وقفة مع سلوى السعداوي

وقفة مع سلوى السعداوي

28 سبتمبر 2017
(سلوى السعداوي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلكِ هذه الأيام؟
- لا يمكن أن نتحدّث عن اهتمامات آنيّة تنتهي بانتهاء الهدف منها. يشغلني كيف يكون المثقّف فاعلاً مستقلاً بذاته، وكيف يكون الأكاديميّ صادقاً في رسالته المعرفيّة. أمّا على المستوى البحثيّ، فأنا منشغلة بالتفكير في تطوير اهتماماتي السّردية، والإضافة إلى ما انتهى إليه المهتمّون بهذا المجال.


■ ما هو آخر عمل صدر لكِ وما هو عملكِ القادم؟
- آخر إصداراتي كتاب "الكذب الحقيقيّ، من قال إنّني لست أنا، في إشكاليّة التّخييل الذّاتيّ" (2016). وأُتمّ حاليّاً الجزء الثّاني منه وعنوانه "صحوة الفينيق: عودة إلى قضايا التّخييل الذّاتيّ". وعلى مكتبي تخطيط للكتاب الموالي "سرديّات الفوضى".


■ هل أنت راضية عن إنتاجكِ ولماذا؟
- أنا سعيدة بأنّني أبحث في قضايا متجدّدة في تونس باللغة العربيّة، وتتعلّق بأدب الذّات عامّة وبجنس التّخييل الذّاتي خاصّة. وسبق أن قلت إنّ كتابات الأنا مبحثٌ ممتدّ وشائك ومعقّد، يحتاج إلى باحثين في اختصاصات متعدّدة، وإلى جهد جماعيّ في مخابر بحث علميّة. والحقّ أنّني أشعر دائماً بثغرات في كلّ كتاب أنجزه، وأبقى على قلق في شأنه، تتنازعني أفكار جديدة، وهذا طبيعيّ في البحث العلميّ وفي العلوم الإنسانية والأدبيّة على وجه الخصوص، لأنّ نتائجها نسبيّة تحتاج دائماً إلى إعادة النّظر وتدقيق الأدوات المعرفيّة والمنهجيّة.


■ لو قيّض لكِ البدء من جديد، أيّ مسار كنت ستختارين؟
- كنت سأختار هذا الاختصاص السردي، وأدعمه بدراسة الفلسفة في مسائل الذاتيّة والهويّة والغيريّة والأنا والتأويليّة والجماليات. وأُمتّن معرفتي باللغات للاطّلاع على المراجع النّظرية في أصولها.


■ ما هو التغيير الذي تنتظرينه أو تريدينه في العالم؟
- أحلم بمجتمع عادل توزّع فيه الثروات بسياسة رشيدة وطنيّة، وبثقافة حداثيّة تنير العقول ولا تشدّها إلى الخلف. وأحلم بجامعة متطوّرة وأساتذة يقدّمون معارف جديدة ولا يجترّون دروس السّابقين، وبطلبة ينتجون ويفكّرون ويعيشون قلق السّؤال، ويضيفون إلى دروس أساتذتهم فيتفوّقون عليهم.


■ شخصية من الماضي تودّين لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- وددت لو كنت تلميذة فلاسفة كبار وأحبّهم إليّ نيتشه. نيتشه لا يجبرك أن تتبنّى رؤاه الفلسفيّة في الإنسان، ولكن عندما تتمّ قراءة كتبه تدرك مقاصده دون أن يدلّك عليها. كما يعجبني أسلوب أمبرتو إيكو السّرديّ في مؤلّفاته السيميائيّة التأويلية، فرغم صرامة هذه البحوث العلميّة وصعوبتها، إلا أن إيكو يقدّمها كأنّها حكاية تروى.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعودين إليه دائماً؟
- أعود دائماً إلى روايات كثيرة غربيّة وعربيّة. أحبّ روايات فرانز كافكا وميلان كونديرا وعبد الرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا، وأقرأ الشّذرات الفلسفية (نيتشه وباسكال...).


■ ماذا تقرئين الآن؟
- أعيد قراءة "تقرير إلى عزيز، أو سيرة مدينة"، الجزء الثاني من سيرة ذاتية روائيّة أولى بعنوان "حنّة" للرّوائي والنّاقد التونسي محمّد الباردي الذي رحل مؤخراً.


■ ماذا تسمعين الآن وهل تقترحين علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أحبّ أغاني الشيخ الإمام ومارسيل خليفة وفيروز ونجاة الصّغيرة. استمعوا معي إلى أغنية "موعود" لفيروز.


بطاقة: جامعيّة تونسية وباحثة في اختصاص السّرديات. من إصداراتها: "الرواية العربيّة المعاصرة بضمير المتكلّم" (2010)، و"قراءات في نصوص سرديّة" (2015)، و"الكذب الحقيقيّ، من قال إنّني لست أنا، في إشكاليّة التّخييل الذاتيّ" (2016).

المساهمون