أندريه فايدا: رحيل هادئ بينما كان نائماً

أندريه فايدا: رحيل هادئ بينما كان نائماً

10 أكتوبر 2016
+ الخط -
بعد فشلٍ في عمل الرئة، ودخوله في غيبوبة منذ أيام قليلة، رحل صباح اليوم المخرج البولوني أندريه فايدا، في المشفى في وراسو، عن تسعين عاماً بعد سنوات وأعمال عُدّت من روائع السينما العالمية، قدّم فيها التاريخ المضطرب والمرير الذي عاشته بلاده في الحقبة الشيوعية.

رحل فايدا (1926-2016) الذي حصل على الأوسكار عن إنجازات حياته كلها عام 2000، وكان قد فكّر في السينما فقط بعد أن رُفضت أوارقه التي قدّمها للالتحاق بالجيش عام 1939.

كان فيلمه الأول بعنوان "الولد السيئ" وقد أخرجه سنة 1951، بعد أن انتهى من الدراسة في "مدرسة صناعة الأفلام" في بلاده بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

لكن الفيلم الذي حلّق به في عالم السينما هو "قناة" الذي حاز عنه على جائزة لجنة التحكيم في مهرجان "كان" سنة 1957، وكان يتناول انتفاضة العمال والفلاحين ضد النازية في وارسو سنة 1944.

أتاحت الجائزة لفايدا أن يصنع فيلمه الثاني "رماد وألماس" الذي انتهى منه سنة 1958 وبعد هذا الفيلم أصبح من الأسماء الأساسية في السينما البولندية.

في السبعينيات بدأ المخرج في الاقتباس من الأعمال الروائية البولندية، فقدّم "غابة البتولا" (1970) و"الزفاف" (1972) و"الأرض الموعودة" (1974).

لكنه فاجأ الأوساط السينمائية مرة أخرى، بعد فيلمه "قناة" بـ "رجل من رخام" والذي قدّم فيه وجهة نظر نقدية وقاسية لبولندا الشيوعية، ليتبعه بعد عامين بفيلم آخر بعنوان "رجل من حديد" وفيه يركّز على الاتحادات التي وقفت ضد الشيوعية في البلاد، وقد حصل على السعفة الذهبية عنه في "كان" 1981، ويقال إن هذا الفيلم حمى مخرجه من الاعتقال من قبل النظام الشيوعي ومن أن يلاقي مصيراً مثل مصير رفاق وزملاء له، فبعده قرر فايدا البقاء خارج البلاد.

معارضة المخرج الراحل الشديدة للنظام في بولندا، وبالخصوص رأسه آنذاك الجنرال فويتشخ ياروزلسكي، جعلته يلجأ إلى إخراج أعماله في بلاد مختلفة، فاشتغل فيلم "دانتون" (1983) في فرنسا وكان من بطولة جيرار دبيارديو، وكذلك فعل مع فيلم "حب في ألمانيا" (1986)، إلى أن قدّم تحفة أخرى مقتبسة عن عمل دستويفسكي "الممسوس" (1989) والذي تم تصويره في فرنسا.

هكذا لم يعد فايدا إلى بلاده إلا بعد انهيار بولندا الشيوعية في 1989، حيث بدأ فصلاً جديداً من حياته السينمائية بإنتاج أفلام حول القصص السرية والمسكوت عنها في تلك الحقبة، ومنها "كورجاك" (1990) وهو قصة كاتب بولندي يهودي لقي حتفه في الهولوكوست. ثم فيلم "الخاتم المتوج بالنسر" (1993) وكان عن أحداث بولندا سنة 1944 مرّة أخرى، ثم "الأسبوع المقدس" (1995) وفيه أحداث تاريخية وقعت في وارسو سنة 1943.

في السنوات الأخيرة عاد فايدا إلى الأفلام القصيرة، فأنتج فيلم "رجل الأمل"، وكان قد أخرج أول فيلم قصير له بعنوان "بينما كنت نائماً" (1953)، ثم وفي عام 2008 أخرج فيلماً بعنوان "كاتين" عن قصة حياة والده وهو واحد من بين 23 ألف ضابط قتلوا في غابة كاتين على يد السوفييت. أما فيلمه الأخير فقد أنجزه هذا العام وهو بعنوان "بعد الزواج".

دلالات

المساهمون