تونسيّون يحتجّون على قوائم الحجّاج

تونسيّون يحتجّون على قوائم الحجّاج

15 يونيو 2016
ما زال البعض يحلم بأداء مناسك الحج (ياسين غيدا/الأناضول)
+ الخط -
كما في كلّ عام، ومع بداية التحضير لموسم الحجّ، أثارت مسألة قوائم الحجاج جدلاً بين بعض الذين قدّموا أسماءهم لأداء مناسك الحج وبين وزارة الشؤون الدينية. العديد من الذين قدموا أسماءهم أعربوا عن رفضهم للقوائم النهائية، وقد احتجوا أمام الوزارة مطالبين بإعادة القرعة والنظر في ترشّح من يتمتّع بالأقدمية، ولم يدرج اسمه في القائمة النهائية، علماً بأن النقابة العامة للشؤون الدينية اتهمت وزارة الإشراف بالإخلال في ما يتعلّق بالقوائم النهائية للحجاج، في ظل وجود أسماء في القائمة لا تتمتع بالأقدمية، بينما لم تدرج أسماء بعض الذين قدّموا أوراقهم للحج قبل نحو تسع سنوات.

تجدر الإشارة إلى أنّ وزارة الشؤون الدينية كلّفت الولاة والواعظين في جميع الجهات بالإشراف على عمليّات التسجيل، وتحديد القوائم النهائية للحجاج والمصادقة عليها إلكترونياً، علماً بأن المهلة النهائية لتقديم الأسماء حُدّدت في 25 فبراير/شباط الماضي. لكن بعد الفرز وإعلان القوائم النهائية، تبيّن وجود مشاكل. وتفيد النقابة العامة للشؤون الدينية بأنّ القوائم تتضمن أسماء أشخاص لم يستوفوا الشروط، فيما أقصي آخرون توفّرت لديهم شرط الأقدمية، وبالتالي لهم الأولوية في أداء مناسك الحج.
ويؤكّد كاتب (أمين) عام النقابة، عبد السلام المطوي، لـ "العربي الجديد"، أن العديد من الذين يتمتّعون بالأقدمية في مختلف الجهات لم تدرج أسماؤهم، لافتاً إلى أن نحو 49 شخصاً من معتمدية بن قردان قدّموا أسماءهم قبل ثماني ساعات من دون أن تدرج أسماؤهم، في مقابل آخرين سيؤدون مناسك الحج لهذا العام، علماً بأنهم لا يتمتعون بالأقدمية نفسها. أمرٌ أثار غضب واحتجاج العديد من المواطنين.

من جهةٍ أخرى، يوضح المطوي أنّ وزارة الشؤون الدينية اعتمدت تسجيل الأسماء من خلال الإنترنت، لتيسير مهام الواعظين، والحدّ من الاكتظاظ الذي يمكن أن تشهده الجهات. إلا أن هذه الآلية لم تكن مدروسة كما يجب، خصوصاً أنّ 254 معتمدية في الجمهورية تحتوي على مكاتب محليّة للشؤون الدينية، وليست فيها أجهزة كمبيوتر.
صالح سيف الدين، (71 عاماً)، كان قد تقدّم بطلب للحجّ للمرة الثامنة على التوالي، من دون أن يظهر اسمه في القوائم النهائية. يقول لـ "العربي الجديد" إن أحد أقاربه الذي سجّل اسمه قبل أربع سنوات قد أُدرج اسمه لهذا العام. خلال العام الماضي، احتجّ على القوائم النهائية. وهذا العام أيضاً، اعترض وينتظر قرار الوزارة.



من جهته، يستغرب منير عدم تضمّن القوائم النهائية اسم والدته فوزية، (78 عاماً)، على الرغم من أنها سجلت اسمها قبل عشر سنوات. في كلّ مرة، كان يقال له إن هناك أناساً أقدم منها. هذا العام، لاحظ أن العديد من الأسماء الواردة في القائمة كانوا قد سجلوا أسماءهم قبل ثلاث أو أربع سنوات، لافتاً إلى أن هذا الأمر بات يدعو إلى الشك.
إلى ذلك، تقدّمت النقابة العامة للشؤون الدينية بدعوى لدى المحكمة الإدارية للطعن بقوائم الحج، التي أعدتها الوزارة، لافتة إلى أن الوزارة رفضت مراجعة القوائم.
وكان وزير الشؤون الدينية، محمد خليل، قد أشار إلى أنّ الوزارة تعمد حالياً إلى إصلاح الأخطاء الواردة ضمن قوائم الحجاج لعام 2016، نافياً وجود تلاعب بهذه القوائم أو رفض الوزارة التحري في الأمر. وأضاف أنّ "ما يدعيه البعض من وجود مغالطات يعد أمراً غير لائق"، مشيراً إلى أن الوزارة تنظر في الطعون المقدمة للتعديل في القوائم استناداً إلى القانون. وأكّد أنّ الضجة التي رافقت الإعلان عن قوائم الحجاج، وعدم ورود بعض الأسماء التي تتمتع بالأقدمية، كان بسبب حجب الملفات الورقية من قبل واعظين في مختلف ولايات الجمهورية، استجابة إلى دعوة النقابة العامة للشؤون الدينية.وأضاف أنّ الوزارة اضطرت، وبعد انتهاء المهلة الممنوحة للواعظين، إلى الاستناد إلى قائمة الحجاج لعام 2015.

على صعيد آخر، أعرب عدد من المدراء الجهويين للشؤون الدينية عن أسفهم للأخطاء، التي وردت ضمن قوائم الحجاج لهذا العام، عازين السبب إلى امتناع عدد كبير من الواعظين في مختلف الولايات عن مد الوزارة بما يثبت أقدمية كل اسم، استجابة إلى دعوة النقابة العامة للشؤون الدينية. وأكدوا العمل على تسوية أوضاع الذين أثبتوا أقدميتهم. تجدر الإشارة إلى أنّ عدد الذين سجلوا أسماءهم للحج لموسم 2016 ناهز الـ 200 ألف. كما يصل عدد الحجاج التونسيين لهذا العام إلى نحو 8300 حاج.

دلالات