العاصمة الفرنسية باريس. وستُعرض نتائج الاستطلاع كاملة بشكل رسمي اليوم الأحد، أمام مؤتمر سيُنظّم في القدس المحتلة، ويتناول قضية تعاظم "مظاهر اللاسامية" وحركة المقاطعة الدولية (BDS).

وفي ذات السياق، كشفت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أخيراً، أن رئيس الجالية اليهودية في مدينة مارسيليا، موريس عمار، قد أصدر تعليماته لأعضاء جاليته بعدم اعتمار القبعة الدينية في أثناء تحركهم في شوارع المدينة، خشية أن يتم التعرّض لهم. يشار إلى أنه يتم نشر معطيات الاستطلاع في ظل تهاوي رهانات إسرائيل على توظيف هجمات باريس الأخيرة في إقناع يهود فرنسا بالهجرة إليها. وقد أعرب وزير التعليم في الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينت، عن قلقه من المعطيات، التي تلقاها، والتي تؤكد أن أغلبية أبناء الجالية اليهودية، التي تضم 600 ألف يهودي، لا يفضّلون الهجرة لإسرائيل.

من جهة أخرى، انتقد البروفيسور اليهودي البارز، شلومو زند، الدعوات التي تُطلق في إسرائيل لمنع إقامة علاقات بين الشباب اليهودي وغير اليهودي في إسرائيل وفي جميع أرجاء العالم، خشية تحوّل الشباب اليهودي عن دينهم في حال انتهت العلاقة إلى زواج. وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، اعتبر زند، الذي يُعدّ من رواد مدرسة ما بعد الصهيونية، أن هذه الدعوات التي تتبناها الأوساط الحكومية والمرجعيات الدينية والنخب الإعلامية والمنظمات اليهودية النافذة في العالم، تُمثّل نوعاً من العنصرية الفجة. وأشار زند إلى دلالات قرار الوزير بينت، الذي يترأس حزب "البيت اليهودي"، بحظر تدريس رواية "الجدار الحي" لمؤلفتها الروائية، دوريت روبينيان، التي تحكي قصة علاقة صداقة بين يهودية وشاب فلسطيني. وقد برّر بينت قراره هذا بأن رواية "الجدار الحي" تحثّ الشباب اليهودي على التحوّل عن اليهودية، من خلال إضفاء شرعية على إقامة علاقات مع الآخر غير اليهودي.

اقرأ أيضاً: خطة لفرض المنهاج الإسرائيلي على مدارس القدس

المساهمون