أسعار "سلع الشتاء" تستفز الجزائريين

أسعار "سلع الشتاء" تستفز الجزائريين

17 نوفمبر 2017
أسعار السلع تقفز بوتيرة متسارعة (فرانس برس)
+ الخط -


عرفت أسعار بعض المواد الغذائية في الجزائر، هذه الأيام، ارتفاعا جنونيا خاصة البقوليات التي تشهد زيادة الطلب عليها بسبب برودة الطقس والشتاء، فيما تحولت هذه الزيادة إلى كرة يتقاذفها تجار الجملة والتجزئة، كلّ يرمي الطرف الآخر برفع الأسعار والمضاربة، وسط تذمر الجزائريين الذين أنهك غلاء المعيشة جيوبهم.
وتفاوتت الزيادات من منطقة إلى أخرى، حيث وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الحمص ما بين 380 دينارا و400 دينار (3.63 دولارات) بينما كان في الأيام القليلة الماضية لا يتعدى 300 دينار (2.72 دولار)، أما سعر العدس فقفز إلى 260 دينار (2.36 دولار) مقابل 180 دينار قبل أيام، في حين قفز سعر الفاصوليا البيضاء من 250 دينارا إلى 360 دينارا.

هذه القفزات التي سجلتها أسعار البقوليات في ظرف زمني قصير، استقبلتها العائلات الجزائرية التي تغير نمط غذائها في فصل الشتاء، بكثير من السخط والتذمر، إذ تتحول الفاصولياء والعدس والحمص إلى أكثر الأطباق استهلاكا فوق الموائد.
يقول أحمد زناد، وهو موظف، إن: "اللوبيا (الفاصولياء) تحولت من أكلة الزوالية (الفقراء) إلى أكلة الأغنياء على ما يبدو، فالزيادات تعدت 80% أحيانا"، يستغرب المواطن الجزائري وعلامات التذمر بادية على وجهه.

من جانبها، قالت أم سعاد، ربة منزل، إنها فوجئت بالزيادات التي مسّت أسعار مواد كانت منذ فترة قريبة تصنف في خانة غذاء الفقراء والطبقة الوسطى.
وتعددت الروايات حول أسباب ارتفاع أسعار هذه الحبوب الجافة حسب التجار، سعيا لتبرئة الذمة، وانقسمت الأسباب بين المضاربة لدى بعضهم، وبين تضييق استيراد البقوليات من طرف الحكومة.
وفي السياق، يقول عبد الكريم ضاوي صاحب دكان لبيع المواد الغذائية وسط العاصمة الجزائرية، إن زبائنه باتوا يشتكون من ارتفاع أسعار البقوليات مؤخرا، وهو أمر كان متوقعا، إلا أن الزيادة لا يتحملها تجار التجزئة، بل الزيادة كانت عند تجار الجملة، مستدلا بفواتير الشراء المحررة من طرف تجار الجملة.

وقال عبد الكريم لـ "العربي الجديد": "المواطنون يتهموننا بالجشع أحيانا وبالمضاربة أحيانا أخرى، ونحن بدورنا نتهم تجار الجملة أو من يقف وراءهم من مستوردين".
وانتقلت "العربي الجديد" إلى بلدية السمار في الضاحية الجنوبية للعاصمة الجزائرية، المشهورة بنشاط تجار الجملة للمواد الغذائية، الذين اتفقوا على تفنيد ما يروج حول وقوفهم وراء ارتفاع أسعار البقوليات.

ويقول مسعود قصرادي، تاجر جملة، لـ "العربي الجديد": "الأسعار فعلا قفزت مؤخرا، إلا أن هذه الزيادات فرضها منطق السوق أي العرض والطلب، فالمستورد رفع الأسعار والمنتج المحلي رفع الأسعار كذلك تماشيا مع ارتفاع الطلب وتراجع المعروض بعد تضييق الخناق على المستوردين الذين يتحججون كذلك بارتفاع الأسعار في الأسواق العالمية".