اتفاقية وحيدة ومذكرتا تفاهم حصيلة زيارة بن سلمان لموريتانيا

اتفاقية وحيدة ومذكرتا تفاهم حصيلة زيارة بن سلمان لموريتانيا وسط رفض شعبي

02 ديسمبر 2018
لاقت الزيارة رفضا شعبيا وحزبيا واسعا (Getty)
+ الخط -
غادر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مساء اليوم الأحد، العاصمة الموريتانية نواكشوط، في ختام زيارة استمرت لبضع ساعات، ولاقت رفضاً شعبياً واسعاً، متوجهاً إلى الجزائر التي تعالت فيها أيضاً أصوات شعبية وحزبية رافضة للزيارة.

وبحسب البيان الختامي للزيارة، فإن بن سلمان ناقش مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، تعزيز العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك على المستوى العربي والإقليمي والدولي، كما وجه إليه دعوة لزيارة المملكة.

وجاءت الحصيلة النهائية لزيارة ولي العهد السعودي لموريتانيا هزيلة. فقد شهدت توقيع اتفاقية وحيدة تتعلق بتجنب الازدواج الضريبي على الدخل ورأس المال والمنع والتهريب الضريبي، ومذكرتي تفاهم، الأولى حول المياه والصرف الصحي، أما الثانية فهي حول البيئة والتنمية المستدامة.

وبعيد وصوله إلى نواكشوط في زيارة خلت من أي استقبال جماهيري، أجرى بن سلمان مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز مباحثات في القصر الرئاسي، تناولت أوجه التعاون بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزه وتطويره.

وتساءل المغردون الموريتانيون على شبكات التواصل الاجتماعي عن أهمية زيارة ولي العهد السعودي، التي اقتصرت على توقيع اتفاقية وحيدة ومذكرتي تفاهم، ليس لها دور كبير في الحياة اليومية للمواطنين، معربين عن اعتقادهم بوجود جانب غير معلن للزيارة مثل رفع الحرج عن ولي العهد السعودي، وتلميع صورته لدى الرأي العام في ظل شبهات تورطه في جريمة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية بإسطنبول، وتطبيعه مع إسرائيل وحربه على الشعب اليمني وفرض حصار ظالم على دولة قطر.


وفي هذا الشأن، رأى الناشط الشبابي سيدي محمد ولد المختار، أن زيارة بن سلمان لموريتانيا "تهدف إلى تلميع صورة الأخير أمام العالم، بعدما تلطخت بدماء الصحافيين وأطفال اليمن، وهي ليست ذات بعد اقتصادي يعود بالنفع على الشعب الموريتاني"، مستغرباً أن تكون حصيلة "زيارة بهذا الحجم توقيع ثلاث اتفاقيات جافّة".

وشدد ولد المختار في تصريح لـ"العربي الجديد"، على أن الشعب الموريتاني يرفض أن تكون موريتانيا مكاناً لتلميع صورة القتلة.

بدورها، رأت القيادية في حزب "تكتل القوى الديمقراطية" الموريتاني المعارض، منى بنت الدي، في استقبال الرئيس الموريتاني لولي العهد السعودي، "لقاءً بين انقلابي نهب دولته وتركها قاعاً صفصفاً، يستقبل ديكتاتوراً وقاتلاً بشعاً، يلعب ببلاد الحرمين الشريفين بتهور وكأنها لعبة بلاي ستايشن"، حسب وصفها.

وكتبت بنت الدي، في تدوينة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أن وعود بن سلمان ببناء مستشفى في نواكشوط تذكرها بـ"وعود القذافي ببناء فنادق ومشاريع ضخمة ببلادنا، والحقيقة أننا لو حافظنا على كرامتنا وأموالنا من النهابين وسماسرة المواقف، لما احتجنا أحداً".

ولاقت زيارة محمد بن سلمان لموريتانيا رفضاً شعبياً وحزبياً كبيراً عبر احتجاجات ووقفات منددة باستقباله، وكذا بيانات حزبية تطالب الجهات الرسمية بعدم التورط في تلميع صورة بن سلمان.

المساهمون