مراوغة إيران

مراوغة إيران

22 فبراير 2016
وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه (فرانس برس)
+ الخط -

 

أعلنت 11 دولة كبرى منتجة للنفط موافقتها على اتفاق الدوحة الصادر منتصف الأسبوع الماضي ويقضي بتثبيت الإنتاج النفطي عند مستويات شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، وهذه الدول هي: روسيا والسعودية وفنزويلا وقطر والإكوادور والجزائر ونيجيريا وسلطنة عمان والإمارات والكويت، وأخيرا نيجيريا التي رحبت بالاتفاق أمس على لسان وزير المصادر النفطية في نيجيريا، إيمانويل إيبي كاتشيكو، وربما تنضم للاتفاق في وقت لاحق كل من المكسيك والنرويج كما أعلن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أول من أمس السبت.

أما إيران، ومعها العراق، فلا يزال موقفهما غامضاً ومريباً، فلم ترفض حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني اتفاق الدوحة الذي قادته كل من السعودية وروسيا صراحة، بل رحبت به، لكنها في المقابل لم تعلن صراحة الالتزام ببنوده أو اتخاذ خطوات عملية لتثبيت إنتاجها النفطي عند الشهر الذي حدده الاتفاق وهو يناير 2016.

ربما لم ترفض طهران اتفاق الدوحة حتى لا تحرج حليفتها التقليدية، روسيا، التي تحمست بشدة للاتفاق ظناً منها أنه يلعب دوراً رئيسياً في وقف تهاوي أسعار النفط في الأسواق الدولية، وبالتالي الحد من خسائرها الاقتصادية المتفاقمة، لكن في المقابل لم تعلن طهران الالتزام بالاتفاق أو القبول بتنفيذ بنوده ربما نكاية في غريمتها السياسية السعودية، أكبر منتج للنفط من داخل منظمة أوبك وأكبر متضرر من تهاوي الأسعار في العالم.

وربما كان موقف طهران المراوغ من اتفاق الدوحة هو المحافظة على مصالحها الاقتصادية، بخاصة أنها تسعى لتعويض الخسائر الفادحة التي تعرضت لها في السنوات العشر الماضية بسبب العقوبات الغربية التي كانت مفروضة عليها وما تبعها من فرض قيود شديدة على صادراتها النفطية.

إيران تمارس حالياً سياسة المراوغة السياسية و"التقية" في قضية اقتصادية وفنية بحتة، ففي الوقت الذي يعلن فيه وزير النفط الإيراني، بيغن زنغنه، أن بلاده تدعم قرار المنتجين من داخل أوبك وخارجها بالإبقاء على "سقف" إنتاج النفط، لإعادة الاستقرار إلى السوق والأسعار والحفاظ على مصلحة المنتجين والمستهلكين، يخرج علينا المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية، ركن الدين جوادي، أول من أمس السبت، بتصريح لافت يقول فيه إن بلاده تهدف إلى زيادة إنتاجها النفطي 700 ألف برميل يوميا، وإن أحد أهداف الدولة إنتاج 4.7 ملايين برميل من النفط الخام يوميا وهو نفس معدل ما قبل فرض العقوبات الغربية عليها.

إذا كان هذا موقف إيران، فلماذا ترحيبها إذن باتفاق الدوحة القاضي بتثبيت الإنتاج؟

إيران تراوغ ولا تعتزم الالتزام باتفاق الدوحة الذي حظي بموافقة كبار المنتجين، والدليل على ذلك، ما عبر عنه وزير النفط الإيراني صراحة قبيل إعلان الدوحة بأن إيران لا تنوي خفض إنتاجها النفطي، لكنها "مستعدة للنقاش" مع البلدان الأخرى المنتجة للنفط، وهذا يعني أن إيران لا تمانع في الدخول في مباحثات كلامية وعبارات إنشائية للأبد، لكن لن تخفض إنتاجها لصالح السوق الدولية أو على الأقل تثبته.





اقرأ أيضاً:
الغموض يلف الموقف الإيراني من تثبيت إنتاج النفط
إيران وروسيا تخربان مسعى رفع أسعار النفط

المساهمون