مواد سامّة في أرز المغرب

مواد سامّة في أرز المغرب

27 نوفمبر 2015
شركتان إسبانيتان متورطتان في القضية (Getty)
+ الخط -

كشف مرصد الشمال لحقوق الإنسان في المغرب أن شركتين إسبانيّتين في مدينة العرائش، متخصّصتين في إنتاج الأرز، تستخدمان مواد كيميائيّة سامة ومحظورة دولياً، وذلك بحسب عاملين في الشركتين. أضاف أن هاتين المادتين تستعملان عادة لإبادة الحشرات والقوارض، وتسبّبان مشاكل في الجهاز التنفسي وحروقا في الجلد. وتجدر الإشارة إلى أن حظرهما دولياً يأتي في إطار منع المواد التي تؤدي إلى ثقب في طبقة الأوزون، بحسب بروتوكول "مونتريال" العالمي.

وقال مدير المرصد محمد بن عيسى لـ "العربي الجديد" إن خلافاً بين إدارة الشركتين والعمّال أدى إلى فضح أمر المواد السامة، لافتاً إلى طرد نحو 40 عاملاً، يعاني غالبيّتهم من آثار حروق وبقع حمراء اللون، نتيجة استخدامهم هذه المواد المحظورة، وهما "الفوسفور وبروميد الميثيل". في المقابل، نفت الشركتان الأمر، مؤكدتين أنهما تتّبعان معايير السلامة العامة في إنتاج الأرز.
وتواصَلَ المرصد مع المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية في الرباط، وخصوصاً بعدما ادعت الشركتان أن استخدام هذه المواد مرخّص من المكتب. وتستحوذُ الشركتان على ما نسبته 60 في المائة من إنتاج الأرز الوطني، في وقت لم تتّخذ فيه السلطات أي إجراءات حاسمة حتى اللحظة، فيما لم يؤكّد المكتب أو ينف صحة الترخيص.

إلى ذلك، قال تقرير للجمعية المغربية لحقوق الإنسان إن إحدى هاتين الشركتين لا تراعي شروط الصحة والسلامة العامة، إذ لا يوجد طبيب في المعمل لمراقبة شروط وظروف العمل، ويعاني معظم العمال من أمراض خطيرة كضيق التنفس والربو والالتهابات الجلدية وتمزق العضلات والإنفلوانزا ونقصان المناعة وغيرها. جميع هذه الأمراض قد يسبّبها الغبار الناتج من معالجة وشحن الأرز، والآلات، فضلاً عن استخدام مبيدات أو مواد كيميائية سامة تؤثّر على الدماغ والجهاز العصبي و الأمعاء والكبد والرئة، وقد تؤدي إلى الإصابة بأمراض سرطانيّة.

ويعاني العامل العبدي الشيخ من مرض جلدي، فيما أصيب أحمد الشهبة بمرض السل. أما العامل محمد الرداد، فقد أصيب بالتهاب في عينيه وحساسية دائمة، فيما توفي العامل محمد الشدادي بعد تسمّمه بمادة بروميد الميثيل. أضاف التقرير أن الشركتين لا تعالجان النفايات، وترميها بعيداً في الأراضي الزراعية، ما يؤدي إلى أضرار في الأراضي وتلوّث البيئة، وسط غياب أي رقابة للمكتب الصحي، على الرغم من خرق القوانين والمواثيق الدولية.

اقرأ أيضاً: بيوت آيلة للسقوط في المغرب

دلالات

المساهمون