هذه الأعاصير

هذه الأعاصير

11 نوفمبر 2016
روكني هاريزاده / إيران
+ الخط -

تقول وهي تبتسم

تقول وهي تبتسمُ من أنت ومن أين جئت. أنا غريبة هنا وأنت غريبٌ مثلي. هل أنا حقًا من أنجبتك. رأيتك جالسًا مرةً على رابيةٍ وفي يدك كتاب مفتوحٌ وقد كنت لا أعرف من أنت؛ وها أنت الآن أمامي تمامًا مثل ذلك الشاب الذي رأيته في الحلم وقد كنتُ شابة مثل الدنيا؛ وقلتُ حينها هل هو حظي الجميل أم رؤيا تائهة بين الأرواح.

*

دلني الطريق يا طرفة بن العبد

تهت في دروبي يا طرفة بن العبد ولم أجد أحدًا ينطلقُ بي إلى مثوى الرياحين. طرقتُ أبوابَ بيوتٍ أهلها ميتون وسمعتُ من سردابٍ قريبٍ تأوهاتِ شخصٍ نادمٍ، صوتُه يشابه صوتي؛ ومررت عن مرآةٍ في حانوت ولكنني لم أر نفسيَ فيها؛ وواصلت طريقي حتى وصلت إلى نساءٍ عارياتٍ على ضفة النهر يأكلن أثداءهن؛ ويضحكن من رجلٍ يشبهني وهو يعوم. تهت في دروبي ولم يأتني بالأخبار مَن لم أزوّدِ.

*

انتهى كلُّ شيء

انتهى كلُّ شيء. هل يعود الجنود إلى أهلهم وهل تعود المياه إلى مجاريها. هذه الأعاصير قد تهدأ يومًا ما. أجل تهدأ حين لم أكن على هذه الأرض. لا تعني هذه الزخارف شيئًا ولم يعد معنىً لقول الأمور رهن أوقاتها؛ تدور الأرض وتدور ولم نأت مثلما كنا من قبل. أحدهم يقول ما يأتي أفضلُ مما ذهب؛ وغدًا تكون الشمسُ أكثر ضوءًا؛ ولكنّ الآن انتهى كلُّ شيء.

شاعر ومترجم من مواليد الأهواز عام 1983

المساهمون