حصار المعارضة في حلب: هجمات للأكراد والنظام و"داعش"

حصار المعارضة في حلب: هجمات للأكراد والنظام و"داعش"

22 يناير 2016
القصف الروسي في حلب (بهاء الحلبي/الأناضول)
+ الخط -

في وقت تواصل فيه قوات "حماية الشعب" الكردية مدعومة بقوات "جيش الثوار" المتحالفة معها في منطقة عفرين شمال غرب حلب، هجومها على مناطق سيطرة قوات المعارضة السورية المحيطة بأوتوستراد حلب غازي عنتاب الدولي، حشدت قوات النظام السوري في منطقة المدينة الصناعية شمال حلب المتاخمة لبلدتي حندارت وباشكوي، لتصبح بدورها قريبة من أوتستراد حلب غازي عنتاب. وكشفت مصادر في المعارضة لـ"العربي الجديد"، عن هجوم واسع متوقع للنظام بغطاء جوي روسي، في 25 من يناير/كانون الثاني الجاري، من جهة باشكوي باتجاه بلدتي نبّل والزهراء المحاصرتين بشكل جزئي من المعارضة.

اقرأ أيضاً: النظام السوري يلقي ذخائر لعناصره المحاصرين شمال حلب

وتبعد قوات النظام في باشكوي عن بلدتي نبّل والزهراء أقل من ثمانية كيلومترات، ويتعين عليها إذا ما أرادت الوصول إلى البلدتين قطع طريق إمداد قوات المعارضة بين حلب والحدود التركية، والذي يمر بين بلدة باشكوي وبلدتي نبل والزهراء.

وعلمت "العربي الجديد"، أن المعارضة السورية حصلت، أخيراً، على معلومات استخباراتية تفيد وجودَ نية لدى النظام السوري بشنّ هجوم واسع على مناطق سيطرة المعارضة شمال حلب في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بغطاء جوي روسي مكثف، بهدف فصل مناطق سيطرة المعارضة بحلب عن المناطق المتاخمة للحدود التركية، وفك الحصار عن بلدتي نبّل والزهراء أيضاً.

ولم تُخف مصادر قوات المعارضة مخاوفها من أثار نجاح هذا الهجوم في حال حصوله، إذ قد يتسبب في خنق قوات المعارضة في حلب، وربما وقوعها في حصار، الأمر الذي يعقد وضعها الميداني.

غير أنّ مصادر قوات المعارضة شمال حلب لفتت إلى أنها تملك من الإمكانيات ما يردع قوات النظام عن التورط في عملية عسكرية فاشلة في هذه المنطقة، التي خسرت بها قوات النظام السوري معركة رتيان، في شهر فبراير/شباط من العام الماضي، وتكبدت حينها خسائر بشرية ومادية كبيرة تجاوزت ثلاثمائة قتيل، بالإضافة إلى نحو مائة وخمسين أسيراً من قوات النظام سقطوا بيد قوات المعارضة شمال حلب.

وفي شمال غرب حلب، بدأت قوات "حماية الشعب" الكردية و"جيش الثوار"، المتحالف معها ضمن "جيش سورية الديمقراطية"، منذ يوم الإثنين الماضي، هجمات ليلية يومية على نقاط تمركز قوات المعارضة إلى الغرب من مطار منغ العسكري، حيث تنتشر قوات "الجبهة الشامية"، أكبر فصائل المعارضة شمال حلب. وهاجمت عدة نقاط للمعارضة السورية قرب مطحنة الفيصل غرب مدينة إعزاز أيضاً، وأشار الناشط حسن الحلبي في حديث لـ"لعربي الجديد"، إلى أن "الاشتباكات يومية وليلية تندلع بين الطرفين، منذ أيام، لكن لم تسفر، حتى الساعة، عن تحقيق تقدم يذكر للقوات الكردية وحلفائها، مع أنها تسببت في خسائر بشرية، لا يعرف حجمها بالضبط، للطرفين.

ولفت الحلبي إلى أن هذه الهجمات اليومية بدأت بعدما تمكنت القوات الكردية وحليفها من تأمين ريف عفرين الشرقي، بعد إخراج قوات المعارضة منه، وذلك إثر سيطرتها على بلدات مريمين وإناب وشوارغة وأريافها، التي كانت تتنازع السيطرة عليها مع قوات المعارضة السورية.

ولا يُخفى أنّ الهدف الأول لهذه الهجمات هو السيطرة على أي نقطة على طريق حلب غازي عنتاب الذي بات أخيراً خط إمداد المعارضة الوحيد بين معبر باب السلامة الحدودي ومدينة حلب، ما جعله يحظى بأهمية استراتيجية عالية بالنسبة لقوات المعارضة، التي حشدت المزيد من وحداتها شمال حلب للدفاع عنه. 

ولا تقتصر مهمة قوات المعارضة في المنطقة الواقعة شمال حلب على إيقاف محاولات القوات الكردية وحلفائها للتمدد وقطع طريق إمداد المعارضة الوحيد إلى حلب، بل تشمل المرابطة على جبهات طويلة ومعقدة ضد قوات النظام السوري وقوات تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) أيضاً.

وهكذا، باتت قوات المعارضة السورية بريف حلب الشمالي، المتمثلة بـ"الجبهة الشامية" وألوية "الجيش السوري الحر" وحركة "أحرار الشام"، تقاتل القوات الكردية وحلفاءها على بعد أقل من ثلاثين كيلومتراً إلى الشمال من مدينة حلب وتقاتل، في الوقت نفسه، قوات النظام السوري على جبهة باشكوي، على بعد أقل من عشرة كيلومترات إلى الشمال من حلب، كما ترابط على جبهات يبلغ طولها أكثر من خمسة وثلاثين كيلومتراً ضد قوات "داعش"، وهي جبهات معقدة تشهد عمليات كرّ وفرّ مستمرة بين الطرفين.