أطباء أطفال سوريون بمناطق الشمال حرمهم النظام من الشهادات

أطباء أطفال سوريون بمناطق الشمال حرمهم النظام من شهادات التخصص

04 ابريل 2019
امتحان التخصص لأطباء الأطفال في الشمال السوري (فيسبوك)
+ الخط -

استهدف النظام السوري كثيرا من أطباء الأطفال الذين دفعتهم أخلاقيات المهنة إلى علاج المصابين والمرضى دون تحيز، فكان بعضهم عرضة للملاحقات الأمنية والابتزاز، ومنهم من حرم من الحصول على شهادة التخصص لمزاولة العمل.

وأعلنت مديرية الصحة في إدلب، أن امتحانا تم إجراؤه لأطباء الأطفال من خلال الهيئة السورية للاختصاصات الطبية "SBOMS"، وضم 14 طبيبا أنهوا المدة التدريبية، على أن يخضع الناجحون لامتحان المهارات السريري قبل منحهم شهادة الاختصاص.
وأوضح مدير صحة إدلب، مصطفى العيدو، لـ"العربي الجديد"، أن "دورة التخصص هي اختصاص إقامة في المشافي، وهؤلاء الأطباء المشاركون أنهوا المرحلة الجامعية التي بلغت مدتها ست سنوات، لكنهم لم يتمكنوا من الحصول على شهادات التخصص".

ويتحمل أطباء الأطفال تحديدا أعباء كبيرة في مناطق الشمال السوري، وقال الطبيب نصر الخلف، العامل في منظومة "شام الإسعافية"، لـ"العربي الجديد": "هناك نقص شديد في كل شيء، وليس هناك قدرة على تغطية كافة المشافي، كما تندر الاختصاصات الفرعية في تخصص الأطفال. يوجد طبيب كلى واحد للأطفال، وطبيب أورام أطفال واحد، ولا يوجد طبيب أمراض قلب متخصص بالأطفال، وكان في المنطقة طبيب أطفال بتخصص الأعصاب لكنه انتقل إلى عفرين".
وأوضح الخلف أن "مشافي الأطفال الموجودة في المنطقة تقدم الخدمات العامة وتحاول تحسين حالة المرضى، أما الحالات التي تحتاج رعاية تخصصية أو عناية مشددة للأطفال فتعاني من مشكلات كبيرة، ونسبة كبيرة منها يتم تحويلها إلى تركيا بسبب عدم وجود كوادر أو تجهيزات".

وأضاف أن "هناك عددا كبيرا من أطباء الأطفال الذين أنهوا المدة اللازمة للاختصاص، أو معظمها، لكن لم يستطيعوا التقدم للامتحان النهائي (الكولوكيوم) بسبب التحاقهم بالأنشطة الثورية، أو عدم قدرتهم على السفر إلى مناطق النظام، وخضع عدد منهم لامتحان الهيئة السورية للتخصصات الطبية بهدف منحهم شهادات تكافئ شهادة التخصص قبل العمل على إنشاء مراكز أطفال تخصصية، أو مشاف تخصصية".

وأنهكت الإجراءات التعسفية التي تقوم بها نقابة الأطباء السوريين التابعة للنظام خريجي كلية الطب، إضافة إلى الأطباء الذين كانوا يزاولون المهنة قبل الثورة، وأسهمت العمليات العسكرية للنظام في هجرة الأطباء السوريين إلى دول الجوار ودول أوروبية كونهم كانوا في مقدمة المستهدفين.

دلالات

المساهمون