الصين ودول غربية تستغل تراجع النفط لرفع احتياطياتها

الصين ودول غربية تستغل تراجع النفط لرفع احتياطياتها

02 ديسمبر 2014
كبار مستهلكي النفط يستغلون تهاوي الأسعار لرفع احتياطياتهم النفطية(أرشيف/Getty)
+ الخط -
ذكرت مصادر في لندن أن الصين ودولا غربية تستغل رخص أسعار النفط الحالية لملء خزانات الاحتياطي الاستراتيجي.
وقالت شركة" إنيرجي أسبكت ليمتد" التي يوجد مقرها في لندن، أمس، إن الصين شرعت في زيادة مشترياتها من الخامات النفطية منذ بداية انخفاض الأسعار في يونيو/حزيران الماضي.
وتوقعت الشركة البريطانية التي تراقب أسواق النفط، أن ترفع الصين مشترياتها فوق احتياجاتها الاستهلاكية اليومية بنحو 700 ألف برميل يومياً، خلال العام المقبل إذا تواصل تدهور أسعار الخامات.
وحسب معلومات وكالة الطاقة الدولية، فإن لدى الصين احتياطات استراتيجية تكفيها لمدة 30 يوماً في الوقت الراهن. ولكن خبير بريطاني قدرها بأقل من ذلك.
وإضافة إلى رخص الأسعار، تتخوف الصين من تفاعلات النزاع الدامي في منطقة الشرق الأوسط، خاصة تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق "داعش" وتطورات الملف النووي الإيراني على مستقبل إمداداتها.
وقال الخبير البريطاني بالمعهد الملكي البريطاني "تشاتهام هاوس" الدكتور جون ميتشل، إن الدول الآسيوية ستكون الأكثر تضرراً من حدوث أية تفاعلات تؤثر على خطوط إمدادات النفط من منطقة الشرق الأوسط ، خاصة عبر مضيق هرمز.
وأضاف في تعليقات لـ "العربي الجديد" أن رخص أسعار النفط يمثل فرصة ذهبية للصين لزيادة احتياطاتها الإستراتيجية من النفط.
وقال أن الصين لا تعلن عن إحصاءات بخصوص هذه الاحتياطات إلا أنه يعتقد أنها تفوق 20 يوماً من احتياجاتها.
ويذكر أن الدول الآسيوية ستكون الأكثر تضرراً في حال حدوث أية تطورات تؤثر على مضيق هرمز الذي تمر به يومياً نحو 17 مليون برميل تصدر معظمها إلى آسيا.
ولم تستبعد مصادر في لندن، أن تكون دولاً أخرى قد شرعت في زيادة احتياطاتها الإستراتيجية مستفيدة منرخص أسعار الخامات.
وأشارت المصادر إلى كل من اليابان ودول أوروبية وربما أميركا. ويذكر أن لدى الصين أرصدة دولارية في الاحتياط النقدي تقدر بنحو 3.4 ترليونات دولار، توظف معظمها في سندات الخزانة الأميركية التي تدر عائداً ضئيلاً جداً.
وأشار الدكتور ميتشل في هذا الصدد، أن هنالك إمكانية للاستفادة من هذه الاحتياطات في زيادة حجم الاحتياطي النفطي الإستراتيجي للصين.
وحسب إحصاءات وكالة الطاقة العالمية، فإن الصين زادت وارداتها اليومية من النفط خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري عن المعدل المعتاد بنسبة 8.3% في المتوسط، أي 460 ألف برميل يومياً. وهذا أسرع معدل زيادة في واردات الصين النفطية منذ عام 2010.
وقال الخبير ميتشل إن هذه الزيادة تحدث في وقت يشهد الاقتصاد الصيني تباطؤاً.
وحسب تقارير بريطانية تسعى الصين إلى رفع احتياطيها الإستراتيجي من النفط إلى ما يعادل استهلاكها لمدة مائة يوم بحلول عام 2020.
ويذكر أن الحكومة الصينية قد أعلنت في عام 2007 عن خطة تتكون من ثلاث مراحل لبناء الاحتياطي النفطي الاستراتيجي.
وأكملت المرحلة الأولى في عام 2008، حيث رفعت الاحتياطي إلى 101.9 مليون برميل. ثم أضافت إليه 170 مليون برميل في المرحلة الثالثة التي أكملتها في عام 2011.
وتعمل الآن على إكمال المرحلة الأخيرة التي من المتوقع أن ترفع الاحتياطي الاستراتيجي من النفط إلى 475 مليون برميل، إضافة إلى الاحتياطي لدى الشركات.
وأظهرت بيانات من إدارة الجمارك الصينية، أن واردات الصين من النفط في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي ارتفعت إلى 151.97 مليون طن أو 6.13 ملايين برميل يومياً بزيادة قدرها 10.2 %عن الفترة نفسها من العام الماضي.

المساهمون