الخلافات بين إيران والسعودية تهدد توافق "أوبك" لخفض الإنتاج

الخلافات بين إيران والسعودية تهدد توافق "أوبك" لخفض الإنتاج

29 نوفمبر 2016
تصاعد حدة المشكلات في أوبك (رياض كرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
تصاعدت حدة الخلافات بين إيران والسعودية، البلدان العضوان في منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، اليوم، وذلك قبيل انعقاد المؤتمر المصيري للمنظمة غداً في فيينا، والذي من المتوقع أن يصدر عنه قرار توافقي يعيد الاستقرار لسوق النفط العالمية التي شهدت انخفاضاً في الأسعار وصل إلى النصف منذ العام 2014.

وقال وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة، للصحافيين، إنه اختتم محادثاته مع نظيريه الروسي والفنزويلي، اليوم الثلاثاء، ويتجه إلى فيينا لحضور الاجتماع الوزاري لمنظمة أوبك.

وامتنع بوطرفة عن التعقيب على نتيجة محادثات اليوم مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، كما أحجم وزير النفط الفنزويلي إيولوخيو ديل بينو، والمتحدثة باسم وزراة الطاقة الروسية عن التعليق.

وتصر كل من إيران والعراق على عدم الالتزام بخفض إنتاج النفط، ما يجعل من الصعب على منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) التوصل إلى اتفاق للحد من الإنتاج.

وقالت مصادر في أوبك لوكالة "رويترز"، إن اجتماع خبراء المنظمة في فيينا، والذي عقد أمس الاثنين، فشل في تضييق هوة الخلافات بين السعودية، أكبر منتج داخل المنظمة، وثاني وثالث أكبر منتجين بالمنظمة، العراق وإيران، بشأن آليات خفض الإنتاج.

ونقل موقع معلومات وزارة النفط الإيرانية على الإنترنت (شانا) عن وزير النفط بيجن زنغنه، الذي من المقرر أن يصل فيينا في وقتٍ لاحق اليوم، قوله: "استعادة حصة إيران المفقودة في سوق النفط إرادة وطنية ومطلب للشعب الإيراني".

واتفق أعضاء أوبك - التي تمثل ثلث الإنتاج العالمي من النفط - في سبتمبر/ أيلول على كبح الإنتاج عند ما بين 32.5 إلى 33 مليون برميل يومياً مقارنة مع 33.64 مليون برميل يوميا لدعم أسعار الخام، التي انخفضت بمقدار النصف منذ منتصف 2014.

وتقول إيران إنها تريد زيادة الإنتاج لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها في ظل العقوبات الغربية، ما أتاح للسعودية زيادة إنتاجها.

وفي الأسابيع الأخيرة، عرضت الرياض خفض إنتاجها بواقع 500 ألف برميل يومياً، وفقاً لمصادر بأوبك، واقترحت أن تقوم إيران بتقييد إنتاج النفط عند أقل من أربعة ملايين برميل يومياً.

وأرسلت إيران إشارات متباينة بما في ذلك رغبتها في إنتاج 4.2 ملايين برميل يومياً. وضغط العراق أيضا من أجل مستوى أعلى للإنتاج، قائلاً إنه بحاجة للمزيد من الأموال لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية".

وينصبّ الخلاف بين العراق والسعودية بشكل أساسي حول ما إذا كانت بغداد ستستند لتقديراتها الخاصة لمستوى الإنتاج عند تقييد إنتاج الخام أم لأرقام أقل، حسب تقديرات خبراء أوبك.

وفيما تصاعدت حدة التوتر داخل أوبك، قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في نهاية الأسبوع، إن أسواق النفط ستستعيد توازنها حتى بدون اتفاق لكبح الإنتاج. وكان قد أكد في وقت سابق أن الرياض حريصة على التوصل إلى اتفاق.

بدورها، أشارت محافظ دولة الكويت لدى منظمة الدول المصدرة للنفط، نوال الفزيع، اليوم الثلاثاء، إلى أن اجتماع مجلس محافظي المنظمة في فيينا، أوصى بخفض إنتاج المنظمة من النفط.

وأوضحت في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا)، أن اجتماع مجلس محافظي المنظمة الليلة الماضية، قرّب وجهات النظر بين الدول الأعضاء، ويعتزم رفع توصيات الى الاجتماع الوزاري المقرر غداً بشأن كيفية تطبيق قرار اتفاق الجزائر في سبتمبر/ أيلول الماضي بخفض إنتاج النفط.

من جهته، قال وزير الطاقة الإندونيسي إغناسيوس غونان، إنه ليس واثقاً من أن أوبك ستتوصل لاتفاق على كبح إنتاج النفط خلال اجتماعها في فيينا. وحين سئل، اليوم الثلاثاء، عن احتمالات التوصل لاتفاق، أجاب: "لا أعلم. دعونا نرى.. فالانطباعات اليوم متباينة".

إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام روسية أن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك لن يحضر اجتماعات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، لكنه مستعد لمناقشة التعاون المحتمل مع المنظمة إذا ما توصلت إلى اتفاق بشأن الإنتاج.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نوفاك قوله: "ليس هناك منطق في الذهاب إلى فيينا. نحتاج لأن تعقد أوبك اجتماعها أولاً".

كذلك، قالت المتحدثة باسم وزارة الطاقة في قازاخستان أن الوزير كانات بوزومباييف لن يشارك في اجتماع أوبك في فيينا، لعدم توصل أعضاء المنظمة لاتفاق في ما بينهم أولاً.

وفي هذا السياق، قال بعض المحللين، بما في ذلك مورغان ستانلي وماكواري، إن أسعار النفط سوف تخضع لتصحيح حاد إذا فشلت أوبك في التوصل إلى اتفاق، ومن المحتمل أن تنخفض الأسعار إلى 35 دولاراً للبرميل.

وانخفضت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت، اليوم، ليجري تداولها عند أقل من 48 دولاراً للبرميل.

وذكر "غولدمان ساكس"، أحد أكثر البنوك نشاطاً في تجارة النفط اليوم، إنه يتوقع أن يصل متوسط الأسعار إلى 45 دولاراً للبرميل حتى منتصف 2017 حتى بدون التوصل لأي اتفاق في أوبك، مضيفاً أنه من المرجح أن يتحرك السوق تجاه نقص في المعروض في النصف الثاني من 2017.

وقبل عام توقع غولدمان أن تؤدي تخمة المعروض العالمي إلى دفع أسعار النفط لنحو 20 دولاراً للبرميل. وانخفضت الأسعار إلى أدنى مستوياتها في عدة سنوات عند 27 دولارا للبرميل في يناير/ كانون الثاني 2016.

بدورها، أعلنت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني اليوم، أن أسعار النفط قد تشهد نمواً طفيفاً قبل 2018. وتوقعت توازن العرض والطلب بشكل عام في سوق النفط في النصف الأول من 2017.

ولفتت إلى أنه هناك قدر ملموس من الضبابية بشأن اتجاه أسعار النفط في المستقبل، مبقية على توقعاتها لسعر النفط في 2018 عند 55 دولاراً للبرميل وتتوقع وصوله إلى 60 دولاراً للبرميل في 2019. وشرحت أنه حتى إذا توصلت أوبك لاتفاق على الخفض المحتمل لإنتاج النفط فإن قدرة المنظمة على التأثير بشكل دائم على الأسعار تظل غير واضحة.

(وكالات، العربي الجديد)

المساهمون