ذات ارتجالٍ

ذات ارتجالٍ

01 ابريل 2018
فوتوغرافيا لـ عائشة الفيلالي/ تونس
+ الخط -

كنت أومئ للقادمين من سفر التّكوين أنّ ليلاً طويلاً سيفترشني
وأمدّد فيه سِكك الأغنيات
وأكلّم زرادشت عنّي وعنه
علّنا لا نؤوب من قمّة الجبل ونطوي جسدينا في كرمة
ونروم للارتطام بالسّنديان والكينا لنؤثّث أكواخنا فيها مراراً قبل الوصول

هكذا انتفضنا لنؤمّم الراديكاليّة ونؤسّس أبجديّات بعْثنا المحض
قد لا تلتئم الرّؤية بآفاق البراهين والمجازفات
لكنها تُبرم عقد العلاقة المطّردة بين الكفاح والقلق
وتروّض الهدن لتموءَ بالشكّ والسّؤال

لم يكن انفصاماً بين جسدينا أو توحّداً
عبثاً يعيثون في التّسميات والـ "تتش/ Touch" الأخير
بينما هي كواليس الشدّ والجذب وإرهاصات المدّ والجزر
وما بين التّانجو الأخير وأسفار الخروج والرؤيا تترعرع الخبيزة
فيتعلّق الملكوت واللذة بخمس آذانٍ تنقصها الأقراط
تفيض بشهوة التّيجان والكناية وتُربّت على أحداق النّدى
ذات ارتجالٍ لا يصفع اليقظة ويحرث انبلاجاً لحوافّنا دونما سياج.


* شاعرة من مصر

دلالات

المساهمون