وزير إسرائيلي: "انهيار السلطة الفلسطينية" مسألة وقت

وزير إسرائيلي: "انهيار السلطة الفلسطينية" مسألة وقت

29 فبراير 2016
حكومة إسرائيل تدرس خيارات "انهيار السلطة الفلسطينية" (فرانس برس)
+ الخط -
قال وزير الهجرة الإسرائيلي، زئيف إلكين، في محاضرة أمام منتدى "بار إيلان"، إن "بقاء السلطة الفلسطينية هو مسألة وقت ليس أكثر".

وأضاف، أن "منظومة العلاقات بين إسرائيل والفلسطينيين، التي تعتمد على اتفاق أوسلو ستنهار بدورها مع نهاية ولاية الرئيس الفلسطيني، محمود عباس".

ورأى إليكين، بحسب ما أورد موقع "هآرتس"، أنه "علينا أن نستعد لحالة انهيار السلطة، إذ سيفرض الواقع نفسه علينا وسيكون ثمن ذلك باهظاً". وكشف إليكن أنه "يدلي بتصريحاته هذه علناً، بعد أن يئس من إثارة الموضوع أمام أعضاء الكابينيت الإسرائيلي".

واعتبر إلكين في خطابه  أمام جامعة بار إيلان، أن "السلطة الفلسطينية والاتفاق الذي يقوم على إعلان أوسلو  سينهاران في المستقبل القريب، ربما خلال وقت قصير، في نهاية عهد محمود عباس". وتابع: "لقد ولدت السلطة الفلسطينية بفضل عباس، الذي دفع باتجاه اتفاق أوسلو وكان المسؤول عن هذا التغيير الكبير، وستختفي من العالم مع رحيله" على حد تعبيره.

واعتبر إلكين، الذي يعد من أكثر وزراء حكومة نتنياهو تطرفاً، أنه "ليس متأكداً من أن حكومة إسرائيل قد اجتازت مرحلة تشخيص المشكلة وحقيقة التغيير الكبير الذي ينتظرنا، وطالما لسنا مستعدين للتسليم مع حقيقة أن الترتيب الحالي سيتغير، فإننا لن نستطيع الانتقال لبلورة سياسة مناسبة".

وادعى إلكين أن انهيار السلطة الفلسطينية هو أمر "لا يمكن تفاديه"، وقد "يحدث ذلك خلال شهر أو شهرين، وفي أقصى حد خلال عام أو عامين". وأضاف أنه في حال انهارت السلطة الفلسطينية، "فقد نضطر إلى إعادة الإدارة المدنية (الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية) إلى ما كانت عليه، وسنضطر إلى محاولة المحافظة على حد أدنى من الإدارة فيها، والعمل سوية مع جهات محلية، ونحن لسنا جاهزين حالياً لهذا الأمر بأي حال من الأحوال".

اقرأ أيضاً: رئيس أركان القوات الأميركية يزور إسرائيل لمناقشة الأوضاع بسورية

وكرر إلكين في السياق ذاته، مقولات وزراء وسياسيين إسرائيليين بخصوص غياب منظومة لإدارة دفة الأمور في أراضي السلطة الفلسطينية، وتنظيم مسألة من يتولى الحكم بعد عهد محمود عباس، مشيراً إلى أنه "لن يكون بالإمكان انتخاب وريث للرئيس الفلسطيني الحالي، دون آلية انتخاب واضحة، وأن هذا سيفضي إلى حرب على الزعامة سرعان ما ستتحول إلى عنيفة، وأن البديل هو قيادة جماعية تسيطر على ثلاثة مواقع رئيسية، إلا أن من يتنافسون عليها كثر وليس بمقدور أي من المطروحين أن ينافسوا حركة "حماس"، ويتغلبوا عليها في الانتخابات، والمرشح الوحيد القادر على ذلك يقبع في السجن الإسرائيلي وهو مروان البرغوثي" على حد قوله.

وخلص إلكين بتوقعاته، إلى القول إنه في "حال انهيار السلطة الفلسطينية فإن المسؤولية لإدارة دفة الأمور وتوفر خدمات الصحة والتعليم وكل شيء ستقع على إسرائيل، حتى وإن كنا لا نريد ذلك، فهذا سيكون الواقع على الأرض".

ولا تشكل تصريحات إلكين هذه مفاجأة. فقد سبق أن نشرت الصحف الإسرائيلية أكثر من مرة عن سيناريوهات إسرائيلية تتحدث عن قرب "انهيار السلطة الفلسطينية"، في حين حذر الجيش الإسرائيلي هو الآخر من هذا "الخطر" في حال لم يتم إطلاق مبادرة إسرائيلية تمنح الفلسطينيين أفقاً جديداً.

جدير بالذكر، أن وزير المالية الإسرائيلية، صادق الأسبوع الماضي، وبموافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن موشيه يعالون، على تحويل أكثر من 120 مليون دولار من الأموال المستحقة للسلطة الفلسطينية، إليها، وذلك لـ"تفادي انفجار الأوضاع في الضفة الغربية وانهيار السلطة بسبب عجزها المالي".

كما سبق لرئيس الحكومة الإسرائيلية، أن أعلن في إحدى جلسات الكابينيت الإسرائيلي،  في مطلع يناير كانون الثاني الماضي، أنه على "إسرائيل أن تستعد  لإمكانية انهيار السلطة الفلسطينية"، مضيفاً: "يتعين القيام بكل شيء من أجل منع انهيار السلطة، مع وجوب الاستعداد لاحتمال حدوث ذلك".

وسبق وأجرى الكابينيت الإسرائيلي، مطلع شهر يناير/كانون الثاني الماضي، بحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، أكثر من عشر جلسات لمناقشة هذا الاحتمال، وذلك على ضوء الجمود السياسي واستمرار الانتفاضة الفلسطينية.

وتخشى حكومة الاحتلال على نحو خاص، من انهيار التنسيق الأمني مع الأجهزة الفلسطينية، مما ينذر باتساع دائرة الانتفاضة، وفقدان السيطرة على مقاليد الأمور في الضفة الغربية المحتلة.

اقرأ أيضاً: فلسطينيو الداخل يتظاهرون ضد العنصرية الإسرائيلية في حيفا