وقفة مع محمد عبيد الله

وقفة مع محمد عبيد الله

08 يونيو 2017
(محمد عبيد الله)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية، مع مبدع عربي في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع قرّائه.


■ ما الذي يشغلك هذه الأيام؟
- على المستوى العام تشغلني حالة "الشرذمة" التي تعيشها ثقافتنا الراهنة، وعدم قدرتها على مواجهة التحدّيات والتحوّلات. وكأن صعود الثقافة في النصف الثاني من القرن العشرين لم يكن شيئاً ولم يترك أثراً. وإلا فما هذا الخواء الذي نعيش؟


■ ما هو آخر عمل صدر لك وما هو عملك القادم؟
- آخر ما صدر لي كتاب نقدي حول تجربة القاص الفلسطيني محمود شقير، إلى جانب بعض البحوث الأكاديمية في المجلات المتخصّصة، منها مراجعة نقدية لكتاب "القصيدة والسلطة" للناقدة الأميركية الأوكرانية سوزان ستيتكيفتش، نُشر في مجلة "تبيّن" التي تصدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات".


■ هل أنت راض عن إنتاجك ولماذا؟
- الرضا دائماً نسبي، وينبغي أن لا نكون راضين حتى نستمر.


■ لو قيّض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- ربما لن يختلف الأمر كثيراً، فقد سرت في ما أتيح لي، ولم تكن الخيارات كثيرة أمامي. هذه الخيارات تشبه تخيير معلم اللغة العربية في المخيم الذي كتب عنه غسان كنفاني متندراً، إذ كان يطلب موضوع تعبير مكرّراً "أيهما تفضل: العيش في المدينة أم الريف؟"، بينما الطلبة مجبرون على العيش في جحيم المخيم.


■ ما هو التغيير الذي تنتظره أو تريده في العالم؟
- شيء من تخفيف نسبة التوحّش التي تفجّرت كأن العالم لم يمر من قبل بحروب ولم يتجاوز وحشيته البدائية، فقط غدت الأدوات متحضّرة، فتنوّعت طرق التعذيب والقتل تحت مسميات وذرائع شتى.


■ شخصية من الماضي تود لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- من الماضي البعيد وددت لقاء المعرّي، لأقترب من قدرته على التوازن الداخلي رغم محيطه المضطرب، فقد عاش في عالم متوحّش مثل عالمنا الراهن. ومن الماضي القريب غسان كنفاني لأسأله عن تتمة رواياته الناقصة: "العاشق"، و"الأعمى والأطرش"، و"الشيء الآخر أو من قتل ليلى الحائك". وددت لو كنت روائياً لتمثّلت وعيه وأتممت ما لم يتح له إتمامه بسبب اغتياله يوم 8 تموز/يوليو 1972.


■ صديق يخطر على بالك أو كتاب تعود إليه دائماً؟
- الصديق الذي لا يغيب هو الراحل الشاعر جهاد هديب، يزورني في بعض أحلامي، ويهيأ لي أنه سيدخل من الباب الموارب بهدوئه الأبدي. طالما صحبني في البيت والطريق والجامعة. كان صديقي، وفي يوم ما كان طالباً في الصف الذي أعلّمه، لا أصدّق أنني لن أراه مجدداً، ولن أصغي بانتباه إلى صوته الخفيض.


■ ماذا تقرأ الآن؟
- قراءات تراثية متنوّعة، بحكم عملي الأكاديمي، وعلى هامشها أقرأ الآن كتاب "الأسلوب المتأخر" لـ إدوارد سعيد، بترجمة فواز طرابلسي.


■ ماذا تسمع الآن وهل تقترح علينا تجربة غنائية أو موسيقية يمكننا أن نشاركك سماعها؟
- أنا كلاسيكي في هذا المجال. أفضّل الشعر الفصيح المغنّى، كأداء أم كلثوم البديع لـ "أراك عصي الدمع"، لأبي فراس الحمداني، أو "أغار من نسمة الجنوب" لأحمد رامي. وكذلك الموشحات الأندلسية بصوت فيروز، وما أشبه ذلك.

بطاقة
من مواليد عام 1969 في الأردن. يعمل أستاذاً للأدب والنقد في "جامعة فيلادلفيا" الأردنية. له أكثر من عشرة كتب منشورة في نقد السرديات والبحث في الموروث العربي؛ من بينها: "القصة القصيرة في فلسطين والأردن" (2002)، و"فن المقالة" (2002)، و"بلاغة السرد" (2006)، و"أساطير الأولين" (2013)، و"الوعي بالشفاهية والكتابية عند العرب" (2014). كما نشر مجموعتين شعريّتين هما: "مطعوناً بالغياب" (1993)، و"سحب خرساء" (2005).

المساهمون