- يعبر عن قلقه من تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل على رفح، محذرًا من تداعياته الخطيرة ويناشد إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق لتجنب المزيد من العنف.
- يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية في غزة، مشيرًا إلى نقص حاد في الطعام والرعاية الطبية، ويدعو لتحسين وصول المساعدات وحماية العاملين في المجال الإنساني.
قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس اليوم الثلاثاء إنه من الضروري أن تتحلى إدارات الجامعات الأميركية بالحكمة في تعاملها مع التظاهرات الطلابية والاحتجاجات ضد الحرب على غزة.
وجاءت تصريحات غوتيريس في حديث لـ"العربي الجديد"، خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وفي سياق رده على سؤال متعلق ببيان صادر عن المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عبر فيه عن انزعاجه من سلسلة الخطوات القاسية التي تشهدها الجامعات الأميركية لتفريق وتفكيك الاحتجاجات.
وأضاف الأمين العام في هذا السياق: "أعتقد أنه من الضروري في جميع الظروف ضمان حرية التعبير وحرية التظاهر السلمي. وفي الوقت نفسه، من الواضح أن خطاب الكراهية غير مقبول. بناءً على خبرتي في العمل الحكومي، أعتقد أن الأمر متروك لسلطات الجامعات لكي تبدي الحكمة اللازمة لإدارة الأوضاع التي نشهدها، بشكل صحيح".
وردا على سؤال آخر لـ"العربي الجديد" حول العنف والتوسع الاستيطاني، ذكّر غوتيريس بعدم شرعية الاستيطان، وقال: "المستوطنات في حد ذاتها غير قانونية وتشكل عائقاً أمام السلام وحل الدولتين. ليست المستوطنات غير قانونية فحسب، بل إن عنف المستوطنين كان أحد أخطر العوامل التي أدت إلى تفاقم الوضع المأساوي الذي نشهده الآن في الضفة الغربية. ومن الواضح أنه يجب أن تكون هناك مساءلة كاملة".
كما ناشد غوتيريس، إسرائيل وحركة حماس بالتوصل لاتفاق، معربا عن خشيته من استمرار الحرب وعواقبها على غزة والمنطقة. وحذر من أي تصعيد عسكري إسرائيلي إضافي على رفح، قائلا: "إن شن هجوم عسكري على رفح سيكون تصعيدا لا يطاق، مما سيسفر عن مقتل الآلاف من المدنيين الأخرين وإجبار مئات الآلاف على الفرار. وسيكون لذلك تأثير مدمر على الفلسطينيين في غزة، مع تداعيات خطيرة على الضفة الغربية المحتلة والمنطقة بأسرها".
وفي سياق رفح كذلك، أشار غوتيريس إلى موقف مجلس الأمن الدولي ومعارضته لعملية من هذا القبيل، وناشد أمين عام الأمم المتحدة "جميع أصحاب النفوذ على إسرائيل" أن يفعلوا كل ما بوسعهم لمنع العملية المحتملة.
من جهته، قال مارتن غريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، اليوم الثلاثاء، إنه على الرغم من الدعوات العالمية لإسرائيل إلى عدم شن هجوم على رفح في قطاع غزة فإن "عملية برية هناك تلوح في الأفق القريب". وأضاف غريفيث في بيان، أن الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل لتحسين وصول المساعدات إلى غزة "لا يمكن استغلالها للتحضير أو لتبرير هجوم عسكري شامل على رفح" مشدداً على أن الهجوم البري على رفح "سيؤدي إلى المزيد من الصدمة والموت" مضيفاً: "نحن في سباق لتجنب الجوع والموت ونحن نخسر".
غوتيريس: الناس الأكثر ضعفاً يموتون في شمال غزة
وحول الوضع الإنساني، قال غوتيريس إن الفلسطينيين في قطاع غزة "ليس لديهم سوى القليل جدا من الطعام، وبالكاد يحصلون على الرعاية الطبية، ولا يتوفر لهم سوى القليل من المأوى، ولا يوجد مكان آمن للذهاب إليه"، مشيراً إلى موت "أكثر الناس ضعفا، في شمال غزة، من الأطفال المرضى إلى ذوي الإعاقة، من الجوع والمرض".
وشدد على ضرورة بذل كل الجهود اللازمة "لتفادي حدوث مجاعة من صنع الإنسان يمكن منعها تماما". ولفت إلى إحراز بعض التقدم من ناحية تقديم المساعدات الإنسانية مشددا في الوقت ذاته على أن ذلك غير كاف وعلى ضرورة الوفاء بالوعود التي قطعت "بشأن فتح نقطتي عبور بين إسرائيل وشمال غزة، حتى يتسنى إدخال المساعدات من ميناء أسدود والأردن".
وأشار إلى أن إحدى العقبات الرئيسية التي تعترض توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة هي "انعدام الأمن للعاملين في المجال الإنساني وللناس الذين يستفيدون من خدماتنا"، وقال: "يجب أن لا يتم استهداف القوافل والمرافق الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني والمحتاجين".
كما ناشد "السلطات الإسرائيلية مجددا بإتاحة وتيسير وصول المعونة الإنسانية والعاملين في المجال الإنساني بأمان وسرعة ودون عوائق، بما يشمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في جميع أنحاء غزة".
المقابر الجماعية
وفي حديثه عن تدمير النظام الصحي، قال الأمين العام إن "بعض المستشفيات الآن تشبه المقابر. يساورني قلق بالغ من الأنباء التي تفيد باكتشاف مقابر جماعية في عدة مواقع في غزة، بما فيها مجمع الشفاء الطبي. وفي مجمع ناصر وحده أفيد باستخراج أكثر من 390 جثة.. وهناك روايات متضاربة حول العديد من هذه المقابر الجماعية، بما فيها مزاعم خطيرة بأن بعض المدفونين قتلوا بشكل غير قانوني". وشدد على ضرورة السماح للمحققين الدوليين المستقلين، "ذوي الخبرة في الاستدلال العلمي الجنائي، بالوصول فورا إلى موقع هذه المقابر، لتحديد الظروف التي فقد فيها مئات الفلسطينيين أرواحهم ودفنوا أو أعيد دفنهم"، مشيرا إلى "حق أسر القتلى والمفقودين بمعرفة ما حدث. كما للعالم الحق في المساءلة عن أي انتهاكات للقانون الدولي ربما تكون قد وقعت".
غوتيريس: لا غنى عن عمل وكالة أونروا
وأكد غوتيريس على أنه لا غنى عن عمل وكالة أونروا وضرورته لدعم ملايين الناس في غزة والضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية، والأردن وسورية ولبنان.
وأشار في هذا السياق، إلى تقرير كاثرين كولونا، وزيرة الخارجية الفرنسية السابقة، حول الآليات والإجراءات الكفيلة بالتزام أونروا مبدأ الحياد الإنساني. وقال إن هناك خطة عمل لتنفيذ التوصيات. وناشد الجهات المانحة والبلدان المضيفة والموظفين التعاون مع تلك الجهود.
وأشار إلى أن معظم الدول التي علقت مساهماتها قامت باستئنافها، مشددا في الوقت ذاته على استمرار وجود فجوة في التمويل.