نازحون سوريون يخاطرون بحياتهم للحصول على وسائل للتدفئة

نازحون سوريون يخاطرون بحياتهم للحصول على حاجياتهم من منازلهم

21 فبراير 2020
مأساة النازحين لا تنتهي (Getty)
+ الخط -

يُخاطر النازحون في الشمال السوري بالعودة إلى بلداتهم ومدنهم، التي خرجوا منها هرباً من حمم القذائف والصواريخ، للحصول على بعض الأغطية والألبسة علّها تُشعر عائلاتهم بالدفء، أو بعض المواد الغذائية وأغراض المطبخ التي خلفوها في منازلهم.

استطاع أبو هاني عبد الحي، النازح من ريف إدلب الجنوبي، أن يجد عدة أشخاص من بلدته يريدون الحصول على بعض الحاجيات من منازلهم، فاتفقوا على اقتسام أجرة سيارة النقل عليهم جميعاً، إذ لا يستطيع أي منهم أن يدفع أجرة السيارة لوحده، وبعد عدة أيام وجدوا سيارة نقل تقبل الذهاب إلى بلدتهم، فالطريق إليها شبه مدمر، ويتم استهدافه من قبل القوات النظامية والطيران الروسي في حال تم رصد أي حركة عليه أو بداخل البلدة، بحسب ما تحدث به مع "العربي الجديد".

لم يكن تأمين السيارة والمال اللازم لاستئجارها الخطوة الأصعب من الرحلة، مضيفاً "كنا نمسك قلوبنا بأيدينا ونحن نقترب من البلدة، فالحفر الناتجة عن القذائف والصواريخ منتشرة على طول الطريق، وبصعوبة كبيرة تجاوزناها، كما كنا نسمع بين الحين والآخر دوي انفجارات، ودون شعور كانت أعيننا معلقة بالسماء، وكأننا كنا نعتقد أننا نستطيع تجنب القذيفة أو الصاروخ إن رأيناه يتجه إلينا".

ويتابع "عندما وصلنا إلى البلدة كان الركام يملأ الشوارع، لم تستطع السيارة الوصول إلى منزلي، فبدأت أنقل أغراضي على كتفي لمسافة 100 متر تقريباً، كنت مع من معي في سباق مع الزمن، فقد يتم رصدنا واستهدافنا بأي لحظة، وهذا ما حدث بالفعل فبعد نحو ربع ساعة تقريباً من وصولنا تم استهداف المنطقة ببعض القذائف، فخرجنا مع ما استطعنا تحميله من أغراض، خوفاً من أن يتم استهدافنا عبر الطيران".

أهالي سرمين في ريف إدلب يعانون في الحصول على بعض من أشيائهم من منازلهم التي أجبروا على الرحيل عنها تحت القصف، إذ قال مسؤول الإعلام في المجلس المحلي في مدينة سرمين نصر الدين حسون، لـ"العربي الجديد"، إن "العائق الذي يقف أمام أهالي المدينة لإخراج أشيائهم من المدينة هو تواصل الرمايات المدفعية التي تستهدف أي تحرك بداخلها، من قبل القوات النظامية الموجودة في بلدات قريبة منها، فمثلاً الأحياء الشرقية والجنوبية من الصعب جداً دخولها، لأنها تعتبر منطقة عمليات عسكرية".

بالرغم من ذلك خاطر بعض الأهالي بحياتهم ودخلوا إلى المدينة، مواجهين إلى جانب مخاطر القصف سوء الطرقات وانتشار الشظايا والقذائف غير المنفجرة والركام المنتشر في الشوارع، في المقابل كثير من الأهالي بحاجة إلى إخراج العديد من الحاجيات، التي قد تعينهم على تحسين واقع النزوح المأساوي، إلا أن الخوف من القصف يمنعهم من ذلك"، مضيفاً أن "المدنيين الذين دخلوا إلى المدينة استعانوا بقبضات لا سلكية يتلقون عبرها التحذيرات في حال تم رصدهم من قبل القوات النظامية".

من جهته، رأى ابن مدينة دارة عزة بريف حلب والناشط الإعلامي ثائر عبيد، والذي ما يزال في مدينته بالرغم من نزوح معظم أهلها مؤخراً نتيجة القصف، خلال حديثه لـ "العربي الجديد"، أنه "بالرغم من أن تأمين إيجار السيارة والقصف من الصعوبات التي يواجهها النازح في الوصول إلى أغراض منزله، لكن هناك مشكلة أكبر وهي إلى أين سنأخذ تلك الأغراض ونحن لا نعلم وجهتنا ولا أين نذهب".


بدوره، قال رئيس المكتب الإعلامي في الدفاع المدني بحلب إبراهيم أبو الليث، لـ"العربي الجديد"، "يتعرض كل من يحاول العودة إلى البلدات والمدن التي تم تهجير أهلها عبر القصف، لأخذ بعض حاجياتهم، للاستهداف، إضافة إلى مخاطر مخلفات القصف غير المنفجرة، وهذه تشكل خطراً حقيقياً على حياة المدنيين".

المساهمون