لبنان: تصفية أحد مسؤولي الاغتيالات بـ "داعش" في عرسال

لبنان: تصفية أحد مسؤولي الاغتيالات بـ "داعش" في عرسال

10 أكتوبر 2016
عادت الأحداث إلى عرسال من باب التصفيات (فرانس برس)
+ الخط -
عادت الأحداث الأمنية إلى بلدة عرسال، عند الحدود الشرقية بين لبنان وسورية، من باب تصفيات داخلية بين المجموعات السورية المسلّحة المنتشرة في الجرود. 


فقد أعلنت القوى الأمنية اللبنانية عن العثور على جثة تعود إلى السوري حسين العلي، وهو أحد المسؤولين في تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مقتولاً في منطقة الجبان داخل عرسال، بعد إصابته بطلقات نارية عدّة في رأسه وجسمه.

وبينما منحت معلومات صحافية العلي، المعروف باسمي "أبوبكر الرقاوي" و"أبو هاجر"، مسؤوليات أمنية رفيعة في التنظيم، منها المسؤول الأمني والمسؤول عن التصفيات والتخطيط لعمليات تفجير واغتيالات، أشارت معلومات محلية لـ"العربي الجديد" إلى أنّ "انتقال العلي من الجرود إلى عرسال، قبل مدة، جاء ضمن محاولة مجموعة من داعش لتنفيذ بعض عمليات الاغتيال".

وأضافت المصادر نفسها أنّ "ثلاثة مقاتلين آخرين دخلوا مع العلي وهم لا يزالون في البلدة، وكانت على لائحة الاغتيالات التي أعدّوها تصفية الشيخ مصطفى الحجيري، المقرّب جداً من "جبهة النصرة" والذي لعب دوراً محورياً في خطف المجموعات المسلحة للعسكريين اللبنانيين عقب اجتياحها عرسال في أغسطس/آب 2014".

وأشارت معلومات أمنية إلى أنّ "عمل هذه المجموعة على تنفيذ اغتيالات في عرسال، كان محط متابعة من قبل الأجهزة الأمنية وفعاليات عرسالية وسورية"، مع العلم أنه سبق للبلدة أن شهدت موجة تصفيات سابقة كان أبرزها تفجير استهدف اجتماعاً لهيئة العلماء المسلمين في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، واغتيال المؤهل أول في قوى الأمن الداخلي اللبناني، زاهر عز الدين، مطلع العام الحالي.

وبينما لفتت المعلومات الإعلامية المتداولة إلى ضلوع العلي في اغتيال قتيبة الحجيري في يوليو/تموز الماضي، أكد عدد من أهالي البلدة أنّ "الاتهامات في ذلك الحين كانت تتجّه ضد شخصيات عرسالية تقف وراء هذه الجريمة"، وهو ما دفع عدداً من المتابعين الأمنيين لملف عرسال إلى القول إنّه "يتم تضخيم عمل العلي ودوره الأمني"، ولو أنه كان فعلاً مشاركاً في اجتياح عرسال وخطف العسكريين اللبنانيين، ومتورّطاً في أعمال إرهابية أخرى.

ويشار في هذا الإطار، إلى أنّ 9 من العسكريين لا يزالون مخطوفين لدى "داعش"، وسط انقطاع المبادرات والاتصالات بين الخاطفين والدولة اللبنانية للتفاوض على إطلاق سراحهم، كما سبق وتمّ بين الحكومة و"النصرة" في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

وبالعودة إلى تصفية العلي، لم يتوصّل بعدُ المحققون اللبنانيون إلى خلاصة واضحة بشأن الجهة الفعلية التي تقف وراء العملية، إلا أنه يبدو واضحاً بالنسبة للمطلعين على أجواء جرود عرسال أنّ "الصراع بين النصرة وما تبقى من داعش مستمرّ في المنطقة".

فقد سبق للتنظيم أن سحب أغلب مقاتليه من منطقة القلمون الغربي، والتي تعتبر جرود عرسال جزءاً منها، لتتبقى "أعداد قليلة غير قادرة على فرض سيطرتها وقوّتها على الجرود، في حين انخفض عدد مقاتلي النصرة أيضاً إلى ما يقارب ألف مقاتل".

وتجدر الإشارة إلى أنّ أعداد المقاتلين المنتشرين في جرود عرسال في انخفاض مستمرّ، بعد أن كانت أعداد المجموعات المختلفة تتراوح بين 6000 و9000 مقاتل، قبل سيطرة "حزب الله" والنظام السوري على معظم القلمون الغربي. إلا أنه حتى اليوم، لا يزال الحزب والجيش اللبناني عاجزين عن السيطرة على الجرود، ولو أنّ هذه المجموعات ستعيش أوقاتاً صعبة خلال فصل الشتاء المقبل.