تركيا تسمح للطالبات بالحجاب من الصف الخامس

تركيا تسمح للطالبات بالحجاب من الصف الخامس

23 سبتمبر 2014
تلاميذ أتراك في مراحل التعليم الأولى (AFP)
+ الخط -

قال وزير التعليم التركي، "نابي أوجي"، إن التعديل في اللوائح المنظمة للباس المدرسي، في مرحلة التعليم الأساسي، والمتعلق برفع حظر الحجاب، سيطبق اعتباراً من الصف الخامس، ليكون بذلك ارتداء الحجاب متاحاً لطالبات المرحلة المتوسطة، وما بعدها.

وأضاف "أوجي" أن التعديل جاء عقب مطالبات حثيثة من شريحة واسعة من الطالبات، وأولياء الأمور، لافتاً أن رفع حظر الحجاب سيشمل المدارس المتوسطة، والثانوية فقط، من دون المدارس الابتدائية، ودور الحضانة، مشيراً الى أن ارتداء الحجاب قبل هذا التعديل كان متاحاً في إعداديات (مدارس متوسطة)، وثانويات الأئمة، والخطباء.

وكان نائب رئيس الوزراء التركي، "بولند أرينج" أعلن أمس، عقب جلسة لمجلس الوزراء، إجراء تعديل في لوائح اللباس المدرسي يشمل إيقاف العمل بالبند الذي ينص على ضرورة "كشف الرأس" في المدارس المتوسطة.

يذكر أن مدة التعليم الأساسي الإلزامي في تركيا، كانت ثمانية أعوام، يمكن بعدها حسب وضع علامات الطالب، وقراره، الالتحاق لمدة أربعة أعوام أخرى، بمدرسة ثانوية عامة، أو مدرسة مهنية، ومع بدء العام الدراسي (2012-2013) ارتفعت المدة إلى (12) عاماً، وقسمت إلى (4) أعوام للمدرسة الإبتدائية، وأربعة أعوام للمدرسة المتوسطة، وأربعة أعوام للمدرسة الثانوية.

وكان حظر الحجاب قد رفع بالنسبة للعاملات في المؤسسات العامة، في تركيا في 30 سبتمبر/أيلول 2013، في إطار حزمة من الإصلاحات الديمقراطية، أعلنها الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، أثناء توليه رئاسة الوزراء، مع استثناء منتسبات القوات المسلحة التركية، والشرطة، والقاضيات، والمدعيات العامات، لأن طبيعة عملهن تتطلب ارتداء زي موحد.
وتعترض المعارضة العلمانية في البرلمان بشدة على السماح بارتداء الحجاب في المدارس معتبرة أن ذلك سيضر بالعلمانية التي أرساها مؤسس تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك. وقال كمال كيليشداروغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري أن "الحجاب ليس له مكان في المدارس".
واعترضت عدة نقابات للمعلمين على الإجراء. وقال كاموران كراجان رئيس نقابة "ايجيتيمشن" إن "المجتمع التركي يجر إلى القرون الوسطى عبر استغلال الدين"، معتبرا أن هذا الإجراء سيسبب "صدمة" في البلاد كما أفادت صحيفة "حرييت".
وبحسب استطلاعات الرأي فإن حوالى ثلثي النساء التركيات محجبات في الدولة المسلمة لكن العلمانية. ومنذ وصوله إلى الحكم في 2002 لم يتوقف حزب العدالة والتنمية عن المطالبة بالسماح بارتداء الحجاب الذي سمح به على التوالي في الجامعات والادارات الرسمية والبرلمان.
وغالبية زوجات وبنات القادة الأتراك يرتدين الحجاب. وتتهم الأوساط العلمانية في البلاد حزب العدالة والتنمية الذي كان يرئسه حتى فترة خلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي انتخب في هذا المنصب في أغسطس/ آب، بالسعي إلى أسلمة البلاد.
وفي صيف 2013 شهدت تركيا حركة تظاهرات غير مسبوقة للتنديد بالنزعة "الاسلامية" لدى النظام لكن الشرطة قمعتها بالقوة.
وسبق أن اعتمدت السلطات اجراءات تفرض قيودا على بيع واستهلاك الكحول المحرم لدى الاسلام، وعارضت الاختلاط في أماكن سكن الطلاب في الجامعات. والأسبوع الماضي طلبت المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان من أنقرة اصلاح نظام التعليم الديني الإلزامي في المدارس الذي يركز خصوصا على السنة الذين يشكلون غالبية في تركيا.
ورفض داود أوغلو الانتقادات الأوروبية معتبرا أن هذه الدروس تمنع "التطرف" في تركيا في إشارة إلى تصاعد موجة الاسلام المتطرف في الدول المجاورة، العراق وسوريا اللذين يواجهان فظاعات جهاديي تنظيم "الدولة الاسلامية".

المساهمون