"أبو سمرة".. الفن من أجل القضية في الدنمارك

"أبو سمرة".. الفن من أجل القضية في الدنمارك

23 ابريل 2018
الفن في خدمة قضية فلسطين في الدنمارك(العربي الجديد)
+ الخط -


في عام 1986 وصل من البرج الشمالي في لبنان إلى الدنمارك، الشاب أحمد حسن الشواهنة، وهو في الأصل من المنصورة قضاء صفد. يُعرف بين الفلسطينيين في الدنمارك باسم "أحمد أبو سمرة"، بما حمله معه من موسيقى وفنون عن فلسطين "فرغم أن الحرب قضت، في فترة من الفترات، على آمال كثيرين من جيلي لاستكمال الدراسة التي انقطعت، إلا أنني بقيت مصرّا على دراستي في سبيلن بلبنان"، يذكر أبو سمرة لـ "العربي الجديد".

ومنذ أن وصل إلى الدنمارك، واصل "مثل أبناء جيلي الذي كبر تحت القصف رحلة أن لا نتراجع عن توظيف الفن في خدمة قضيتنا، فالتقينا مجموعة من الموسيقيين الجدد في البلد آنذاك، لنؤسس فورا فرقة ثقافية تُعنى بنشر الثقافة والفولكلور والحفاظ على التراث بين القادمين الجدد، عدا عن المحيط الدنماركي الذي كان جديدا علينا".

ويضيف أبو سمرة أن "الجهود أثمرت عن تأسيس فرقة العودة". وبالرغم من مصاعب اللغة والثقافة الجديدة "بالنسبة لنا كشبان صغار استطعنا التأقلم، ورغم أننا واجهنا في ذلك الزمن، أينما تواجدنا، أزمة أدخلتنا في نزاعات كثيرة مع الدنماركيين، حتى في مدارس اللغة، بسبب فلسطين".

وبالنسبة لجيل ثمانينيات الهجرة في الدنمارك "تعتبر تلك من القواسم المشتركة التي عاشها أغلب من كان ينظر إلى حجم التأييد لدولة الاحتلال".
ومع الوقت، يقول أبو سمرة "تغير الواقع، فمن خلال الموسيقى والدبكة رُحنا نخبر محيطنا عن حقنا وعن أصلنا، وأننا لسنا بلا وطن، بل من وطن محتل، ورويدا رويدا صرنا نُدعى لإقامة حفلات ونشارك في مهرجانات، وصار التفهم لنا أكبر من السابق".

جمع أحمد أبو سمرة في الدنمارك بين العمل في اللحام بحوض سفن وتعلّم النوتة الموسيقية، ولم "يتأخر جيلنا عن أن نكون حيث تطلب منا أن نكون، في سبيل إقامة المناسبات الوطنية والإبقاء على القضية حاضرة بين الأجيال الصغيرة هنا".
بالنسبة له، فإنه وزملاءه "أمثال الفنان أحمد السبع، لم تكن فكرة إنشاء فرقة للناشئين في الدنمارك سوى واجب لنورث ثقافتنا وتمسكنا بتقاليدنا. واليوم يندر أن تجد عرسا فلسطينيا في الدنمارك من غير أن لا تكون الموسيقى والأغاني والبدكة حاضرة فيه".

 
ويعتبر بعد كل هذه السنوات أن "الصدى يلمسه كل من يراقب الجيل الشاب، وكيف هو بنفسه صار يحرص على نقل ما تعلمه للجيل الجديد المولود في المهجر". وما يأسف له أبو سمرة هو "غياب مساندة ودعم مؤسسات فلسطينية لهذا الجيل الذي يسعى دائما لأن تكون فلسطين حاضرة أينما حل وكيفما عمل". ورغم ذلك، يؤكد أن "الجمهور الدنماركي بات متعاطفا مع فلسطين، فالموسيقى والفن لغتهما تصل سريعا، وكل لوحة تعبر عن مأساتنا تقرب أيضا فكرة أننا أبدا لن نستسلم في قضية عادلة".

وعلى خطى أبيها، فإن ابنة أبو سمرة اليوم هي في الحادية عشرة من عمرها، تشارك في الدنمارك أيضا في مهرجانات مختلفة "فهو جيل رغم أنه ولد في الغربة تشبّع حبّه لأرضه وقضيته، اليوم هناك تفاعل كبير بين الشباب والأطفال حول دور الفن في القضية الفلسطينية"، ويجزم أحمد أبو سمرة بالقول "هؤلاء الذين قالوا إن الكبار سيموتون والصغار سينسون، عليهم أن يستمعوا جيدا لأطفال الغربة، ليفهموا أن الغربة لم ولن تُنسي الأجيال حقها في فلسطين، فأنت تعيش وكأنك في قلب الحدث، رغم البعد الجغرافي".

دلالات

المساهمون