السراج يحضّر خطة أمنية بدعم دولي لضبط المليشيات بطرابلس

السراج يحضّر خطة أمنية بدعم دولي للحدّ من سيطرة المليشيات في طرابلس

25 اغسطس 2018
مليشيات مسلحة تسيطر على طرابلس (عبدالله دوما/فرانس برس)
+ الخط -
تدور، في هذه الأثناء، تحضيرات لخطة أمنية يعمل على إطلاقها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، بدعم وتخطيط من البعثة الأممية ودول أخرى داعمة له، وذلك بهدف الحد من سيطرة المليشيات المسلحة على العاصمة طرابلس.

وكشف مصدر مقرب من حكومة الوفاق، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "خطة السراج الأمنية تسعى إلى السيطرة على المليشيات المسلحة المنتشرة وضبطها من خلال تعيين قادة جدد بقرار رسمي"، مبيناً أن "السراج سيلجأ أولاً إلى تهديد زعامات هذه المليشيات في حال رفضها قراراته وتصنيفها بأنها خارجة عن القانون".

ولفت المصدر عينه، إلى أن مليشيات "كتيبة ثوار طرابلس"، التي يقودها هيثم التاجوري، هي هدف السراج الأول، وذلك بعد تغولها وسعيها إلى الانفراد بالقرار الأمني في المناطق التي تسيطر عليها، لا سيما شرق العاصمة، مشيراً إلى تورط تلك المليشيات في مخالفات كبيرة كإرغام مسؤولين على توقيع عقود لرجال أعمال يدعمون هذه المليشيات، فضلاً عن تورطها في تجارة المخدرات والبشر.

وعن الخطة الأمنية، قال المصدر إن الخطة تتضمن الاستعانة عسكرياً بكتائب أخرى مناوئة للتاجوري، كالتكتل العسكري بمنطقة ترهونة، والذي سبق أن اصطدم عسكرياً بكتائب التاجوري، بالإضافة إلى إشراك قوة الردع الخاصة التي تشكل القوة "الضاربة" للحكومة.

وأضاف المصدر أن خطة السراج تسعى كذلك إلى ضبط صلاحيات وقوة المليشيات الأخرى كمليشيات الأمن المركزي التي يقودها عبد الغني الككلي، التي يبدو عليها هي الأخرى محاولات انفرادها بالقرار الأمني في مناطق سيطرتها.

وشدد على أن الخطة الأمنية الجديدة تهدف إلى ضرب نفوذ المليشيات، مشيراً إلى دعم خارجي وراء الحملة الأمنية. وبيّن أن البعثة الأممية لدى ليبيا، طالبت في بيان الأسبوع الماضي، حكومة الوفاق بضرورة ضبط المليشيات المتنفذة والمسيطرة على طرابلس والحد من تأثيرها في قرارات مؤسسات سيادية.

وكان رئيس المؤسسة الليبية للاستثمار، علي محمود، قد أعلن خلال اجتماعه بنائبة رئيس البعثة الأممية لدى ليبيا، ستيفاني وليامز، الجمعة قبل الماضية، عن تدخل مليشيات تقوم بحماية مقر المؤسسة في قرارات المؤسسة، مما اضطرها إلى نقل مقرها إلى مكان آخر.

وفي سياق منفصل، أعلنت "كتيبة اللواء الثامن مشاة" بمنطقة ترهونة، مساء أمس الجمعة، عن عزمها استعادة تمركزها بمنطقة قصر بن غشير جنوب شرقي طرابلس، بعدما هاجمتها فصائل تابعة لمليشيات "ثوار طرابلس".

وقال اللواء، التابع لوزارة دفاع حكومة الوفاق، إنه يوجد في تلك التمركزات بتكليف من الحكومة، متهماً مليشيات "ثوار طرابلس" بالتورط في عمليات بيع وتهريب المخدرات، مؤكداً أن سيطرة اللواء الثامن على منطقة بن غشير أوقفت منافذ التهريب.

وكان "العربي الجديد" نشر في وقت سابق خارطة المليشيات المسيطرة على طرابلس ومناطق نفوذها وأهم تلك المجموعات وقادتها، إذ حلت مليشيات "ثوار طرابلس" في المرتبة الثالثة من حيث القوة والانتشار.

وتسيطر مليشيات "ثوار طرابلس" على غالبية أجزاء تاجوراء وجنوب شرقي العاصمة، بالإضافة إلى أجزاء من سوق الجمعة القريب من المطار وقاعدة معيتيقة.

وإلى جانب كونها مليشيات مسلحة عرف عنها أيضاً أنها تتاجر بالبشر والمخدرات، لا سيما في منطقة قصر بن غشير، وهي تضم عدداً من تجار المخدرات في مراكز قيادية.

المساهمون