استهداف الجمهوريين في فرجينيا: مخاوف من تصاعد العنف السياسي

استهداف الجمهوريين في فرجينيا: مخاوف من تصاعد العنف السياسي

14 يونيو 2017
البيت الأبيض كشف مبكّراً دوافع الهجوم (Getty)
+ الخط -

حرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الإعلان بنفسه عن وفاة منفذ الهجوم المسلح على أعضاء الحزب الجمهوري في ملعب البايسبول بمدينة إلكسندريا في ولاية فرجينيا، والذي أسفر عن إصابة ثالث أهم شخصية جمهورية في الكونغرس الأميركي النائب ستيف سكاليزي وثلاثة موظفين في الكونغرس.

ووجه ترامب كلمة متلفزة للأميركيين، أعلن فيها تضامنه مع سكاليزي وعائلته، داعيا الأميركيين إلى الوحدة والابتعاد عن خطاب الكراهية.

الملفت في رد الفعل السريع للبيت الأبيض، أنه كشف الدوافع السياسية لحادثة إطلاق النار، فيما كان المتحدثون باسم الشرطة والأف بي أي يحاولون تأجيل الكشف عن هوية منفذ الهجوم، بانتظار استكمال التحقيقات، ويتجنبون تأكيد وجود دوافع سياسية لحادثة إطلاق النار، تحسبا من تداعيات ذلك ومخاطره الأمنية.

وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة أن منفذ الهجوم يدعى جايمس هودجنكسون (66 سنة) من ولاية ألينوي، وأنه قاد سيارته نحو 900 ميل للوصول إلى فرجينيا وتنفيذ جريمته.

وتشير حسابات هودجنكسون على مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ميول يسارية، وإلى أنه من المعارضين لسياسة دونالد ترامب، والمشككين بشرعية انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.

كذلك تظهر منشورات وصور نشرها على "فيسبوك"، أنه من المؤيدين للسيناتور أليساري بيرني ساندرزو، إذ يقول الناشط اليساري في أحد تعليقاته إن "ترامب خائن. ترامب دمر ديمقراطيتنا. حان وقت القضاء على ترامب".

ونقلت وسائل الإعلام الأميركية عن أحد النواب الجمهوريين، والذي كان في مرآب المجمع الرياضي في ألكسندريا، أن هودجنكسون اقترب منه وسأله عما إذا كان الفريق الذي يتدرب في ملعب البايسبول من الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري، وبعد دقائق قليلة سمع النائب إطلاق النار.

وتعتبر إصابة النائب الجمهوري عن ولاية لويزيانا في حادثة إطلاق نار في فرجينيا الحادثة الثانية التي يتعرض لها أعضاء في الكونغرس لمحاولة الاغتيال.

وقد سجلت آخر حادثة مماثلة بعد إعادة انتخاب الرئيس السابق باراك أوباما لولاية جديدة عام 2011، إذ تعرضت النائبة الديمقراطية عن ولاية أريزونا غابرييل غيفوردز لإطلاق نار في أحد مراكز التسوق، أصابها بجروح بليغة وأجبرها على الاستقالة من مقعدها في مجلس النواب الأميركي.  

وتخشى الأجهزة الأمنية الأميركية من تصاعد أعمال العنف السياسي، في ظل تصاعد الأزمة الداخلية بين المؤيدين لترامب والمعارضين له.

وبفضل خطابات التحريض المتبادلة تنامت التيارات المتطرفة في أوساط اليمين واليسار، وتعالت الدعوات المنادية بالنزول إلى الشارع، وينتمي كثير من المتطرفين إلى مجموعات تؤمن بالعنف وتجهد إلى تشكيل مليشيات عنصرية ودينية مسلحة.

كل ذلك غذّاه الشعور بخيبة الأمل من "الديمقراطية" الأميركية، والذي ولدته الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة.