روحاني لترامب: بيدكم إطفاء النار.. وسنستمر بتقليص تعهداتنا النووية

روحاني ردّاً على ترامب: بيدكم إطفاء النار.. وسنستمر بتقليص تعهداتنا النووية

طهران

العربي الجديد

العربي الجديد
03 يوليو 2019
+ الخط -
ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، على نظيره الأميركي دونالد ترامب، مؤكداً أن الولايات المتحدة "هي التي بدأت اللعب بالنار في المنطقة منذ عام"، داعيا أوروبا إلى تنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، مهددا بأنه في حال لم تفعل ذلك فإن إيران "ستنتقل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها اعتبارا من السابع من الشهر الجاري".

واتهم ترامب إيران بأنها "تلعب بالنار"، وذلك تعليقا على تجاوزها حد مخزون احتياطيات اليورانيوم منخفض التخصيب أكثر من 300 كيلوغرام، وهو السقف المسموح به في الاتفاق النووي.

وتساءل روحاني في تعقيبه على ترامب: "إذا كنتم تعتبرون أن ذلك خطير، فلماذا أشعلتم هذه النار؟"، قبل أن يضيف أن واشنطن "بإمكانها إطفاؤها".

كما خاطب روحاني، خلال اجتماع للحكومة الإيرانية، الأطراف الأوروبية الشريكة في الاتفاق النووي، قائلا إن قناة "إنستكس" المالية التي أعلنت أوروبا تدشينها الجمعة الماضية بعد مباحثات فيينا بين إيران وبقية شركاء الاتفاق "استعراضية بشكلها الحالي، ولا تلبي مطالب إيران".

وأضاف الرئيس الإيراني أنه "يمكن أن تكون قناة إنستكس مقبولة عندما تكون لها مصادر مالية، والآن هي بلا أي مصادر"، داعيا أوروبا إلى تنفيذ تعهداتها بموجب الاتفاق النووي، مهددا بأنه في حال لم تفعل ذلك فإن إيران "ستنتقل إلى تنفيذ المرحلة الثانية من تقليص تعهداتها اعتبارا من السابع من الشهر الجاري"، وذلك بعد انتهاء مهلة الستين يوما التي منحتها إيران في الثامن من أيار/مايو الماضي لشركاء الاتفاق النووي لتنفيذ مطالبها المتمثلة في تسهيل بيعها النفط ومعاملاتها المالية.

ووجه روحاني كلامه للأوروبيين مستهزئا: "الآن نعلن أننا سنفعل ذلك، فإذا كنتم تريدون الإعراب عن الأسف أو إصدار بيانات، فافعلوا ذلك من الآن".

وربط التزام إيران بكامل تعهداتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي بالتزام بقية أطراف الاتفاق بجميع تعهداتها، متوعدا بأن بلاده "سترفع مستوى تخصيب اليورانيوم اعتبارا من الأحد المقبل، حسب رغباتها وحاجاتها"، مؤكدا: "لن نلتزم بحد 3.67 %"، وهو الحد الذي يجيزه الاتفاق النووي.

وعن هذه التعهدات الأوروبية، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم على هامش اجتماع الحكومة، إنه بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وخلال مباحثات متعددة مع بلاده، قدمت الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) الشريكة في الاتفاق "11 تعهدا تشمل بيع النفط الإيراني، وعودة عوائده إلى داخل إيران، والاستثمار فيها، ومواصلة النقل البري والجوي والبحري".

وأضاف ظريف أن أوروبا "التزمت رسميا بهذه التعهدات وقطعتها على نفسها"، مشيرا إلى أن "إنستكس ليست من ضمنها". ولفت إلى أنه في حال تم تفعيل هذه القناة "فهي مقدمة لتنفيذ التعهدات الـ11 الأوروبية"، داعيا الأطراف الأوروبية إلى تنفيذها. وأكد وزير الخارجية الإيراني أن بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي "إذا ما التزمت به أوروبا"، لكنه قال في الوقت نفسه: "إننا ننفذ التزاماتنا على طريقة تنفيذ الأوروبيين تعهداتهم".

بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، في تغريدة عبر "تويتر"، إن بلاده "لا تزال في الاتفاق النووي، ونطالب بحقوقنا في إطار هذا الاتفاق". وأضاف: "لم نراهن على قناة إنستكس الأوروبية، ولم نغلق طريقها، وهي غير كافية"، مشيرا إلى أنها "مقدمة لتنفيذ التعهدات الأوروبية الـ11".

"الحرس الثوري": أميركا تخشى الحرب

وفيما يتصاعد التوتر بين إيران وأوروبا على خلفية الموقف من تنفيذ تعهدات الاتفاق النووي، وتربط طهران مواصلة تنفيذ كامل التزاماتها بتعهدات اقتصادية أوروبية لمواجهة تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، اليوم الأربعاء، أن الإدارة الأميركية "تخشى شن حرب على إيران"، مؤكدا: "لقد أغلقنا الطريق على العدو في المجال العسكري".

في المقابل، أوضح سلامي أن الظروف التي تعيشها إيران "خطيرة وحاسمة"، مشيرا إلى أن "الحرب الاقتصادية الأميركية هي ساحة المواجهة المركزية مع إيران".

وأكد، وفقا لما أورده موقع "سباه نيوز" التابع للحرس الثوري، أن "إيران تقع اليوم على تقاطع ضغوط اقتصادية عالمية".

وأوضح أن "البعض كان يرى أنه في حال لم ندخل في تفاوض مع العدو، فإنه لا مفر من الحرب"، قبل أن يجزم بأن "الظروف اتجهت على نحو أن العدو يخشى من مجرد التفكير بالحرب".

ولفت إلى أن بلاده "تتمتع بقدرات ردع عالية، وتمكنت من النيل من الهيمنة المصطنعة لأميركا، التي كانت مسيطرة على الأجواء النفسية في العالم"، موضحا: "إننا نسعى إلى إقامة موازنة الضغط مع العدو".

كما أكد أن الولايات المتحدة تعمل ضد إيران "بكل قدراتها وإمكاناتها، وفعّلت جميع أدوات الضغط"، مشيرا إلى أن طهران تخوض مواجهة على جميع الأصعدة مع واشنطن.

وأكد سلامي، في كلمته للقادة والعاملين في مخفر "خاتم الأنبياء للإعمار"، وهي شركة مقاولات عملاقة تابعة للحرس الثوري، أن المخفر "مدعاة للاعتزاز والأمل في الظروف الراهنة الخطيرة والحاسمة".

وأشار سلامي بشكل غير مباشر إلى تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب حول تراجعه عن قصف إيران بعد إسقاطها طائرة مسيرة أميركية في 13 من الشهر الماضي، معتبرا أنها "بمثابة التراجع والانسحاب من الورطة التي صنعوها بأنفسهم بشكل يحفظ ماء الوجه".

بدوره، حذر قائد الدفاع الجوي للجيش الإيراني، علي رضا صباحي فرد، اليوم، الولايات المتحدة من اختبار القدرة الحربية الإيرانية، قائلا إنه "في حال ارتكبت أول خطأ سيكون آخر أخطائها".

وأضاف صباحي فرد أن بلاده بـ"قوتها الرادعة" أوقفت السفن وحاملات الطائرات والبوارج الحربية الأميركية على بعد 200 ميل من مضيق هرمز.

ورأى أن أميركا تسعى، من خلال ممارسة "الضغط الأقصى" ووجودها العسكري في الخليج، إلى فرض "نواياها الخبيثة" على إيران، واصفا الوجود العسكري الأميركي في المنطقة بأنه "استعراضي". وأضاف أنه لا يمكن الوثوق بواشنطن، "لأنها من جهة تدق طبول الحرب، ومن جهة أخرى توسع نطاق العقوبات، وفي الوقت نفسه تعرض التفاوض".​

ذات صلة

الصورة

سياسة

توعّد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، بـ"إغلاق بقية الممرات" المائية الدولية، إذا واصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه بحق سكان غزة.
الصورة

مجتمع

على ورقة بيضاء، ترسم الفلسطينية جنى سويدان (9 أعوام) علم فلسطين ومنزلها، الذي تحلم بالعودة إليه بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
الصورة

سياسة

تحلّ ذكرى وفاة مهسا أميني، والتي كانت أجّجت احتجاجات عارمة في إيران قبل عام، فيما لا تزال السلطة تتعامل من منطلق أمني بحت مع الحدث، الذي حرّك جدلية الحجاب الإلزامي.
الصورة
بريكس في اختتام اجتماعاتها في جوهانسبرغ أمس (Getty)

اقتصاد

تواجه مجموعة بريكس عبر توسيع عضويتها مجموعة من التحديات على صعيد التوافق حول القرارات التي تتخذ بالإجماع، ولكنها تجني بعض الفوائد، إذ تزيد هيمتنها على سوق الطاقة العالمي، وتحصل على تمويلات من الفوائض البترولية لبنك التنمية الآسيوي.