قرية فلسطينية تتبرع مسبقاً لبناء منزل شهيد قبل هدمه

قرية فلسطينية تتبرع مسبقاً لبناء منزل شهيد قبل هدمه

07 فبراير 2016
من تشييع الشهيد إبراهيم علان (الأناضول/GETTY)
+ الخط -



استباقًا لما قد يقدم عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي من هدم لمنزل عائلة الشهيد الفلسطيني إبراهيم علان في قرية بيت عور التحتا شمال غرب رام الله، وسط الضفة الغربية المحتلة، بادر المجلس القروي في بيت عور التحتا والأهالي بحملة سابقة لأوانها لجمع التبرعات من أجل بناء منزل يليق بالعائلة التي قدمت ابنها في سبيل الوطن.

وكان جيش الاحتلال قد دهم منزل عائلة الشهيد علان (22 عامًا)، بعد أيام على تنفيذه مع الشهيد حسين أبو غوش (17 عامًا) من مخيم قلنديا شمال القدس عملية طعن الشهر الماضي، في مستوطنة بيت حورون المقامة على أراضي الفلسطينيين غرب رام الله والتي أدت لمقتل مستوطنة وإصابة أخرى. وقام بأخذ قياسات للمنزل وهدد العائلة بهدم منزلها في وقت قريب لم يحدد.

وشرع المجلس القروي بحملة جمع التبرعات أول من أمس الجمعة، والتي شهدت مشاركة كبيرة وواسعة من أهالي القرية. وجمع في اليوم الأول قرابة 9400 دولار، وتستمر الحملة حتى جمع تكاليف البناء في حال أقدمت قوات الاحتلال على هدم المنزل.

وساهم الأهالي بتبرعات عينية من المواد اللازمة للبناء مثل الطلاء والألمنيوم وأعمال الحفريات، وبعضهم تبرع بأثاث المنزل والأجهزة الكهربائية، إضافة إلى عمال البناء والمهندسين وفنيي الكهرباء والديكور وتمديدات الماء، وكل ما يلزم البيت ليصبح جاهزاً بأسرع وقت في حال تمت عملية الهدم.

اقرأ أيضاً: نبني ما هدمتموه.. حملة مقدسيّة لإيواء العائلات

رئيس المجلس القروي لبيت عور التحتا عبد الكريم قاسم، ولفت في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أن عائلة الشهيد علان تسكن في شقة سكنية ليست ملكاً لهم، ولا يعرف كيف سيتعامل الاحتلال مع هذا الموضوع، لكن أهالي القرية أصروا على المبادرة والإسراع في إطلاق الحملة لتأمين العائلة في حال تم الهدم أو إغلاق المنزل.

وأكد قاسم أن "الأهالي تفاعلوا بشكل كبير مع الحملة وقدموا ما يستطيعون، حتى أن عمالًا وشبانًا سيتبرعون بجهدهم مع البدء بعملية البناء"، مشيراً إلى "استمرار الحملة حتى جمع المبلغ الذي يؤمن تجهيز منزل كامل يليق بعائلة الشهيد".

ولا تزال الحاضنة الشعبية الفلسطينية، تبادر وتثابر من أجل احتضان عوائل الشهداء وعدم تركهم دون بيوت يقيمون فيها، فحملة بناء منزل الشهيد علان، تزامنت مع الحملة الوطنية التي بدأت يوم الجمعة الماضي أيضاً في مدن الضفة الغربية لبناء منازل شهداء مدينة القدس المحتلة الذين استشهدوا خلال انتفاضة القدس.

وكان الفلسطينيون قد أطلقوا حملات سابقة لبناء منازل الشهداء، كان أولها منزل الشهيد إبراهيم العكاري في مخيم شعفاط للاجئين الفلسطينيين، تبعتها حملة أخرى بمدينة نابلس شمال الضفة، كما جمعت تبرعات لبناء منازل أربعة أسرى تتهمهم سلطات الاحتلال بتنفيذ عملية فدائية وقتل إسرائيليين، وأيضاً حملة بناء منزل الشهيد مهند الحلبي في مدينة رام الله أول شهيد في انتفاضة القدس، علمًا أن الاحتلال هدم وأغلق 16 منزلاً لعوائل شهداء وأسرى متهمين بتنفيذ عمليات أدت إلى مقتل إسرائيليين.

اقرأ أيضاً: تبرعات فلسطينية لإعمار منزل الشهيد مهند الحلبي

المساهمون