التعذيب في لبنان... قنبلة بين يدي تيار المستقبل

التعذيب في لبنان... قنبلة بين يدي تيار المستقبل

25 يونيو 2015
"رومية" فتح العديد من الملفات بوجه "المستقبل" (حسين بيضون)
+ الخط -

لا يزال مسؤولو "تيار المستقبل" يعملون على استيعاب فضيحة التعذيب في سجن رومية المركزي. تحوّل هذا الملف إلى قنبلة تكاد تنفجر في التيار، نتيجة الكثير من العوامل، أبرزها كونه ممسكاً بوزارتي العدل والداخلية، ولكون السجناء الذين تم تعذيبهم محسوبين على الطائفة السنية بشكل أو بآخر. في هذا الإطار، أشار عدد من نواب المستقبل إلى أنّ "اجتماع كتلتهم النيابية حمل نقاشاً واسعاً وتفصيلياً لحقيقة ما جرى". ولفت أحد المسؤولين القياديين شارك في اجتماع الكتلة إلى أنّ "التيار سعى، منذ اللحظة الأولى لانتشار أشرطة التعذيب في سجن رومية، إلى حصر الأضرار"، معترفاً بأنّ المستقبل ووزراءه خرجوا خاسرين من هذه القضية.

ساد هذا النقاش في الاجتماع النيابي، مع تأكيد المصدر نفسه على أن "الناس محقون في الاعتراض ورفع الصوت". وأقرّ هذا المسؤول بأن ما جرى في رومية يتجاوز الخطأ الفردي، ليكون عملاً ممنهجاً، لافتاً إلى أن الوزير نهاد المشنوق (الصورة) "طلب في اجتماع كتلة المستقبل ترك معالجة هذا الأمر له داخل قوى الأمن، وأن إصراره على عدم محاسبة عدد أكبر من خمسة عسكريين يعود إلى رغبته في عدم ضرب هيبة قوى الأمن ومعنويات عناصرها". أمّا فيما يخص اتهام الوزير أشرف ريفي لحزب الله بتسريب الشرائط، قال هذا المسؤول إن اتهام ريفي سياسي بالدرجة الأولى، "خصوصاً أن الماكينة الإعلاميّة لحزب الله كانت جاهزة من اللحظة الأولى للعب على وتر العلاقة المتوترة بين ريفي والمشنوق، واتهام ريفي بأنه خلف تسريب الشرائط".

اقرأ أيضاً: فضيحة سجن رومية: التعذيب نهج لا حادثة في لبنان

وفتح ملف سجن رومية في وجه المستقبل الكثير من الملفات العالقة حول واقع البيئة السنية ومناطقها، تحديداً في شمال لبنان (طرابلس وعكار)، لجهة سوء التنمية وغياب الإنماء المتوازن عنها، وتركها في الفقر، وعدم اهتمام الدولة بها. تتحمّل قيادة المستقبل الجزء الأكبر من المسؤولية تجاه هذا الواقع، أولاً نتيجة غياب دور وزرائها عن هذه المناطق، وثانياً لتعامل التيار معها بكونها خزانا بشريا فقط يجب أن يبقى على وضعه السيئ الحالي، لتستمر السيطرة والهيمنة السياسية على حالها. واللافت، بحسب عدد من المشاركين في اجتماع الكتلة، أنّ أكثر من مداخلة تناولت الخطر الذي يهدّد الساحة السنية لجهة التشدّد ودخول تنظيمات إرهابية إلى هذه البيئة. إلا أنّ كل هذا "النقد الذاتي" يبقى غير مثمر، باعتبار أنّ الكتلة جدّدت ثقتها ودعمها لوزير الداخلية، نهاد المشنوق.

اقرأ أيضاً: ملف التعذيب برومية يتحول إلى سجال بين "المستقبل" وميقاتي