نضال عمال مصر في عيدهم... سعود عمر وسيدة فايد

نضال عمال مصر في عيدهم... سعود عمر وسيدة فايد

01 مايو 2017
شعار حملة "عايزين نعيش" (فيسبوك)
+ الخط -
في الثالث عشر من يناير/كانون الثاني الماضي، دشّن عشرات النقابيين والنشطاء السياسيين والحقوقيين المصريين، المؤتمر التأسيسي لحملة "عايزين نعيش"، للتصدي لسياسات الإفقار والخيارات الاقتصادية التي عبّرت عنها قرارات الحكومة المصرية، بتحرير سعر صرف العملة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي.

شارك بالحملة عدد من النقابات المستقلة والأحزاب السياسية، ونقابيون مستقلون، وكان مفترضا أن تتابع فعالياتها نحو مناهضة السياسات الاقتصادية للحكومة المصرية الحالية، لولا حادث سير وقع على طريق القاهرة السويس، وأودى بحياة القيادي العمالي والناشط الحقوقي، سعود عمر.

توقفت الحملة بموت عمر، ولم يتمكن المؤسسون من مواصلة العمل دون هذا "النقابي الفريد" على حد قولهم، وحتى الآن لم يتمكنوا من الدعوة لأي اجتماع او إصدار موقف.

توفي سعود محمد عمر الشهير بـ"سعودي"، عن (56 سنة)، وكان عاملا نقابيا بهيئة قناة السويس للملاحة البحرية، وعضوا بحزب التجمع في الفترة من 1979 وحتى عام 2005، كما كان منسقا للمنتدى المدني الديمقراطي بمدينة السويس، وناشطا في مجال العمل العمالي والحريات العامة والمدنية.

وكان للناشط العمالي الراحل ظهور في عدد من الأنشطة العامة والمجتمعية، منها "المنتدى المدني الديمقراطي"، و"لجنة الدفاع عن الحق في الصحة"، و"اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والعمالية"، واستقال من عضوية حزب "التجمع" اليساري المصري عام 2005، احتجاجا على الممارسات السياسية للحزب.

وكرمت لجنة الحريات بنقابة الصحافيين المصرية، سعود عمر، لدوره في دعم الحقوق والمطالب العمالية والدفاع عن المهمشين في احتفالات عيد العمال 2009. كما كرمته "اللجنة التنسيقية للدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والعمالية" عام 2002 لدوره المتميز نقابيا وعماليا.

وأسهم عمر في تأسيس عدد من النقابات العمالية المستقلة، منها، نقابة "مطاحن شرق الدلتا المستقلة"، ونقابة "سيراميكا روكا"، ونقابة شركة الورق "إيماك" في مدينة العين السخنة، كما أسهم في تدريب مجموعات من العاملين في عدد من الشركات المصرية، وبينهم عمال مفصولون تعسفيا.




وعلى غرار سعودي عمر ونضاله، لم تكن تعلم الممرضة المصرية، سيدة فايد، أنها ستدفع ثمن كشفها للفساد على شاشات التلفزيون عندما ظهرت في أوائل فبراير/شباط الماضي، في أحد البرامج على فضائية مصرية، تتحدث عن أزمات الصحة والدواء والمستشفيات الجامعية وسوء إدارة منظومة الصحة في مصر عقب تسعيرة الدواء الأخيرة.

والممرضة والقيادية العمالية هي ابنة القيادي العمالي اليساري الراحل، السيد محمد فايد، أحد أبرز عمال الغزل والنسيج الموقّعين على البيان التأسيسي لنقابات عمال القطن المصري عام 1946، وأبرز المشاركين في الإضراب عن الطعام من أجل إلغاء معاهدة عام 1936. 

تناولت فايد في حديثها، فشل وزير الصحة الحالي في إدارة منظومة الصحة، ومشاكل مستشفى عين شمس التخصصي، ومشاكل أخرى تخص أحوال الأطقم التمريضية الفنية والاجتماعية، وانتهت الحلقة، لتفاجأ خلال أيام قليلة لاحقة، بقرار فصلها من عملها في مستشفى عين شمس التخصصي شرقي القاهرة.

قبل قرار فصلها، عملت فايد، في المستشفى بقسم العمليات منذ عام 2013، بعدما علمت بحاجة المستشفى إلى ممرضات، وكانت تعمل بنظام أجر "المكافأة الشاملة"، والتي تشبه إلى حد ما العمل بـ"اليومية" دون عقد ثابت.

وتعمل فايد في مجال التمريض منذ عام 1993، وعملت سابقا في مستشفى التأمين الصحي، على مدار ثلاث سنوات، ثم غادرته إلى عدد من المستشفيات بين القطاع الخاص والعام وأخيرًا الجامعي، والذي كانت تنتظر التعيين فيه خلال أشهر قليلة، قبل أن يصدر قرار فصلها نهائيا.

بعد قرار الفصل، كتبت سيدة فايد، على حسابها الخاص على "فيسبوك": "خُلقت في الدنيا لأقول للظلم لا. من أجلك يا وطني أواجه الصعاب، وأنا في جَلَد"، وتابعت "بسبب حلقة في التليفزيون، تم إنهاء تعاقدي مع مستشفى عين شمس التخصصي، فإدارة المستشفى ترى أنه ليس من حقي التحدث بالشأن العام في مصر إلا بعد أخذ تصريح منها. وهنا أقول لا وألف لا، وأصرخ بعلو الصوت: يا وزير الصحة؛ أنت فاشل وفشلت في توفير الدواء".

يشار إلى أن فايد، شاركت في تأسيس اللجان النقابية للتمريض في المستشفيات التي عملت بها سابقا، كما شاركت في العديد من المؤتمرات وورش العمل المتخصصة بمناقشة أوضاع العمال والمرأة العاملة، والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال.