حتّى ملمس الرمال يخيفني

حتّى ملمس الرمال يخيفني

16 يوليو 2016
تغريد البقشي / السعودية
+ الخط -

1

قرأتُ أن الأسطورة تنتحر
قبل موتها
فتاة تغرف الماء
في بركة
وتنعكس نظرتها في الشمس
كدتُ أن أموت
وأرى العصفور يخرج
من أنفي.
أرواحنا توأمان
لا يفصلهما شيءٌ
حتى الموت.


2

يمضي أحدهم عاريًا في عالمي
وينزف.
كلماتي عصافير مجندة
تبللت أجنحتها
في يوم ممطر
قبل أعوام.
يعشقني كائنٌ من عالم سفليّ
ويهمس لي
لقد انتظرتكِ طويلاً
لكي تكوني ملكي وملكتي.
تخرج الحياة من سيطرتي
والموت واقفٌ
على بعد أمتار مني
يراقبني
وينظر إلى ساعته رجلٌ
ظننتُ أنني أحببته
يشتمني من بعيد
لمحتُ أطفالاً يركضون
ويغنّون أغنية موتي
بصوتٍ عالٍ
وأنا لستُ إلا باب زنزانة
تفتحه ريحٌ وتغلقه.


3

ماذا أفعل بين هؤلاء الغرباء
ضحكاتهم الساخرة
تنبئني بأفكار
سأعترف بها
للبحر ذات يوم
يخيفني البحر
والموج يخيفني
حتى ملمس الرمال
يخيفني.


4

يرجع كريه الملامح
متجسدًا
في عيني أحمق
يأكل لحم أخيه
كلّ فترة.
عكازتان خشبيتان
تسحبان قدمًا مشلولة
لرجلٍ
يقف في عتبة الباب
ولم يتبْ من ذنوبه بعد.
رجالٌ يتبادلون زوجاتهم
والجميع صامتون.


5

رجلٌ يروي معاناته
في قصائد
سيقرأها التاريخ
بعد موته.
أطيرُ إلى بيت الرجل القديم
كلَّ فجر
أخطفُ علبة سجائره
للذكرى.
ستنتهي كلّ الحروب
وشيءٌ من عمق الوجود
يدعوني
إلى الموت
وذاكرتي ملجأي الوحيد
في الحزن.


* شاعرة من الأهواز

اقــرأ أيضاً

المساهمون