حرب سيناء: جثث وطائرات مجهولة وتجاوزات

حرب سيناء: جثث وطائرات مجهولة وتجاوزات

16 يناير 2015
لم يوقف الجيش المصري عملياته بسيناء (عبد الرحيم الخطيب/الأناضول)
+ الخط -
استمرت العمليات العسكرية في سيناء في الأيام القليلة الماضية، في إطار الحملة العسكرية التي يقوم بها الجيش المصري على مناطق وقرى في مدينتي الشيخ زويد ورفح، التي بدأت عبر البحث عن الضابط المختطف، النقيب أيمن السيد الدسوقي، الذي عثرت قوات الجيش على جثته، يوم الثلاثاء، في منطقة جنوب قرية المقاطعة في الشيخ زويد، حسب ما أعلن المتحدث الرسمي العسكري، العميد محمد سمير.

وكشفت مصادر مطّلعة في سيناء، لـ"العربي الجديد"، عن وصول عدد القتلى، خلال العملية الأخيرة، إلى أكثر من 20 قتيلاً، فضلاً عن إصابة العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، واعتقال أكثر من 50 شخصاً. وأكدت المصادر، استمرار القصف العنيف بمروحيات الأباتشي العسكرية ومدفعية الدبابات الثقيلة، لكل قرى مدينة الشيخ زويد ورفح، وتصاعد ألسنة النيران من أغلبها. وذكرت أن "عدداً كبيراً من المنازل في قرى جنوب مدينة الشيخ زويد ورفح، دُمّرت بشكل شبه كامل".

ولم تتوقف الطائرات من دون طيار، المجهولة، في مناطق مختلفة في الشيخ زويد ورفح ووسط سيناء، عن التحليق في الأجواء. وقُتل الشاب سامي أحمد جمعة العرجاني، في قصف منزله بواسطة طائرة من دون طيار، وأُصيبت زوجته وأطفاله بإصابات خطيرة في نقطة الكيلو 30، جنوب الشيخ زويد.

ورجّحت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد"، أن تكون الطائرات إسرائيلية، إذ سبق أن استهدفت نقاطاً داخل سيناء. ولفتت إلى أن "أهالي المنطقة قادرون على معرفة الطائرات من دون طيار، عبر سماعهم صوتها، ويلقبها أبناء سيناء بالزنانة".

وأضافت المصادر أن "الطائرات من دون طيار قصفت منازل بعض الأهالي في القريتين، ويُعتقد وجود قتلى ومصابين، لم يُحدد عددهم". وتابعت "قصفت طائرات تابعة للجيش المصري، منازل تركها الأهالي خلال خطة التهجير، من أجل إقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة". ولفتت المصادر إلى "احتمال وجود تنسيق بين سلاح الطيران المصري ونظيره الإسرائيلي، نظراً لتزامن الضربات التي شنّها سلاح الجو على أهداف ومنازل في سيناء".

ولم تكن تلك المرة الأولى التي تقصف طائرات إسرائيلية من دون طيار، أهدافاً في سيناء، ففي 19 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت مصادر محلية، عن مقتل ما لا يقلّ عن عشرة أشخاص مدنيين، بينهم ثلاثة أطفال، خلال قصف أحد المنازل. وتمّ القصف عبر استخدام طائرة من دون طيار، كانت تحوم في الأجواء.

واستهدفت قوات الجيش منزلين وسيارة في منطقة البرث، وسط سيناء، ومنزلاً آخر في منطقة العجراء جنوب شرق رفح، مما أدى إلى احتراق سيارة ومصرع مواطن وإصابة اثنين آخرين. كما فجّرت قوات الجيش منازل على الشريط الحدودي، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، في منطقة ‏الدهنية، شرق معبر رفح، في اتجاه كرم أبوسالم.

في السياق ذاته، قتل الجيش مواطناً يُدعى محمود سمير السيد، من محافظة الشرقية، ويعمل مدرساً في مدرسة العوايضة الابتدائية جنوب الشيخ زويد برصاصة في الرأس. وأفاد شهود عيان، أنه أثناء قيام قوة من الجيش بأخذ جثة الضابط أيمن الدسوقي، قام أحد الضباط المرافقين للقوة بإطلاق النيران بشكل عشوائي على المواطنين المارّين في المنطقة، فأصاب الطفل إسلام حرب أبوجراد، الذي توفي على الفور. كما قصفت قوات الجيش، مدعومة بآليات ومدرعات ودبابات منازل المواطنين في قرية الظهير، وغرب تجمع أبوالعراج وشرق قرية التومة في الشيخ زويد.

من جانبه، أكد الناشط السيناوي أبوأحمد الرفحاوي، على صفحته على موقع "فيسبوك"، أن "عدد الجثث التي عُثر عليها، خلال الأيام الماضية، وصل إلى سبعة، لم يُقتلوا بنيران المسلحين التابعين لولاية سيناء". وقال إن "الأشخاص قُتلوا غدراً بنيران الجيش، بعد اعتقالهم لأيام في مراكز التعذيب في كتيبة 101 ومعسكر الزهور في الشيخ زويد". وذكر أنه "تمّ إطلاق 4 صواريخ من طائرات زنانة إسرائيلية على البرث والعجراء، استهدفت خلالها منازل المدنيين".

إلى هذا، أعلن تنظيم "ولاية سيناء" عن صرف إعانات مالية إلى أهالي سيناء المتضررين من التهجير الذي يقوم به الجيش لأهالي مدينة رفح، لإقامة منطقة عازلة على الحدود مع قطاع غزة. وبث التنظيم، الذي أعلن مبايعته لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، صوراً لتوزيع مبالغ مالية على الأهالي يداً بيد، وكُتب على الظروف التي تحوي المبالغ المالية "الدولة الإسلامية.. ولاية سيناء".