زعيم يهودي يحذّر من تقلّب "محبوب" إسرائيل بن سلمان

زعيم يهودي يحذّر من تقلّب "محبوب" إسرائيل بن سلمان: قد يحالف إيران

24 أكتوبر 2017
بن سلمان يجري اتصالات مع مسؤولين إسرائيليين منذ سنين(Getty)
+ الخط -
انتقد زعيم أحد التنظيمات اليهودية الأميركية الرهانات التي تعلقها إسرائيل وقادة التنظيمات اليهودية الأميركية وأصدقاء تل أبيب في الولايات المتحدة على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، محذراً من أن هذه الرهانات يمكن أن تتحول إلى سهم مرتد ضد المصالح الإسرائيلية.

وفي مقال نشره موقع صحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الثلاثاء، قال مارتين أولنير، المدير العام لمنظمة "اليهود المتدينين الصهاينة" في الولايات المتحدة إن بن سلمان تحول إلى "محبوب" إسرائيل وكل الأطراف المؤيدة لها في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن هذا التعاطف يرجع إلى العلاقة الخاصة التي توطدت بين بن سلمان وجاريد كوشنر صهر ومستشار الرئيس دونالد ترامب.

 وأوضح أولنير أن العلاقة الخاصة بين كوشنير وبن سلمان هي التي حدت بترامب لاختيار السعودية، إلى جانب إسرائيل، لتكون أول دولة يزورها بعد توليه مقاليد السلطة.

وأشار إلى سجل العلاقة الخاصة التي تربط بن سلمان والمسؤولين الإسرائيليين، لافتاً إلى التقارير التي تؤكد أنّ ولي العهد السعودي عكف على إجراء اتصالات مع مسؤولين إسرائيليين منذ سنين، ومنها ما كشفته وكالة الأنباء الفرنسية عن قيامه بزيارة تل أبيب سرّاً في سبتمبر/أيلول الماضي.

وحذّر الزعيم اليهودي الأميركي صناعَ القرار في تلّ أبيب وزملاءه من قادة التنظيمات من المبالغة في الرهان على العلاقة مع بن سلمان، ولا سيما التعويل على الاستفادة من عوائد التقاء المصالح بين تل أبيب والرياض في العداء لإيران.

ورأى أن بن سلمان، المعروف بتقلبه، يمكن أن يتجه إلى بناء تحالف مع إيران، خصوصاً على خلفية فشل إدارته الحرب في اليمن، مشيراً إلى أن محاولات ولي العهد السعودي التقرب من القوى الشيعية العراقية المتحالفة مع إيران تثير شكوكاً حول مستقبل موقفه من طهران.

وأعاد للأذهان حقيقة أن الحرب في اليمن أفضت إلى تآكل مكانة السعودية الإقليمية، ولا سيما في ظل مظاهر عجز السعودية عن حسم المواجهة ضد الحوثيين، وهو ما قد يفرض على بن سلمان البحث عن مخرج من خلال تغيير شبكة التحالفات الإقليمية للسعودية.

وأشار أولنير بشكل خاص إلى ما نبهت إليه "ذا غارديان" البريطانية مؤخرا، من أن هناك جهودا للتوصل إلى "صفقة كبرى" بين إيران والسعودية، تلتزم الرياض بموجبها إطلاق يد إيران في سورية، مقابل التزام طهران وقف تدخلاتها في الخليج.

وأوضح أن إفصاح وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي عن طلب السعودية من الحكومة العراقية محاولة التوسط للتوصل لصفقة مع إيران، يزيد من مخاطر الرهان الإسرائيلي والأميركي على مستقبل العلاقة مع بن سلمان.

وحذر من أن الحرص السعودي على التقارب مع روسيا يمكن أن يمنح موسكو الفرصة للعب دور في تحقيق التقارب بين الرياض وطهران، مشيرا إلى أن الروس معنيون بلعب "الورقة الإيرانية" في مواجهة السعودية من أجل تحسين قدرتهم على مواجهة الولايات المتحدة في المنطقة.

وأضاف أن أحدا "لم يعرف بالضبط ما حدث وراء الكواليس خلال زيارة الملك سلمان روسيا"، مشددا على عدم استبعاد أن يكون بوتين قد بحث مع ضيفه السعودي سراً فرص التوصل لصفقة بين طهران والرياض.

وأوضح أن "سمعة بوتين كشخص عنيد ومصمم تدفع للاعتقاد بأن السعوديين هم من أبدى استعدادا للتعاطي مع مطالب موسكو بشأن إيران، وليس العكس". وشدد على أن السعوديين أبدوا مؤشرات كثيرة إلى حرصهم على التقارب مع موسكو من خلال الموافقة على استثمار 10 مليارات دولار في روسيا، وعبر التوصل لصفقات سلاح ضخمة.

وطالب أولنير إسرائيل وحلفاءها في الولايات المتحدة بأن يصدر بن سلمان قراراً باستيراد البضائع الإسرائيلية علناً للتدليل على طابع توجهاته إزاء تل أبيب.

 وكان السفير الأميركي السابق في تل أبيب اليهودي دان شابيرو قد حذر في مقال نشرته صحيفة "هآرتس" مؤخرا من مغبة التداعيات السلبية لفشل الحرب التي يخوضها بن سلمان في اليمن على المصالح الأميركية والإسرائيلية.

 وأضاف شابيرو أنه نظرا لأن السعودية ليس بمقدورها مواجهة إيران، فإن أي سيناريو يفضي إلى مواجهة مباشرة بين السعودية وإيران يعني إجبار الولايات المتحدة على التدخل ضد إيران، مشددا على أنه يتوجب الإيضاح لبن سلمان أن "قرار المواجهة مع طهران يجب أن يتخذ في واشنطن وتل أبيب، وليس في الرياض".

المساهمون