محمد شحرور... قصة نجاح سورية في كندا

محمد شحرور... قصة نجاح سورية في كندا

06 يناير 2018
شحرور... سعي للعيش الكريم في كندا رغم المصاعب(العربي الجديد)
+ الخط -

قبل حضوره لاجئاً إلى كندا كان محمد عاطف شحرور يعمل في مجالي الشحن والتجارة ببلده سورية. وجد شحرور نفسه منذ 2011 في مجتمع كندي يطلب ممن يريد الالتحاق بذات المهنة شهادات تستغرق الكثير من الوقت، وباختلاف جذري عن طبيعة العمل في سورية. لكن رحلة العيش والحياة الكريمة في بلد اللجوء وتحديداً في مدينة إدمنتون بمقاطعة ألبرتا، لم تثنِ هذا السوري عن خوض ما يسميه "الوقوف على القدمين ثانية". فتجربة تعلم اللغة، والتعرف إلى ثقافة الحياة وسوق العمل الجديدين في كندا يمكن أن تحبط الكثيرين، وتتركهم فريسة لفكرة أن "كل شيء فاشل".

اختار محمد شحرور، بعد أن تعرف على بلده الجديد، ثقافة ولغة ومتطلبات سوق العمل، أن ينتقل بمساعدة من الأصدقاء والأقارب إلى مدينة وندرز بعد عام ونصف العام من اللجوء. يقول شحرور لجاليات: "قد يجد الإنسان صعوبة إذا ما كان عمله السابق ووضعه المعيشي، قبل الانتقال من البلد الأم، بغير ما هو عليه اليوم. لكن ذلك، لأجلي ولأجل أسرتي لم يثنني عن التوجه إلى سوق العمل، ولو خارج تخصصي في الماضي".

ومثل غيره من العرب والسوريين، يجد هؤلاء في انفتاح المجتمع الكندي على العرب، وغيرهم، فرصة للبدء بمشاريع صغيرة تتيح لهم أن يكونوا فاعلين في مهجرهم، وقد توجه شحرور نحو تأسيس نواة مشروع مطعم سوري "فالكنديون يحبون تجربة كل ما هو جديد، وهذا مشجع لي ولغيري لافتتاح مشاريع صغيرة تكون منطلقا لحياة مستقبلية. فابني ورغم أنه كان في السادسة عشرة من عمره، حين حضرنا إلى هنا، اكتسب خبرة في عمله الجزئي في مطاعم في كندا، وها هو اليوم في عقده الثاني يدير معي عملنا بعد أن درسنا المشروع الذي يجعلنا نعيش حياة كريمة لا نحتاج فيها سوى لبذل الجهد الذاتي".

لم يمضِ وقت طويل قبل أن يصبح "المشروع الصغير" في كريك تاون مشغلا لخمسة من الكنديين والعرب.
يرى هذا اللاجئ السوري أن "العمل حتى من خارج التكوين الأكاديمي للعيش الكريم، ليس فيه ما يعيب الإنسان، وطالما أن الدراسة بالنسبة لي سـتأخذ وقتا لا أستطيع فيها إعالة أسرتي فمن الأفضل أن أبدأ بشيء آخر بدل الجلوس منتظراً من يعيننا". فبالنسبة لسوق العمل الكندي فإن معادلة الشهادات، بما فيها الطبية تأخذ وقتها، ويقدم عليها بعض السوريين رغم مصاعبها، ويعمل هؤلاء في مجال الصحة ريثما يجري تعديل الشهادة وتحقيق أحلامهم.

حوار مع الآخرين حول الحياة الجديدة
ولأن محمد عاطف شحرور لديه ميول فنية تشبه ما لدى والده الممثل السوري الراحل رياض شحرور، فقد اقتحم عالم "يوتيوب" في قناته الحوارية عن تجربته وخبرته إلى القادمين الجدد. ومن خلالها يقدم النصائح وبعض الأجوبة على أسئلة غيره من العرب والسوريين، سواء تعلق الأمر بالهجرة أو الدراسة أو العمل في كندا. ويقدم شحرور أيضا خدماته عبر قناته للقادمين الجدد من اللاجئين حول السكن وأمور أخرى ضرورية. ولمعت هذه الفكرة عند هذا اللاجئ السوري إثر تعرضه كما يقول إلى عملية "نصب واحتيال في السنة الأولى، ولهذا أردت أن أقدم نصيحتي للأخوة الجدد عن كيفية التصرف في المجتمع الجديد، ولدي متابعون من كافة أنحاء العالم". وبالنسبة لمحاوريه يبقى أهم سؤال يطرحه المتابعون العرب "حول الهجرة والقدوم إلى كندا، ثم كيف يمكن الحصول على عمل فيها، ما يشير إلى أن الناس يبحثون عن شغل لحياة ومستقبل أفضل".

نجاح الأسرة
تجربة نجاح شحرور لم تقتصر عليه فقط رغم قصر المدة في كندا، إلا أنه تمكن من شراء بيت وفتح مشروع في كندا. حيث أن ابنته جمانة شحرور، ونتيجة تفوقها ونشاطاتها الاجتماعية والتطوعية في المجتمع الكندي فقد حصلت على منحة دراسية لأربع سنوات بمبلغ 80 ألف دولار في جامعة ماكماستر، ويدرس ابنه اليوم في إحدى الجامعات الكندية وزوجته، خريجة الحقوق في سورية، تدرس في مجال قريب من دراستها في القضايا القانونية بتكلفة وصلت إلى من 25 ألف دولار.
يختم شحرور قصته بالقول" أنا نظرت وما زلت دائما بحب وإيجابية إلى كندا والمجتمع الكندي وهذا ساهم كثيرا في نجاحي ونجاح أسرتي".

المساهمون